"خريطة نتنياهو" تشوه الواقع وتمحو فلسطين

"خريطة نتنياهو" تمحو فلسطين وتضع العالم أمام فرصة أخيرة لإنقاذ حل الدولتين
"خريطة نتنياهو" تمحو فلسطين وتضع العالم أمام فرصة أخيرة لإنقاذ حل الدولتين

في وقت أثارت فيه خريطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي عرضها خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78، اتهامات له بتشويه الواقع ومحو فلسطين عن خريطته المزعومة، طالب مراقبون بضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام، باعتباره الفرصة الأخيرة لإنقاذ حل الدولتين، ومنع تدهور الأوضاع على نحو أكثر خطورة، حتى لا تغرق المنطقة والعالم في الفوض.

اضافة اعلان


ولفتوا الى أن تصريحات و"خريطة نتنياهو"، أمام المجتمع الدولي، أظهرت للعالم أجمع، النوايا الإسرائيلية الحقيقية الرافضة للشرعية والقانون الدوليين، بأن هذا الكيان لا يمكنه ان يكون شريكا يتطلع لتحقيق السلام القائم على الشرعية الدولية.


ولم تشمل "خريطة نتنياهو"، أي ذكر لوجود دولة فلسطينية، إذ طغى اللون الأزرق الذي يحمل كلمة إسرائيل، على مناطق الضفة الغربية المحتلة كاملة، وعلى قطاع غزة أيضا، وبدت الضفة والقطاع.


الوزير الأسبق مجحم الخريشا، قال إن إسرائيل لم تسيطر على الضفة، بما في ذلك القدس الشرقية، أو قطاع غزة بعد تأسيسها عام 1948، بل احتلتها على نحو غير قانوني في العام 1967، وما تزال تفعل ذلك، محققة بهذا الفعل أطول احتلال في التاريخ الحديث.


وأشار الخريشا، إلى أن إدراج الأراضي الفلسطينية وأحيانا أراض تابعة للأردن وسورية ولبنان على خرائط إسرائيلية، أمر شائع بين المؤمنين بمفهوم أرض إسرائيل (إسرائيل الكبرى)، وهذا الفكر جزء رئيس من تصور الصهيونية القومية المتطرفة، التي تدعي أن كل هذه الأراضي تنتمي إلى كيان صهيوني.


وأضاف أن استخدام نتنياهو لمثل هذه الخريطة، يأتي في وقت اتخذت فيه حكومته القومية المتطرفة، خطوات ترقى إلى مستوى الضم القانوني للضفة، مطالبا بعقد مؤتمر دولي للسلام، باعتباره الفرصة الأخيرة لإنقاذ حل الدولتين، ومنع تدهور الأوضاع على نحو خطر جدا، ما يهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم أجمع.


نتنياهو في كلمته أمام الجمعية العامة، واستعراضه لـ"خريطته"، أظهر الصورة الأزلية للتفكير الصهيوني، في الذهاب إلى أقصى درجات التطرف، برغم ما حملته كلمته من تجميل لآفاق وآثار التطبيع والسلام مع دول عربية، في مسعى منه لتغيير منطقة "الشرق الأوسط"، وفق إشاراته.


من جهته، يقول المحلل السياسي د. صدام الحجاحجة، إن نتنياهو يتحدث عن السلام ورؤيته لشرق أوسط جديد، لكن إذا نظرنا إلى التفاصيل، فمن الصعب جداً صنع سلام في المنطقة، كما يتأمل ويخطط هو، في ظل غياب للدولة الفلسطينية.


وأضاف الحجاجة، إن كلمة نتنياهو، تعيد الجدل الذي تسبب بانتقادات إلى وزير مالية حكومته بتسلئيل سموتريتش، عندما عرض خريطة إسرائيل في باريس، وضم إليها الأردن والأراضي الفلسطينية، وقال حينها "لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، وهو اختراع وهمي، لم يتجاوز عمره الـ100 سنة"، وهو أمر أثار غضبا على الصعيدين الشعبي والدبلوماسي وقتها.


وأشار الحجاحجة إلى ما تناولته وسائل إعلام إسرائيلية، بأن نتنياهو يكذب، بشأن الخريطة التي عرضها لإسرائيل، أمام الجمعية العامة، كونه لا مكان فيها لحل الدولتين، لتثير تساؤلات بشأن الجانب الذي يريد أن يصنع معه السلام.


وأكد أن الظروف الحالية المتسارعة الخاصة بالقضية الفلسطينية، تستوجب عقد مؤتمر دولي للسلام، باعتباره الفرصة الأخيرة لإنقاذ حل الدولتين، ومنع تدهور الأوضاع على نحو أكثر خطورة في المنطقة.


بدوره أكد أستاذ العلوم السياسية هاني السرحان، أن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، هو الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، مشددا على أن تصريحات و"خريطة نتنياهو"، تظهر للعالم أجمع، حقيقة النوايا الإسرائيلية الرافضة للشرعية والقانون الدوليين، وأنه لا يوجد شريك إسرائيلي يريد تحقيق السلام القائم على الشرعية الدولية.


ودعا المجتمع الدولي، بخاصة الإدارة الأميركية للتدخل ومحاسبة إسرائيل على أفعالها وأقوالها المخالفة للشرعية الدولية، وإجبارها على الالتزام، بما أقرته الشرعية الدولية بحق الشعب الفلسطيني، في تجسيد إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الـ67، حتى تنعم المنطقة بالاستقرار والسلام.


وأضاف الحجاحجة، يبدو أن نتنياهو لم يكتف بما تفعله حكومته المتطرفة من تهجير ونهب واغتصاب لحقوق وأرض وتاريخ الشعب الفلسطيني، ولكن امتدت عجرفته إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ أظهرت خريطته المزعومة، خرقا واضحا وتشويها فجا للواقع، بعدما محا اسم دولة فلسطين، وبدت الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وكأنهما جزء من إسرائيل.

 

اقرأ المزيد :

ليست مجرد خريطة،،،