ووصف فينيسيوس إسبانيا بأنها بلد العنصرية، مشيرا إلى عدم تحرك المسؤولين سواء في رابطة الليجا أو الاتحاد الإسباني لكرة القدم، لاتخاذ إجراءات صارمة تجاه المذنبين، ما أثار غضب تيباس الذي رد عليه بتغريدة يرفض فيها هذا الحديث.
ورد فينيسيوس، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "مرة أخرى، بدلا من انتقاد العنصريين، يظهر رئيس رابطة الليجا على وسائل التواصل الاجتماعي لمهاجمتي".
وأضاف: "مهما تحدثت وتظاهرت بعدم قراءتها، فإن سمعة بطولتكم تتأثر، انظر إلى الردود على منشوراتك وشاهد المفاجأة. التخلي عن موقفك يجعلك تتساوى مع العنصريين. لست صديقك للحديث عن العنصرية، أريد إجراءات وعقوبات، فأنا لا يحركني (هاشتاج)".
من ناحية ثانية، قال لويس روبياليس رئيس الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم إن إسبانيا تعاني من "مشكلة" عنصرية، تعقيبا على الإهانات العنصرية التي وجهت لفينيسيوس جونيور.
وفي مؤتمر مؤتمر صحفي عقده أمس في مدينة "لاس روثاس" الرياضية دون أن يتلقى أسئلة، صرح روبياليس: "لدينا مشكلة في بلدنا، أول شيء هو الاعتراف بها. الأمر يتعلق بالسلوك والتعليم والعنصرية. طالما أن هناك مشجعا واحدا غير مرغوب فيه أو مجموعة منهم تهين بسبب توجه جنسي أو لون البشرة أو معتقد، فإن لدينا مشكلة خطيرة تلطخ فريقا بأكمله وناديا وبلدا".
وأضاف: "نحن بلد مضياف للغاية يستقبل ملايين الزوار كل عام، أشخاصا من جميع أنحاء العالم، لاعبي كرة قدم ومشجعين. بالنسبة لفينيسيوس جونيور وأي لاعب كرة قدم، سواء كان امرأة أو رجل يتعرض لإهانة، في هذه الحالة بسبب العنصرية ولكن أيضا قد يكون بسبب التوجه العقائدي، نحن هنا لتقديم الدعم والمساعدة".
وأوضح زميل فينيسيوس لوكاس فاسكيز، أن جماهير فالنسيا نعتوه بـ"القرد"، وتوجه اللاعب لجماهير ملعب الميستايا ووجه إليهم إشارة بأنهم سيهبطون إلى الدرجة الثانية.
ودخل اللاعب البرازيلي في عدد من الحوارات الجانبية مع لاعبي فالنسيا ومع مشجعين، وهو ما دفع حكم اللقاء لاحتساب نحو 15 دقيقة كوقت محتسب بدلا من الضائع، وخرج في النهاية مطرودا ببطاقة حمراء مباشرة بسبب الاعتداء على أحد لاعبي فالنسيا.
وفي السياق ذاته، أعلن نادي فالنسيا أمس في بيان، أنه سيمنع المشجعين الذين وجهوا إهانات عنصرية لفينيسيوس جونيور من دخول ملعبه "مدى الحياة".
وقال النادي للشرطة إنه تعرف على مشجع نفذ "إشارات عنصرية" بحق فينيسيوس وإن العمل يجري بشكل منسق للتحقق من هوية "متورطين آخرين".
وجاء في البيان "منذ لحظة وقوع الأحدث، بدأ فحص كل التسجيلات المتاحة والعمل بكل دقة لتوضيح ما حدث والتصرف بسرعة وحسم".
وفتح النادي تحقيقا أوليا تأديبيا وأكد أنه سيتصرف بـ"أقصى درجات الحدة" مع الأعضاء الذين قد يتبين أنهم شاركوا في هذا السلوك العنصري، وجاء في البيان "يدين النادي بقوة هذا النوع من التصرفات الذي لا مكان له في كرة القدم وفي المجتمع ويتعارض مع قيم فالنسيا جماهيره".
وأعلن نادي ريال مدريد أمس في بيان أنه توجه للنيابة العامة لتقديم بلاغ بارتكاب جرائم الكراهية والتمييز بحق لاعبه البرازيلي.
وأبدى ريال مدريد "أقوى درجات الرفض" بعد الإهانات والسباب العنصري الذي وجهته جماهير فالنسيا للمهاجم البرازيلي الأسمر صاحب الـ22 عاما، "مدينا الأحداث" ومؤكدا أنها تمثل "هجوما مباشرا على نموذج التعايش لدولة القانون الاجتماعي والديمقراطي".
ولهذا قرر النادي الأبيض عقب اجتماع عقده صباح أمس تقديم "بلاغ للنيابة العامة للدولة ضد جرائم الكره والتمييز بحق اللاعب، حتى يتم التحقيق في الوقائع وتحديد المسؤوليات".
وأضاف النادي "بالنظر لخطورة الأحداث التي وقعت، لجأ ريال مدريد لمكتب المدعي العام للدولة".
وأكدت نائبة رئيس حكومة إسبانيا، يولاندا دياز، في تغريدة من حسابها الشخصي على "تويتر"، أن "الهتافات العنصرية في ملاعب كرة القدم لا تمثل بلدنا ولا أيا من مشجعي اللعبة".
