انتهى تقسيم الدوائر الانتخابية وظهر للعلن الشكل الجديد للنظام الانتخابي وطريقة توزيع المقاعد على كل دائرة انتخابية، وبات معروفا للجميع سواء أولئك الراغبون بالترشح، أو الأحزاب والتكتلات السياسية، أو لدى الناخبين آلية توزيع المقاعد ونصيب كل دائرة انتخابية من المقاعد، ولكن ماذا بعد ذلك؟
وفق ما تم الإعلان عنه فقد خصص للدائرة الأولى في عمان 6 مقاعد من بينهم مقعد للمرأة، وضمت الدائرة مناطق، القويسمة، الجويدة، أبو علندا، خريبة السوق، جاوا، اليادودة، أم قصير والمقابلين ولواء ماركا ويشمل ماركا وطارق والنصر، ولواء سحاب ويضم سحاب والجيزة والموقر باستثناء بدو الوسط، أما الدائرة الثانية في عمان فقد خصص لها 8 مقاعد من بينها مقعد للمرأة ومقعد للمسيحيين، وتضم مناطق اليرموك ورأس العين وبدر والمدينة وزهران والعبدلي ومنطقة بسمان، وتلك الدائرة مرشحة لتكون الأكبر في المملكة من حيث عدد الناخبين، وسيتم معرفة إن كانت هي الأكبر أو أن محافظة الزرقاء هي الأكبر بعد نشر واعتماد أعداد الناخبين في كل الدوائر.
أما الدائرة الثالثة في عمان فقد خصص لها 6 مقاعد، من بينها مقعد للمرأة ومقعد للشركس والشيشان، وتضم الدائرة لواء الجامعة وشفا بدران وأبو نصير وصويلح والجبيهة وتلاع العلي وأم السماق وخلدا، ولواء وادي السير وبدر الجديدة ومرج الحمام ولواء ناعور.
هذا التقسيم في عمان، أما في محافظة إربد فقد خصص للدائرة الأولى في المحافظة 8 مقاعد من بينها مقعد للمرأة، وتضم (أولى إربد) ألوية القصبة، والوسطية والرمثا وبني كنانة، أما (ثانية إربد) فإنها تضم 7 مقاعد من بينها مقعد للمرأة وآخر للمسيحيين وتشمل ألوية بني عبيد، والمزار الشمالي، والكورة والطيبة، والأغوار الشمالية.
من المعلوم ان قانون الانتخاب لعام 2022 الذي جاء نتيجة توافق اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية أعاد رسم الدوائر الانتخابية ضمن دائرتين: محلية وعامة، يخصص لهما 138 مقعداً، منها 97 للدوائر المحلية، موزعة على 18 دائرة انتخابية، و41 مقعداً للقائمة العامة مخصصة للأحزاب والتحالفات الحزبية، وخصص للمرأة مقعد واحد في كل دائرة انتخابية محلية بإجمالي (18) مقعداً، بالإضافة إلى مقعدين للشركس والشيشان في محافظتي العاصمة عمان والزرقاء، و(7) مقاعد للمسيحيين بواقع مقعد واحد في كل من محافظات العاصمة وإربد والبلقاء والكرك والزرقاء ومادبا وعجلون.
إذا ماذا بعد ذلك؟ وما هي الخطوات التالية؟ الآن تتسلم الهيئة المستقلة للانتخاب زمام المهمة من بدايتها حتى نهايتها، والبداية هي تسكين الناخبين في مناطقهم حسب مناطق السكن، وبالتالي فإن ذلك يتطلب مراجعة شاملة لكل الناخبين بالتعاون مع دائرة الأحوال المدنية والجوازات التي تمتلك سجلات النفوس والسكن ومكان الإقامة، وهذا يعني أننا بانتظار سجلات ناخبين جديدة تتضمن إضافة كل من بلغ السن القانونية وهي 18 عاما ضمن سجلات الناخبين، وتشمل المهمة التالية أيضا معرفة أعداد الناخبين في الدوائر الانتخابية الجديدة التي تم الإعلان عنها، وهي دوائر عمان الثلاث، وإربد الاثنتان، بمعنى أن الهيئة يتعين عليها فرز الناخبين في دوائرهم الجديدة، وهذه مهمة مستعدة لها الهيئة وبدأت تعمل عليها، فالهيئة المستقلة لديها الخبرة والإمكانات البشرية والتقنية والمعرفية ما يجعلها قادرة على إنجاز ذاك بالسرعة المطلوبة.
بعد ذاك وبعد أن يعرف كل ناخب مكان انتخابه وفق تقسيمته الجديدة سيتم نشر جداول الناخبين ودوائرهم حتى يتمكن كل من يرغب بنقل مكان انتخابه للتقدم بذلك، وهنا وجب التنويه أن نقل مكان الانتخاب لم يعد بالأمر السهل، إذ يتوجب على كل من يرغب بذلك إثبات امتلاكه مكان سكن وإقامة في المكان الذي ينوي الانتقال إليه، ويستثنى من ذلك المسيحيون والشركس والشيشان الذين يريدون الانتقال من مكان سكناهم إلى المكان الذي يوجد فيه مقعد مخصص لهم، إذ يتم نقلهم بكل سهولة بمجرد التقدم بالطلب.
للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا