وقالوا إن النتائج أظهرت أن عدد "الخلايا المناعية" كان فيها فوارق واضحة بين المصابين بكورونا لفترة طويلة وبين الأصحاء.
وفيما تؤكد وزارة الصحة أنها تابعث تأثيرات الإصابة بكورونا على المصابين وتأثيرات المطاعيم على الجسم بعد الإصابة أو تلقي المطعوم، وفقا لمصدر مطلع في مديرية الأوبئة بالوزارة، أكد مدير مديرية الأوبئة في الوزارة الدكتور أيمن المقابلة أن الوزارة تابعت التأثيرات بعد الإصابة رافضا الكشف عن أي نتائج حول هذا الموضوع بانتظار موافقة الجهات المختصة في الوزارة.
"الغد" بدورها حاولت التواصل مع إدارة الإعلام بوزارة الصحة إلا أنها لم تحصل على رد.
يأتي ذلك وسط تأكيدات باحثين من المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة أنهم أجروا اختبارات لمعرفة التغيرات التي طالت أجساد أشخاص أصيبوا بكورونا لفترة طويلة وتم مقارنة نتائجهم مع أشخاص أصحاء.
وقالوا إن حالة الطوارئ التي اجتاحت بلدان العالم انتهت ولكن كوفيد 19 لم ينته وجميع البلدان تحتاج أن تتعلم كيفية التعامل معه جنبا إلى جنب مع الأمراض المعدية والسارية الأخرى.
وفي السياق، قال خبير الأوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني إن الدراسات التي أجراها العلماء توصلت إلى أن الإصابة بفيروس كورونا قد تحدث تغييرات في جهاز المناعة للمصابين. وأنه لا توجد الآن علاجات فعالة تعالج أعراض الإصابة بالمرض.
وأشار المعاني في تصريحات لـ "الغد" أنه تم عمل اختبارات لمعرفة التغييرات التي طالت أجساد أشخاص أصيبوا بكورونا لفترة طويلة وتم مقارنة نتائجهم مع أشخاص أصحاء، فأظهرت النتائج بأن عدد الخلايا المناعية كان فيها فوارق واضحة بين المصابين بكورونا لفترة طويلة وبين الأشخاص الآخرين الأصحاء وكان ذلك من خلال المؤشرات التي تظهر من خلال فحص الدم أو السائل النخاعي أو أي تغييرات قد تظهر بصور الرنين المغناطيسي وفحوصات لرصد أي خلل في الجهاز العصبي.
وأشار إلى أن الإصابة بفيروس كورونا، قللت من عدد الخلايا المناعية التي تعرف بالخلايا التائية والتي تبقى في الجسم لفترة حتى بعد الإصابة بالعدوى ولديها القدرة على التعرف على جسم خارجي يدخل الجسم لتقوم بالتصدي له ومحاربته.
وأكد المعاني بأن الإصابة بفيروس كورونا زادت من عدد "الخلايا المناعية البائية" والتي تكشف الخلايا الغريبة وتحاربها وهو ما يشير إلى استنفاد الجهاز المناعي.
ونوه إلى أن التشوهات المناعية تستمر لعدة أشهر من الإصابة بالعدوى بفيروس كورونا الأمر الذي يشير إلى احتمال وجود عدوى مستمرة أو استجابة مناعية شاذة للعدوى.
وأوضح أنه يمكن أن يحدث تسارع في ضربات القلب ودوار عند الانتقال من الجلوس إلى وضعية الوقوف وهو ما يدعى باسم متلازمة تسرع القلب الوضعي.
بدوره، قال استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة وأمراض النوم، الدكتور محمد حسن الطراونة إنه من المعروف علمياً بأن الإصابة بالالتهابات الفيروسية قد تؤثر في جهاز المناعة لأن الفيروسات قد تؤدي إلى تثبيط نخاع العظم المسؤول عن المناعة.
وتابع الطراونة: أن هذا الأمر ليس بجديد وغالبا ما تحدث هذه الفيروسات حالة من التغيير المناعي قد تظهر بعدة أشكال مثل تأخر إنتاج نخاع العظم لكريات الدم البيضاء مما يؤدي الى انخفاض في كريات الدم البيضاء.
وأضاف: قد تؤدي الإصابة في الفيروسات التنفسية وعلى رأسها فيروس كورونا الذي هو أكثر الفيروسات التنفسية تأثيراً على جهاز المناعة إلى حالة من التعب العام وإلى زيادة احتمالية الإصابة بالالتهابات البكتيرية والتي تؤثر على باقي أعضاء الجسم.
وأشار إلى أن الإصابة بالفيروسات بشكل عام تؤثرعلى جهاز المناعة وهي ليست خصوصاً لفيروس كورونا إلا أن انتشار فيروس كورونا الواسع أدى إلى ظهور مجموعة من الأمراض تم ربطها بفيروس كورونا.
ونوه الطراونة إلى أن السبب الرئيس هو التأثر الذي يحدث بنخاع العظم المسؤول عن كريات الدم البيضاء التي من جانبها مسؤولة عن المناعة سواء الخلايا البائية أو التائية وأيضاً قد يحدث تأثر لبقية أعضاء الجسم كتأثر الاعصاب، العضلات، وغيرها من أعضاء الجسم.
وأوضح أن لكوفيد 19 تأثير طويل الأمد قد يبقى لدى البعض لافتا إلى أن الدراسات تشير إلى أن نحو 10 % من الذين أصيبوا بفيروس كورونا مهما كانت درجة إصابتهم قد تبقى لديهم أعراض طويلة الأمد.
وعودة إلى دراسة الباحثين الأميركيين فقد سعى الباحثون للوصول إلى مؤشرات متطرفة في عينات الدم، أو السائل النخاعي، أو أي تغييرقد يظهر بصورة الرنين المغناطيسي، وفحوصات لرصد أي خلل في الجهاز العصبي.
وقال الباحثون "إن استمرار التشوهات المناعية بعد عدة أشهر من الإصابة بعدوى كورونا، يشير إلى احتمال وجود عدوى مستمرة أو استجابة مناعية شاذة للعدوى.
وكان باحثون من المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة قد أجروا اختبارات لمعرفة التغييرات التي طالت أجساد أشخاص أصيبوا بكورونا لفترة طويلة وتم مقارنة نتائجهم مع أشخاص أصحاء.
كما أبلغ المصابون بكورونا الذين شاركوا في الاختبارات عن تسارع في ضربات القلب ودوار وشعور بالإغماء عند الانتقال من الجلوس إلى وضعية الوقوف، وهو ما يعرف باسم "متلازمة تسرع القلب الوضعي".
وتسببت جائحة كورونا بوفاة أكثر من 7 ملايين شخص منذ الإبلاغ عن الحالات الأولى في الصين نهاية عام 2019، وتم تأكيد أكثر من 765 مليون إصابة لدى منظمة الصحة العالمية وفقا لأرقام المنظمة.