وكشف وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، أن الإطار العام لاتفاق إقامة علاقات بين السعودية وإسرائيل بوساطة أميركية "قد يصبح جاهزا بحلول مطلع العام المقبل"
وأضاف ولي العهد السعودي -في حديث لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية- أن القضية الفلسطينية مهمة للمملكة، وهي جزء من العملية، ويجب حلها.
وأوضح أن "هناك سعيا من إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن للتوصل إلى اتفاق سلام بيننا وبين إسرائيل، بالنسبة لنا القضية الفلسطينية مهمة للغاية، ونحن بحاجة إلى حل هذا الجزء".
وقال ولي العهد السعودي إن "لدينا مفاوضات جيدة مستمرة، ونأمل أن نصل إلى مكان يسهل حياة الفلسطينيين ويجعل إسرائيل لاعبا في الشرق الأوسط، ونقترب من ذلك كل يوم أكثر، سنرى كيف ستسير الأمور".
دعم أميركي
في الأثناء، يدعم البيت الأبيض بقوة التحركات نحو التطبيع بين السعودية وإسرائيل، وكان ذلك محور لقاء جمع بين الرئيس الأميركي جون بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأوضحت وسائل اعلام أن المساعي التي تقودها الولايات المتحدة هي محور مفاوضات معقدة تشمل ضمانات أمنية أميركية ومساعدات نووية مدنية تسعى إليها الرياض، فضلا عن تنازلات إسرائيلية للفلسطينيين.
وأضافت نقلا عن مسؤول بإدارة بايدن أنه من المفهوم أن بعض التنازلات للفلسطينيين يجب أن تكون جزءا من أي اتفاق، لكنه لم يذكر أي تفاصيل عن هذه التنازلات.
إيران والنووي
من جهة أخرى، تطرق الأمير محمد بن سلمان خلال مقابلته مع شبكة فوكس نيوز إلى قضية امتلاك سلاح نووي، وقال إن حصول أي بلد على هذا السلاح أمر مقلق وخطير، مشيرا إلى أنه في حال امتلكت إيران سلاحا نوويا فإن السعودية ستضطر لتمتلك واحدا بالمقابل، لحماية أمنها ولعدم الإخلال بميزان القوى في الشرق الأوسط.
كما قال ولي العهد السعودي إن المملكة ترغب في نجاح جهود التوصل إلى حل للأزمة اليمنية، مضيفا أن حل الأزمة في اليمن وفي المنطقة يصب في صالح المملكة ويساهم في تحقيق رؤيتها الاقتصادية والسياسية.
بدوره، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحفيين إنه من الأفضل لقادة السعودية وإسرائيل "الحديث عن مدى قربهم من بعضهم البعض وأين يعتقدون أنهم موجودون في هذه العملية"، مضيفا أن بلاده تشجع تطبيع العلاقات لأنه "أمر جيد ليس فقط لإسرائيل والمملكة العربية السعودية، بل نعتقد أنه جيد للمنطقة بأكملها".
مستقبل العلاقات
وحدد الباحث الأميركي المتخصص في الشؤون السياسية والأمن القومي سكوت مورغان، مستقبل العلاقات بين السعودية وإسرائيل، في عدد من النقاط قائلا: أعتقد أن الرياض وتل أبيب أقرب من أي وقت مضى لتطبيع العلاقات بينهما، وهنا أود ذكر الاقتباس الذي تم استخدامه في كثير من الأحيان بأن "الدول ليس لديها حلفاء، ولكن لديها مصالح مشتركة"، وبالتالي تشترك كل من السعودية وإسرائيل في مصلحة في عدم امتلاك إيران لسلاح نووي يهددهما.
وأضاف أن التوقيت هو الأمر الحاكم في تلك القضية، وما كان بالإمكان أن يتم الاتفاق مع الحكومة الإسرائيلية الحالية، لكن ربما يكون لنتنياهو أولويات داخلية أخرى يهتم بالتعامل معها، ولذا فقد يكون رئيس وزراء إسرائيل المقبل هو الذي يبرم الصفقة مع المملكة.
هناك دلالة من حديث ولي عهد السعودي بشأن كون الاتفاق يسهل حياة الفلسطينيين ويجعل إسرائيل لاعبا في الشرق الأوسط، وقد يفكر البعض في هذا الأمر سياسيا، لكن هذا له أبعاد اقتصادية ضخمة.
واتفق مع ذلك، مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هدسون، ريتشارد وايتز، الذي قال في تصريحات، إن ولي العهد السعودي يستهدف تطوير العلاقات مع إسرائيل بالتوازي مع التقدم في القضية الفلسطينية ومع تحسين العلاقات مع إيران والولايات المتحدة.
حوافز.. وكوابح
وفي تقدير الخبير المتخصص في العلاقات الدولية، أيمن سمير، فالسعودية في أقرب فرصة للتطبيع مع إسرائيل أكثر من أي وقت مضى، لكن ليس في عام 2023، وربما في النصف الثاني من العام 2024، قائلا: "إذا كانت هناك مجموعة من المحفزات للتطبيع، فهناك أيضا كوابح".
ووفق "سمير"، فإن على رأس تلك الحوافز الداعمة لتطبيع مسار العلاقات، ممر "الهند ـــ أوروبا" الذي تم الإعلان عنه في قمة العشرين، وستكون الرياض وتل أبيب ضمن هذا المشروع الكبير، كما أن هناك مساعٍ أميركية لإنجاز اتفاق مع السعودية يتوازى مع الإنجاز الذي حدث في "الاتفاق الإبراهيمي" في عهد ترامب.
وأوضح أن الشرق الأوسط بات أكثر تقبلا لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، فضلا عن الدور الجديد للسعودية والانفتاح على كافة المستويات خلال السنوات الأخيرة.
لكن تبقى القضية الفلسطينية حجر عثرة أمام سرعة الوصول إلى اتفاق بين الرياض وتل أبيب، حسبما ذكر خبير العلاقات الدولية، مع تعثر مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتصاعد الصراع في الشهور الأخيرة.-(وكالات)