كما أشارت في نفس التغريدة إلى أنهم سيواصلون "العمل من أجل القضاء على العنصرية أو أي شكل آخر من أشكال التمييز".
وأثارت الإهانات العنصرية، ردود فعل شاجبة من مختلف أنحاء العالم، وقال مدرب ريال مدريد، الإيطالي كارلو أنشيلوتي: "لم يحدث لي مطلقاً أن فكّرت في اخراج لاعب بسبب العنصرية. ما حصل اليوم واجهناه سابقاً، لكن بهذه الطريقة، لا. هذا غير مقبول. الدوري الإسباني لديه مشكلة مع العنصرية. والمشكلة ليست فينيسيوس. فينيسيوس هو الضحية. هناك مشكلة خطيرة للغاية".
وقال أنشيلوتي انه سمع هتافات "مونو"، أو "قرد" باللغة الإسبانية، ما دفع الحكم ريكاردو دي بيرغوس بينغوتشيا للتحدث مع مسؤولي الملعب الذين طالبوا بإيقاف الاساءات العنصرية فوراً، قبل ان تُستأنف المباراة بعد عشر دقائق.
وفي تقريره، كتب الحكم انه سمع مشجعاً يصيح في وجه اللاعب "قرد، قرد".
وأضاف أنشيلوتي "سألته إذا كان يريد الاستمرار باللعب، وبالفعل أراد ذلك. قال لي الحكم انه يتعيّن عليه الاستمرار، وانه سيطبق البروتوكول (العنصرية) بحال تكرّر الأمر. لكن الأمر تكرّر، لأنه عندما رفع في وجهه البطاقة الحمراء، كان الملعب بأكمله يهتف قرد، قرد.. لا يمكن لهذا الأمر أن يستمّر.. أنا حزين جداً".
بعد المباراة، كتب "فيني" في حسابه على موقع انستاجرام: "ما ربحه العنصريون هو طردي. هذه ليست كرة قدم. العنصرية أمر طبيعي في الليجا (الدوري الإسباني)".
وتابع المهاجم الدولي البالغ 22 عاماً الذي يحمل ألوان ريال مدريد منذ 2018 تاريخ قدومه من فلامنجو: "لم تكن المرّة الأولى، ولا الثانية أو الثالثة. أنا حقاً حزين. البطولة التي كانت ملكاً لرونالدينيو، رونالدو، كريستيانو (رونالدو) وميسي، باتت ملكاً اليوم للعنصريين".
تابع المهاجم المميّز "بلد جميل رحّب بي وأحبّه، لكنه وافق على تصدير صورة دولة عنصرية إلى العالم. أنا متأسف للإسبان الذين لا يتفقون مع هذا الرأي، لكن اليوم، في البرازيل، تُعدّ إسبانيا دولة عنصرية. وللأسف مع كل ما يحصل كل أسبوع لا يمكنني الدفاع.. لكني قوي وسأحارب حتى النهاية ضد العنصريين. حتى لو كان ذلك بعيداً عن هذا المكان".
وانهالت المواقف الداعمة للبرازيلي من مختلف أنحاء العالم، وكشف زميله حارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا: "لو قال فيني سأترك الملعب كنت سأترك معه. لا يمكن تحمّل هذا الأمر"، مضيفاً انه سمع "أصوات القردة نحو الدقيقة العشرين".
وكتب زميله في المنتخب نيمار "معك"، وانضم إليه في حملة التضامن المهاجم الدولي ريشارليسون، الأسطورة المعتزلة رونالدو أو حتى أيقونة الموسيقا جيلبرتو جيل.
أما قائد منتخب فرنسا ونجم باريس سان جرمان كيليان مبابي، فكتب على انستاجرام "لست وحدك. نحن معك وندعمك". وخلال مؤتمر صحفي في هيروشيما اليابانية، أدان الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا "العنصرية" التي وقع اللاعب ضحيتها: "لقد هاجموه. وصفوه بالقرد. ليس ممكناً في القرن الحادي والعشرين وجود هذه الأحكام المسبقة العنصرية في العديد من ملاعب كرة القدم".
بدوره، قال رئيس الاتحاد البرازيلي إدنالدو رودريغيش على مواقع التواصل: "فيني جونيور، نرسل لك حبّنا ودعمنا، ومن قبل كل البرازيليين".
واعتذر مهاجم فالنسيا الهولندي جاستن كلويفرت لفينيسيوس نيابة عن ناديه "أعتذر من قبلنا، كل فريق فالنسيا، لأن هذه ليست كرة قدم. إنها سيئة للغاية".
وعبّر رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السويسري-الإيطالي جاني إنفانتينو عن تضامنه الكامل مع فينيسيوس "لا مكان للعنصرية في كرة القدم أو في المجتمع، وفيفا يدعم كل اللاعبين الذين واجهوا وضعاً مماثلاً".
وذكّر إنفانتينو بالخطوات الثلاث في مسابقات فيفا مطالباً بتطبيقها في كل الدول والبطولات "أولاً، أوقفوا المباراة. ثانياً، يترك اللاعبون الملعب ويُعلن عبر المذياع ان المباراة ستتوقف بحال استمرار الإهانات. يُستأنف اللقاء، ثم ثالثاً، إذا عادت الإهانات، تتوقف المباراة وتذهب النقاط الثلاث للخصم". -(وكالات)