تزامنا مع بدء الامتحانات المدرسية النهائية للعام الدراسي الحالي غدا الأربعاء، يبدي أولياء أمور طلبة قلقهم إزاء التحصيل الأكاديمي الذي ينتظر أبناءهم.
وبحسب التقويم المدرسي، تبدأ الاختبارات التحصيلية النهائية للفصل الدراسي الثاني لطلبة مرحلتي التعليم الأساسي والثانوية غدا الأربعاء، وتستمر حتى 26 حزيران (يونيو) الحالي.
ويترافق مع كل موسم للامتحانات المدرسية مشاعر القلق والتوتر ليس فقط عند الطلبة الساعين الى النجاح، والبعض منهم للتفوق، بل تمتد لكافة أفراد الأسرة، وخاصة الوالدين اللذين يحرصان على توفير سبل الراحة لأبنائهما ويأملان بأن يحققوا النتائج المرجوة.
العشرينية لمى حمدي لديها 5 أبناء، أكبرهم في الصف الحادي عشر، مشيرة إلى أن تقارب الأعمار بينهم يجعلها تفرض حالة من الاستنفار لتجنيبهم أي شيء يمكن أن يشغلهم عن الدراسة.
وتقول حمدي إن هذا النظام الذي تفرضه عليهم من شأنه أن يوفر جوا نفسيا ملائما لكي يدرس أبناؤها بشكل جيد ويخوضون امتحاناتهم بكل راحة وأمان؛ ليجتازوا فصلهم الدراسي الثاني بتفوق.
وتشاركها الرأي الثلاثينية سما فاروق، التي تجد أن أصعب فترة تمر على الأسرة هي فترة الاختبارات خاصة النهائية منها، والتي تنشر معها حالة من الاستنفار يزامنها قلق وتوتر خشية عدم تحقيق النتائج المرجوة.
وتقول فاروق إن ابنتها سارة (الصف الثامن)، أعدت جدولا دراسيا بالاستعانة بمدرستها كي تضمن الحصول على علامات مرتفعة، أما ابنها علي فيخضع لدروس خصوصية في المباحث الأساسية، لتضمن تمكنه من دراسته.
وتشير إلى أنها تحرص على التأكيد على أبنائها بأن عليهم أن ينتبهوا لدروسهم ومذاكراتهم، وفي حال بالغوا في استخدام الهواتف الخلوية أو الأجهزة اللوحية تحذرهم من أنها ستحرمهم منها طوال فترة الاختبارات، لكي لا يؤثر ذلك على مستواهم، معبرة عن أملها بأن يجتاز أبناؤها هذه الفترة بسهولة بلا منغصات وتحقيق علامات مرتفعة.
وتأثير الامتحانات لا يقتصر على الطلبة فقط، بل يمتد إلى أسرهم خاصة مع حرص أغلب العائلات على توفير أجواء دراسية مناسبة، وفق أستاذ علم النفس والإرشاد النفسي المشارك في جامعة فيلادلفيا د. عدنان الطوباسي، الذي يرى أن الامتحان في نهاية المطاف ما هو إلا تحصيل لما حققه الطالب خلال الفصل الدراسي.
ويبين الطوباسي لـ"الغد" أن هذا التحصيل يأتي بالمراجعة الدقيقة والراسخة في استخراج المعلومات والتغذية الراجعة للمادة الدراسية خلال الفصل.
ويضيف: "على الطالب أن يذهب لتأدية الامتحان دون خوف أو قلق ووهن، وأن يكون استعداده نابعا من أهمية الامتحان، وأن يكون قادرا على تحديد الأهم فالمهم بالمادة الدراسية، وأن يقرأ الأسئلة بشكل متأن، وإذا واجهه أي سؤال صعب فلا يتوتر".
ويشير إلى أهمية أن يظلل أولياء الأمور أبناءهم خلال هذه الفترة بكل سبل الراحة والاطمئنان، ومتابعتهم برفق دون تشديد، لافتا إلى أن على المدرسة تهيئة كل سبل الراحة حتى يتقدم الطلبة للامتحان بكل هدوء وأمان واستقرار.
بدوره، يؤكد الناطق الاعلامي لوزارة التربية والتعليم احمد المساعفة أن عمليات التقويم تعد ركنا اسياسيا من العملية التعليمية.
ويبين المساعفة ان الامتحانات المدرسية النهائية تنطلق غدا الاربعاء وتستمر لمدة 17 يوما لمختلف السلطات التعليمية، لافتا الى ان عدد ايام الدراسة الفعلية في الفصل الدراسي الثاني وفق التقويم المدرسي لهذا العام يبلغ 102 يوما، فيما كان للفصل الأول 93 يوما، وبهذا يكون عدد أيام الدراسة الفعلية للعام الدراسي 2022/ 2023، 195 يوما، حسب المادة 40 من قانون وزارة التربية والتعليم رقم 3 لسنة 1994.
وتنص المادة 40 على: "تتراوح أيام الدراسة الفعلية خلال السنة الدراسية بين 195-200 يوم حدا أدنى للمدارس التي تعطل يومين في الأسبوع".
وأضاف أن كل مدرسة وضعت جدول الامتحانات الخاص بها ووزعته على طلبتها، بالإضافة إلى تعميمه على صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ ليتمكن أولياء أمور الطلبة من متابعة دراسة أبنائهم، لافتا الى ان معلم المبحث الدراسي في كل مدرسة هو من يصمم الامتحانات النهائية المدرسية لطلبته.
وتابع المساعفة، أن التقويم المدرسي حدد موعد بدء الاختبارات التحصيلية النهائية المدرسية للفصل الدراسي الثاني لطلبة مرحلتي التعليم الاساسي والثانوية (الصف 11) في 7 حزيران (يونيو) الحالي، وتستمر لغاية 26 حزيران (يونيو) الحالي.
وأشار الى ان العطلة الصيفية ستبدأ في 27 حزيران (يونيو) الحالي، على أن ينطلق العام الدراسي الجديد 2023/ 2024 بشكل مبدئي في 3 أيلول (سبتمبر) المقبل، وفق التقويم المدرسي.
وأشار إلى ان طلبة الصفوف الثلاثة الاولى بحسب أسس النجاح والإكمال والرسوب يخضعون إلى 4 فترات تقويمية على مدى الفصل الدراسي الثاني بواقع 25 % لكل فترة تقويمية.
أما طلبة الصفوف من الرابع فما فوق فيخضعون إلى 3 فترات تقويمية يجريها المعلم خلال الفصل، ويخصص لكل تقويم 20 % من العلامة الكلية للمبحث، بالإضافة إلى اختبار نهاية الفصل الدراسي ويخصص له 40 % من العلامة الكلية.
اقرأ المزيد :
"التوجيهي الجديد": عامان.. 6 حقول و4 مباحث