الحكومة: مطعوم الحصبة فعال وآمن

جانب من المؤتمر الصحفي بوزارة الصحة حول مطاعيم الحصبة أمس - (تصوير: ساهر قدارة)
جانب من المؤتمر الصحفي بوزارة الصحة حول مطاعيم الحصبة أمس - (تصوير: ساهر قدارة)

أكد وزير الصحة الدكتور فراس الهواري أن مطاعيم الحصبة والحصبة الألمانية لن تكون إلزامية، وأن الوزارة لن تجبر المواطنين على تطعيم أبنائهم، فيما أشار إلى أن حملة التطعيم ستبدأ في الأسبوع الأول من شهر تشرين الثاني المقبل.

اضافة اعلان


وأشار الهواري في مؤتمر صحفي عقد في وزارة الصحة أمس، بحضور وزيري الاتصال الحكومي مهند مبيضين والتربية والتعليم والتعليم العالي عزمي محافظة وعدد من المسؤولين والمختصين في الشأن الطبي، أن الوزارة لن تتهاون في تطبيق قانون الجرائم الإلكترونية بحق مروجي الإشاعات ضد المطعوم، مؤكدا أنه جرى تحويل جهتين من مطلقي الإشاعات إلى النيابة العامة.


وكشف عن تسجيل شكوى أمام النيابة العامة متعلقة بنشر أخبار كاذبة ومعلومات تستهدف الأمن والسلم المجتمعي، حيث تلخصت وقائع هذه الشكوى بقيام المشتكى عليه ببث تسجيل على منصات التواصل الاجتماعي وعلى بعض التطبيقات تتعلق بنشر أخبار كاذبة ضد الحملة الوطنية للتطعيم التي أطلقتها وزارة الصحة أخيرا، وما زالت القضية قيد التحقيق أمام المدعي العام المختص.


وأوضح الهواري أن الأردن شهد مثيلا لانتشار الحصبة الحالي عام 2013، لافتا إلى أن حالاتها بدأت هذه المرة بالظهور في نيسان (إبريل) الماضي.


وأضاف أنه منذ بداية الانتشار حددت وزارة الصحة خطة متكاملة للمكافحة أثمرت عن بدء السيطرة على بؤر المرض، فضلا عن وضع خطة لتطعيم المصابين والمخالطين في محيط 1000 متر.


ولفت إلى أن الوضع الآن أفضل من السابق، وأن الانتشار الحالي حدث بسبب وجود ثغرات في برنامج التطعيم في أعقاب جائحة كورونا، مشددا على أن الانفتاح الذي أعقب الجائحة ساعد في نقل الحصبة إلى دول العالم المختلفة.
وقال إن أهم خصائص الحصبة سرعة الانتشار وشدة الأثر والخطر على الأطفال المصابين.


وتهدف وزارة الصحة من حملة التطعيم الوطنية إلى توفير مطعوم آمن وفعال للأطفال دون تعريض الأطفال إلى أي خطر أو مضاعفات غير متوقعة، وفقا للوزير الهواري الذي أشار إلى أن المواطن الأردني على درجة من الوعي اللازم، ولن يستمع إلى الإشاعات التي تروج، وأن الأردن لم يفرض في تاريخه المطاعيم على المواطنين، بل اكتفى بإرسال نماذج لأولياء الأمور لتعبئتها، كما حدث في حملة العام 2013 ضد الحصبة.


وبين أن المطعوم سيصل إلى المملكة في نهاية تشرين الأول الحالي، وسيتم التحقق من سلامته بالطرق القانونية التي تضمن سلامة كافة المطاعيم سابقا.


وتوقع أن تبدأ الحملة الوطنية للمطاعيم منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وأنه لن تكون هناك أي إلزامية لأخذ المطعوم، موضحا أن الحملة الوطنية للتطعيم مستمرة وفقا للمعطيات العلمية.


