الاحتلال يواصل جرائمه بإعدام طفل فلسطيني واستباحة باحات "الأقصى"

مستوطنون يستبيحون ساحات المسجد الأقصى بحراسة قوات الاحتلال-(وكالات)
مستوطنون يستبيحون ساحات المسجد الأقصى بحراسة قوات الاحتلال-(وكالات)

تضيق آمال الفلسطينيين في إقامة دولتهم المنشودة بعد مضي 56 عاما على الاحتلال الإسرائيلي لكامل مساحة الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، وقطاع غزة، وإغراقها بالمستوطنات واستهداف المسجد الأقصى المبارك بالتهويد، بينما ما يزال جرحهم الدامي ينزف إزاء استمرار جرائمه التي أدت، أمس، لاستشهاد طفل فلسطيني لم يبلغ العامين، وسط نذر تصعيد يهدد المتطرفون بها في المرحلة القادمة.

اضافة اعلان


حكومة الاحتلال اليمينية، التي تعيش حالة الإرباك والتخبط نتيجة ضربات المقاومة الموجعة متعددة الجبهات، أرادت الالتفاف حول أزمتها الداخلية بقرار توسيع بناء المستوطنات، لا سيما في القدس المحتلة، في محاولة منها لإرضاء المتطرفين خشية سخطهم، كما وفرت الحماية الامنية المشددة لاقتحامهم، أمس، للمسجد الأقصى وانتهاك باحاته بجولاتهم الاستفزازية وطقوسهم المزعومة.


في حين تقاطر الفلسطينيون لإحياء ذكرى الخامس من حزيران، التي أدت لتهجير آلاف الفلسطينيين ومحو قرى فلسطينية كاملة وفتح باب الاستيطان والتهويد في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، واعتقال أكثر من 6 آلاف فلسطيني وإبعاد زهاء الألف منهم خارج وطنهم المحتل، وذلك بتنظيم الأنشطة والفعاليات الزخمة للتأكيد على التمسك بأرضهم في مواجهة عدوان الاحتلال المتواصل.


ومع اللحظات الأولى لاحتلال الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، بدأت خطوات التهويد والاستيطان، ووضعت حكومة الاحتلال برامجها العدوانية لتحقيق أهدافها بالسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض مع أقل عدد ممكن من السكان الفلسطينيين.


ومنذ العام 1967؛ تضاعف النشاط الاستيطاني على ما تبقى من الأرض الفلسطينية بشكل مخيف، حتى وصل عدد المستوطنات والبؤر الاستيطانية التي أقيمت في الضفة الغربية والقدس المحتلة لأكثر من 360، تضم زهاء 700 – 800 ألف مستوطن، في ظل مساعي الاحتلال لزيادة عددهم إلى المليون خلال فترة قريبة.


بينما ما يزال الاحتلال الإسرائيلي يواصل نهب ثروات الضفة الغربية والاستيلاء على مساحات شاسعة منها بالاستيطان والطرق الالتفافية، وينفذ عمليات تهويد القدس المحتلة بطريقة مخططة، بهدف تغيير معالمها وطرد سكانها لصالح المستوطنين.


من جانبه، أكد الناطق باسم حركة "حماس" عن مدينة القدس، محمد حمادة، أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا على أرضه ثابتا على حقه، رغم مرور 56 عاما على النكسة.


وقال حمادة، في تصريح له أمس، إن "القدس ستبقى العنوان الأبرز للشعب الفلسطيني الذي يقدم دماءه مهرا لها ويسيجها بمهجته وأرواح شبابه".


وأشار إلى أن سنوات الاحتلال الطويلة، لن تثني الفلسطيني عن التمسك بحقه بقوة المقاومة، وبفعل التضحيات التي يقدمها في سبيل التحرر والانعتاق، مؤكدا أن ما وقع في يد الاحتلال عامي 1948 و1967 ستبقى أرض فلسطينية، وأن الحق سيبقى لصاحبه الذي لم يسلم للعدو.


وطالب الناطق باسم "حماس" المجتمع الدولي ومؤسساته بالنظر إلى الاحتلال الأقدم في هذا العصر والأكثر وحشية ودموية، وأن يكون هناك موقف حقيقي لإدانته.


بدوره، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس الصندوق القومي، رمزي خوري، أنه لن يكون هناك أمن ولا استقرار ولا سلام في المنطقة دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وحل قضية اللاجئين، وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.


وأضاف خوري، أن الشعب الفلسطيني وقيادته مصممون على مواصلة الدفاع عن وجودهم وحقوقهم الثابتة، رغم شراسة عدوان حكومة الاحتلال المتطرفة وعصابات المستوطنين، ورغم امتناع العالم ومؤسساته عن تحمل مسؤولياتهم بإنهاء الاحتلال ووقف جرائمه وإرهابه بحق الشعب الفلسطيني.


وقال إن ما يجري الآن على الأرض الفلسطينية، خاصة في القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، يمثل قمة الإرهاب الإسرائيلي الذي يقف العالم عاجزا عن مواجهته، ووقف مشروع التهويد الاستيطاني، الذي ينفذ بالضم ومصادرة الأراضي كما يحدث في الاغوار، وإقامة البؤر استيطانية وهدم البيوت والقتل والاعتقال، ومواصلة الاقتحامات الدموية للمدن والقرى والمخيمات وما يرافقها من اغتيالات واعدامات للشباب، والأطفال، والشيوخ، والنساء.


وحذر خوري من خطورة محاولة الاحتلال لفرض تغيير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبشكل خاص في مدينة القدس التي دخلت مرحلة خطيرة من التهويد لمقدساتها وأحيائها وشوارعها وواقعها القانوني والتاريخي والحضاري، واخرها تحويل" قلعة القدس" التاريخية ومسجدها بالقرب من باب الخليل الى ما يسمى "متحف داوود"، في تزييف مفضوح لهويتها وتاريخها، الى جانب التطهير العرقي والتهجير القسري لسكانها.


ودعا خوري، المجتمع الدولي للتخلي عن سياسة المعايير المزدوجة في التعامل مع جرائم المعتدي والمحتل الإسرائيلي، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، واتخاذ ما يلزم لوقف عدوان الاحتلال والتطرف و"جماعات الهيكل"، المزعوم، التي تسعى لجر المنطقة لمزيد من انعدام الأمن والفوضى.


وفي نفس السياق؛ قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، إن "الاحتلال يمارس إرهاب الدولة المنظم وارتكاب الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني ويعمل على تقويض فرصة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".


وأكد اشتية أن كل تلك الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال وما تزال ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، لن تثنيه عن الاستمرار في النضال حتى نيل حقوقه الوطنية بالحرية وتجسيد الدولة وحق العودة.

 

اقرأ المزيد : 

الاحتلال يعزز قواته "بالأقصى".. والفلسطينيون يحتشدون اليوم للدفاع عنه