"الغد" تستعرض مسيرة يوغوسلافيا والاتحاد السوفييتي نحو حصد ألقاب "حقبة السبعينيات"

أوروبا وآسيا تكسران هيمنة "الأميركتين" في استضافة كأس العالم بكرة السلة

الأميركي جون لوكاس أفضل لاعب في مونديال 1974 - (أرشيفية)
الأميركي جون لوكاس أفضل لاعب في مونديال 1974 - (أرشيفية)

تطل "الغد" على قرائها من زاويتها الخاصة عن تاريخ بطولات كأس العالم لكرة السلة، لتمر خلالها على الماضي العريق وتستقرئ الحاضر والمستقبل، وذلك مع استعداد المنتخب الوطني إلى خوض مشاركته الثالثة في نهائيات مونديال 2023، والذي يقام في اليابان والفلبين وأندونيسيا "استضافة مشتركة"، خلال الفترة من 25 آب (أغسطس) إلى 10 أيلول (سبتمبر) المقبلين.

اضافة اعلان


ويستهل "صقور الأردن" مشوارهم في المونديال يوم السبت 26 آب (أغسطس) المقبل بمواجهة اليونان عند الساعة 11:45 ظهرا بتوقيت الأردن، ثم يلتقي نيوزيلندا يوم الاثنين 28 منه بالتوقيت نفسه، على أن يختتم مشواره في الدور الأول بمواجهة المنتخب الأميركي يوم الأربعاء 30 من الشهر ذاته عند الساعة 11:40 ظهرا، علما بأن المنتخب الوطني سيخوض مبارياته كافة عن المجموعة الثالثة، في صالة "مول أوف آسيا أرينا" بالعاصمة الفلبينية مانيلا.


ويعد كأس العالم، الذي انطلق للمرة الأولى في الأرجنتين العام 1950، الحدث الأبرز للاتحاد الدولي لكرة السلة "فيبا"، حيث تنامت أعداد المنتخبات المشاركة من 10 إلى 32 منتخبا "رقم قياسي" مع تعديل تعليمات التأهل لكأس العالم أو ما يعرف بكأس "نايسميث"، نسبة إلى اسم مخترع كرة السلة، الدكتور الكندي جيمس نايسميث.


وعلى مدار 18 نسخة سابقة، توجت يوغوسلافيا والولايات المتحدة الأميركية بلقب كأس العالم في إجمالي 10 مرات وبواقع 5 ألقاب لكل فريق، وتوج الإتحاد السوفييتي باسمه في ثلاثة ألقاب، ورفعت البرازيل وإسبانيا لقب الكأس في مناسبتين لكل فريق، مقابل لقب واحد في خزائن الأرجنتين.


وتستعرض "الغد" في الحلقة الثالثة من زاويتها الخاصة عن تاريخ كأس العالم، أبرز ما حملته النسخ الثلاث في سبعينيات القرن الماضي، وذلك بعدما كانت "الخلافات السياسية" و"الأجواء الباردة" تطغيان على النسخ الخمس الأولى من كأس العالم في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.


كأس العالم 1970 (يوغوسلافيا) 


بعد تنظيم النسخ الخمس السابقة في أميركا الجنوبية، أسند الاتحاد الدولي ملف تنظيم البطولة إلى "ليوبليانا" في يوغوسلافيا بالفترة من 10 إلى 24 أيار (مايو) من العام 1970، والتي أقيمت بمشاركة 13 منتخبا، وهم: أستراليا وكوبا وتشيكوسلوفاكيا والولايات المتحدة والبرازيل وكندا وإيطاليا وكوريا الجنوبية وبنما والإتحاد السوفيتي والجمهورية العربية المتحدة (الاسم الرسمي لمصر في الفترة من 1958 إلى 1971) والأوروغواي، إلى جانب الدولة المضيفة يوغوسلافيا.


وصعدت يوغوسلافيا إلى صدارة منصة التتويج لأول مرة أمام حشد من جماهيرها المتعصبة بعد حلولها في المركز الثاني بنسختين سابقتين، فيما كانت البرازيل والاتحاد السوفيتي تحتلان المركزين الثاني والثالث تواليا، لتكون المرة الثالثة التي يفوز فيها البلد المضيف بلقب البطولة بعد الأرجنتين 1950 والبرازيل 1963.