وفي رده على سؤال "الغد" حول عدم إنشاء سجل وطني مؤتمت للمطاعيم قال إن الوزارة بصدد البدء بهذا السجل قريبا.


من جهته، قال وزير الاتصال الحكومي الناطق باسم الحكومة مهند مبيضين الذي أدار المؤتمر الصحفي إن الأردنيين أنفقوا الكثير على تعليم أبنائهم، وليس من المعقول أن يستقوا معلوماتهم الطبية من "جروبات واتساب بعيدة عن العلم".


وأكد مبيضين أن الدولة والحكومة معنيتان بتقديم الرعاية للأردنيين، وأن هذا المؤتمر ليس للرد على أحد.
من جانبه قال وزير التربية والتعليم والتعليم العالي عزمي محافظة، إن الحصبة من الأمراض الفتاكة التي تسبب وفيات، وقد تحدث أمراضا مميتة في الدماغ لدى الأطفال.


وأضاف أنه يعتقد أن حالات الإصابة بالحصبة في الأردن "أعلى من المرصودة حاليا، وأن هناك خزعبلات تنتشر حول المطعوم، وأن الشركة التي تُنتجه هي من أهم شركات العالم في إنتاج المطاعيم".


وأوضح أن المطعوم فعال وآمن ضد الحصبة، وجرى التأكد منه من قبل منظمة الصحة العالمية، مشددا على أن برنامج التطعيم الوطني كان أنموذجا، وأن ما يُنشر عبر مواقع تواصل اجتماعي حوله لا يمثل المواطنين.


من جهته، قال مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء، نزار مهيدات، إن هناك حاجة لإعطاء مطعوم ضد الحصبة بسبب خطره على المجتمع، وأن الدواء غير المسجل لا يعني أنه غير آمن، وإنما لا يتم تسجيله لأسباب فنية وليست طبية.


وأوضح مهيدات، أن مطعوم الحصبة آمن لوجود مؤشرات المأمونية في المؤسسة العامة للغذاء والدواء، وأنه جرى استيراده سابقا عام 2013، مشيرا إلى أن أي مستحضر دوائي في العالم له آثار جانبية.
وأكد أنه لن يتم استيراد أي دواء أو مستحضر دوائي غير آمن للأردن.


بدوره أوضح رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية بالوكالة محمد اليحيى، أن المنحنى الوبائي لحالات الحصبة في تناقص، ولكن يتحتم علينا في الأردن البدء بحملة تطعيم.


ونفى وجود أي دراسة علمية منشورة ومحكمة تشكك في مأمونية المطعوم، مشيرا إلى أن المركز داعم لوزارة الصحة في إنجاح الحملة الوطنية للتطعيم.


من جهته قال مندوب منظمة الصحة العالمية الدكتور باسم زايد إن اللقاحات تعد واحدة من أعظم قصص النجاح التي حققتها البشرية بهدف القضاء على الأمراض، لافتا إلى أن المطاعيم تنقذ حياة نحو 3.5 – 5 ملايين شخص سنويا حول العالم.


وأوضح أن مطعوم الحصبة أدى إلى تجنب عشرات آلاف الوفيات بين عامي 2000 و2020، مشيرا إلى أنه يمكن لشخص واحد مصاب بها أن يتسبب بالعدوى لنحو 18 شخصا غير مطعمين، ومؤكدا أن منظمة الصحة العالمية تضع معايير دقيقة جدا لهذه المطاعيم حيث اجتاز مطعوم الحصبة الاختبارات المستهدفة وجرى تأهيله.


وتحدث الناطق الإعلامي لنقابة الأطباء الدكتور حازم القرالة عن أهمية محاربة الإشاعات والدفع لإنجاح الحملة الوطنية للتطعيم، داعيا إلى أخذ المرض على محمل الجد.

 

اقرأ المزيد : 

الجدل يجبر "الصحة" على تأجيل "مطعوم الحصبة"