تيسير محمود العميري
أمطار الخير والبركة وحبات الثلج التي انهمرت على مدار اليومين الماضيين، بعثت السرور لدى أبناء الوطن الغالي، لكنها كشفت مجددا بأن ملاعب الكرة الاردنية لا تصلح للعب الا في حدود ضيقة، فهي تتحول في الشتاء الى "برك ومستنقعات" وصيفا الى "صحراء قاحلة"، وفي كلتا الحالتين، ثمة مشكلة تعيق نمو وتطور اللعبة، وتؤدي الى معاناة متجددة للاندية واللاعبين، بسبب غياب نظام صحيح لتصريف المياه، أو عناية مثالية بالملاعب العشبية.
وتبدو الحاجة ملحة الى إعادة النظر بشأن ضرورة وجود ملعب واحد في العاصمة وآخر في شمال المملكة على الاقل، يكون مغطى بالعشب الصناعي أو ما يعرف بـ"الترتان"، لا سيما بعد أن تم تصنيع أجيال جديدة من هذا العشب الصناعي، وهو الامر الذي هرولت باتجاهه اتحادات أوروبية وإفريقية وآسيوية، بحيث يمكن أن تقام مباريات ضمن بطولة كأس العالم على هذه الملاعب.
ملاعب الترتان هي "الحل المؤقت" لتعويض عدم قدرة الملاعب العشبية على استقبال المباريات بخلاف ما يحدث في أوروبا، حيث لم تتضرر الملاعب كثيرا بتساقط الثلوج بغزارة واستمرت المباريات حسب مواعيدها المقررة الا في حالات ضيقة للغاية.
تخطيط الموسم وبرمجة المباريات بشكل دقيق قد لا يتحققان في حال طرأت ظروف معيقة كالاحوال الجوية مثلا، لكن من الضروري أن تتوفر الملاعب القادرة على استقبال المباريات صيفا وشتاء، بحيث لا يكون التأجيل واردا إلا لأسباب قاهرة، فيما يحتاج المجلس الاعلى للشباب وأمانة عمان، الى إعادة النظر في كيفية صيانة الملاعب وتوفير نظام سليم لتصريف المياه.