ولم تخسر منتخبات، الولايات المتحدة والبرازيل والإتحاد السوفيتي في مجموعاتها بالدور التمهيدي، فيما كان اليوم الأول من البطولة شاهدا على انطلاقة يوغوسلافيا بفوزها على إيطاليا (66-63) بفضل 27 نقطة سجلها النجم كريسيمير كوزيتش آنذاك.


وبدت الولايات المتحدة منافسة على اللقب بعدما تخطت الإتحاد السوفيتي (75-72) في مباراة شهدت تسجيل اللاعب كيني واشنطن 18 نقطة في الفوز السادس تواليا، قبل أن تتلقى الولايات المتحدة صفعات متتالية، جردتها من حلم التتويج باللقب، كان آخرها بالخسارة أمام البلد المضيف (63-70)، في مباراة سجل فيها كوزيتش 15 نقطة مع 14 نقطة لمواطنه بيتار سكانسي، والتي كانت كفيلة بإطلاق احتفالات الفوز باللقب من قاعة "تيفولي" في ليوبليانا بالنسبة لليوغوسلافيين.


وجاء اليوم الأخير حاسما لتحديد هوية صاحبي المركزين الثاني والثالث، حيث فازت البرازيل على المنتخب الأميركي (69-65) لتتوج بالميدالية الفضية، فيما كان الاتحاد السوفيتي يفوز على يوغوسلافيا (87-72)، متقلدا الميدالية البرونزية.


واختير لاعب الاتحاد السوفيتي سيرجي بيلوف أفضل لاعب في هذه النسخة من المونديال بعدما سجل 19 نقطة وأكثر في ثلاث مباريات كبيرة، فكان بيلوف يعد من نجوم اللعبة آنذاك عندما كان يبلغ من العمر (26 عاما)، وسبق له وأن ساعد منتخب بلاده على إحراز لقب بطولة أوروبا بالعام 1969، كما قاد فريقه سيسكا موسكو الروسي لإحراز لقب كأس أبطال أوروبا بنفس العام.


كأس العالم 1974 (بورتوريكو)


عادت كأس العالم مرة أخرى لتقام في الأميركتين، حيث استضافت بورتوريكو النسخة السابعة من البطولة العالمية، والتي أقيمت في الفترة من 3 إلى 14 تموز (يوليو) من العام 1974، بمشاركة 14 منتخبا، وهم: البرازيل وجمهورية إفريقيا الوسطى والمكسيك والاتحاد السوفييتي والأرجنتين والفلبين وإسبانيا والولايات المتحدة وأستراليا وكندا وكوبا وتشيكوسلوفاكيا و"حاملة اللقب" يوغوسلافيا و"المستضيفة" بورتوريكو.


وأصبح الاتحاد السوفييتي بطلا للعالم للمرة الثانية، حيث تغلبوا على جمهورية إفريقيا الوسطى (140-48) في نتيجة شهدت تسجيل رقمين قياسيين من حيث تسجيل أكبر عدد من النقاط وأكبر فارق نقطي (+92)، ثم خسروا أمام يوغوسلافيا (79-82)، والأخيرة احتاجت إلى 34 نقطة من نجمها كيكانوفيتش لتجنب التعثر أمام كندا، بعدما حققت فوزا صعبا (102-99) في مباراة امتدت حينها لوقت إضافي.


وكانت هذه النسخة من المونديال شاهدة على مواصلة عملية تحطيم الأرقام القياسية، بعدما حقق الإسباني واين برابندر رميته الحرة 36 على التوالي في مباراة الفوز على البرازيل (93-91) بعد التمديد لوقت إضافي، فيما احتفظ نجم الاتحاد السوفييتي سيرجي بيلوف بالعلامة السابقة، 35 رمية حرة متتالية في العام 1970.


وشهد اليوم الأخير من البطولة، مواجهة بين المنتخبات صاحبة السجل الخالي من الهزائم، حيث اصطدمت يوغوسلافيا بالولايات المتحدة، ليتقدم المنتخب الأوروبي (50-41) في النصف الأول، لكن المنتخب الأميركي عاد في النتيجة بفضل التألق اللافت لنجمه تيكي بوردن، الذي ساهم بتسجيل 27 نقطة آنذاك.


