عمان -الغد - كثيرة هي البرامج الشبابية التي طرحت خلال العقدين الماضي، لكنها سرعان ما اندثرت وتلاشت بعد هزات أصابتها سواء كانت مالية، تنفيذية، أو حتى إدارية.
وبين الصعوبات الإدارية ومحدودية الامكانات، اجتهد العاملون على القطاع الشبابي وفي مقدمتهم المجلس الأعلى للشباب ووزارة الرياضة والشباب سابقاً على النهوض بهذا القطاع الحيوي والمهم لما للشباب من أهمية وطنية وقومية؛ فهم مشروع وطني يترجم حاضر الأمة ومستقبلها، وبهم تتحدد ملامح التطور والنماء.
الاستراتيجية الوطنية للشباب التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين مطلع العام 2005 هي المولود الأخير لرأس العمل الشبابي في الأردن، وهو رغم حداثته استطاع أن يلتمس طريقاً ممهداً وسط مجالات شبابية أخرى، بقيت لفترات طويلة تسيطر على هذا القطاع المهم من المجتمع الأردني.
والاستراتيجية وثيقة مكتوبة تلتزم بها مؤسسات الوطن والدولة، تتناول أولويات الشباب واحتياجاتهم، وتوضح آمالهم وطموحاتهم، ثم تبين رؤى عامة لمستقبل قطاع الشباب، والآليات وخطط العمل اللازمة لتحقيق هذه الرؤية في المجالات المختلفة التي تم تحديدها بناء على أولويات الشباب أنفسهم.
من هنا، كان لابد أولاً مشاركة الشباب أنفسهم في التخطيط والتطبيق لمحاور الاستراتيجية من خلال منسقي حملة الاستماع للشباب، وأن تكون مشاركتهم فاعلة في التخطيط والتنظيم والمتابعة والتقييم، فبدأ تطبيق الاستراتيجية بحملة الاستماع للشباب التي هدفت إلى التعريف بمشروع الاستراتيجية، ومعرفة توقعات الشباب والشابات منها، كما هدفت إلى إشراك الشباب في إعداد الاستراتيجية، وإحداث حوار حولها، فكانت هناك عدة فئات لحملة الاستماع للشباب،.
مسؤوليات التنفيذ
المجلس الأعلى للشباب وبعد مضي عام كامل، وعبر مديريات التوجيه الوطني التي تنفذ برامج لطلاب الجامعات ضمن الفئة العمرية 18-24 عاما، والشؤون الشبابية والتي تعنى بقطاع الشباب في المراكز الشبابية ضمن الفئة 12-18 عاماً، والشؤون الرياضية التي تتناول قطاع الأندية، فضلا عن شركاء المجلس الحكوميين وغير الحكوميين، والتي تحاول جميعها إخراج برامج ولقاءات شبابية متخصصة تتناول في مجملها جميع محاور الاستراتيجية سواء من خلال العسكرات النهارية، أو معسكرات المبيت.
حيث أجرى المجلس لهذا العام تغييرا هادفا في مواعيد إقامة المعسكرات بما يتناسب مع الظروف المحيطة بكل فئة من فئات الشباب المستهدفة، إذ كانت إنطلاقة معسكرات 2006 مع الأندية خلال شهري أيار وحزيران الحالي، ومعسكرات المراكز الشبابية للجنسين خلال العطلة الصيفية لطلبة المدارس، وتختتم بمعسكرات طلبة الجامعات منتصف شهر أيلول المقبل الذي يعقب العطلة الصيفية للجامعات.
في الوقت الذي بدأ فيه المجلس بإعداد دراسة لتقييم شامل لما تم إنجازه لتعزيز أوجه القوة في البرامج، والوقوف على جوانب القصور لتقويمها وفق استجابات المشاركين أنفسهم، قبل أن يصار إلى إجراء التعديلات المناسبة خلال الفترة المقبلة.