وبعد فوز يوغوسلافيا على إسبانيا (79-71)، مُهدت الطريق بين الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة على اللقب، حيث احتاج الاتحاد السوفييتي للفوز بفارق 4 نقاط وأكثر للظفر باللقب، في مباراة كانت معقدة بعدما انتهى نصفها الأول بالتعادل (55-55)، لكن الاتحاد السوفييتي حافظ على تركيزه حتى النهاية ليفوز باللقب بعدما تغلب (105-94) على الولايات المتحدة، التي حلت في المركز الثالث، فيما كنت يوغوسلافيا تحتل المركز الثاني والميدالية الفضية.


وللنسخة الثالثة على التوالي، لم تذهب جائزة أفضل لاعب إلى الفريق الفائز باللقب، حيث اختير الأميركي جون لوكاس أفضل لاعب "MVP" بعدما بلغ متوسط تسجيله 20.2 نقطة في المباراة الواحدة، لتكون النسخة الأخيرة له في المونديال، علما أن الاتحاد السوفييتي سبق وأن حقق انتصارا مثيرا على "البازر" أمام الولايات المتحدة (51-50) بفضل تصويبة ألكسندر بيلوف في نهائي أولمبياد 1972.


كأس العالم 1978 (الفلبين) 


استضافت الفلبين النسخة الثامنة من بطولة كأس العالم في الفترة من 1 إلى 14 تشرين الأول (أكتوبر) من العام 1978 في مدينتي "مانيلا" و "كيزون سيتي"، كأول بلد آسيوي يستضيف كأس العالم، في بطولة شهدت مشاركة 14 منتخبا، وهم: كندا وكوريا الجنوبية والسنغال ويوغوسلافيا والبرازيل والصين وإيطاليا وبورتوريكو وأستراليا وتشيكوسلوفاكيا وجمهورية الدومينيكان والولايات المتحدة والفلبين والاتحاد السوفييتي.


وشهد العرض العالمي الأول في القارة الآسيوية، تعديلا في نظام البطولة، بحيث يلعب نهائي رسمي بدلا من النظام السابق المتمثل بمرحلة المجموعات النهائية لتحديد البطل، حيث فازت يوغوسلافيا على الاتحاد السوفييتي (82-81) في الوقت الإضافي لتفوز بلقب البطولة، فيما كانت البرازيل تحتل المركز الثالث بفوزها على إيطاليا (86-85).


وحصلت يوغوسلافيا على لقبها الثاني بعد نسخة العام 1970، محققة "العلامة الكاملة" بفوزها على الفلبين (117-101) وإيطاليا (108-76) والولايات المتحدة (100-93) والاتحاد السوفييتي (105-92) واستراليا (105-101) والبرازيل (91-87).


ولم تظهر الولايات المتحدة بثوب البطل، بعدما قدمت إلى الفلبين باختيار ضعيف من اللاعبين الرياضيين في العمل، لتتجرع أربع خسائر أمام إيطاليا (80-81) ويوغوسلافيا (93-100) والبرازيل (90-92) والاتحاد السوفييتي (76-97)، فيما كان نجوم "اليانكيز" يهزمون كندا (96-94) في مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس. 


وذهبت جائزة أفضل لاعب أخيرا إلى الفريق صاحب المركز الأول بعد غيابها عن النسخ الثلات السابقة، حيث حصل اللاعب اليوغوسلافي درازين داليباجيك على الجائزة، بعدما بلغ متوسط تسجيله 22.4 نقطة في المباراة الواحدة.


وبدأ داليباجيك البطولة بتسجيله 5 نقاط في فوز يوغوسلافيا على السنغال (99-64)، ثم سجل 13 نقطة أمام كوريا الجنوبية (121-85) و18 نقطة ضد كندا (105-95)، ثم سجل 31 نقطة في فوز منتخب بلاده على الفلبين بالدور نصف النهائي (117-101)، و29 نقطة ضد إيطاليا (108-76)، و28 نقطة ضد الولايات المتحدة (100-93) و37 نقطة ضد الاتحاد السوفييتي (105-92)، و20 نقطة ضد البرازيل (91-87)، ثم كان داليباجيك على الموعد في المشهد النهائي أمام السوفييت (82-81) مسجلا 21 نقطة بما في ذلك الرمية الحاسمة التي ساهمت بمنح منتخب بلاده فرصة استعادة اللقب، علما أن نجم يوغوسلافيا غاب عن المواجهة الهامشية أمام أستراليا بناء على رؤية المدرب ألكسندر نيكوليتش آنذاك.