نيقوسيا- يطمح كل من المغرب وجنوب افريقيا الى احراز اللقب الثاني في تاريخه خلال مشاركته في كأس الامم الافريقية التاسعة والعشرين لكرة القدم التي تستضيفها الاخيرة من 19 كانون الثاني(يناير) الى 10 شباط (فبراير).
ويخوض المغرب غمار البطولة الحالية بدون قلق من شريك عربي كما كانت عليه الحال في النسخة السابقة؛ حيث اوقعته القرعة في المجموعة الثالثة مع تونس التي تأهلت الى الدور ربع النهائي على حسابه، وسيحاول احراز اللقب الثاني بعد الاول العام 1976 في اثيوبيا بإشراف المحلي رشيد الطاوسي لمحو خيبة امل نسخة الغابون وغينيا الاستوائية بقيادة البلجيكي اريك غيريتس.
لكن العقبة الاولى والاصعب في الدور الاول امام الطويسي و”اسود الاطلس” تكمن في وجود جنوب افريقيا صاحبة الارض والجمهور التي ستسعى بدورها الى لقب ثان بعد الاول العام 1996 وعلى ارضها بالذات، ما يمنحها فرصة أوفر من الآخرين في الوصول الى هدفها.
ولم يكبر الطويسي “الحجر” بعد سحب القرعة من خلال اطلاق تصريحات رنانة تشي بنوع من التهديد، وانما كان على العكس متواضعا وشفافا حين اعتبر انه باستثناء المجموعة الرابعة (ساحل العاج وتونس والجزائر وتوغو)، المجموعات الثلاث الاخرى متكافئة، لكنه شدد على “ضرورة احترام جميع المنتخبات”.
واضاف “لا نستطيع القول ان مجموعتنا سهلة. فقد اوقعتنا القرعة مع جنوب افريقيا الدولة المضيفة، كما ان انغولا منتخب ممتاز، ويجب عدم الاستخفاف بالرأس الاخضر التي يجب ان نذكر انها اطاحت بالكاميرون، وبالتالي يتعين علينا احترام جميع المنتخبات ويبقى تخطي الدور الاول الهدف الادنى لنا”.
وكما كان الطوسي شفافا لدى تعيينه لمدة عام قابل للتجديد خلفا لغيريتس من خلال الكشف عن راتبه (نحو 52 الف يورو شهريا مقابل نحو 220 الفا لسلفه)، كذلك كان في تحديد مهمته الاولى، وقال في هذا السياق “مهمتي في الامدين القصير والمتوسط هي ضمان تأهل المغرب الى نهائيات كأس امم افريقيا 2013 في جنوب افريقيا ونهائيات كأس العالم العام 2014 في البرازيل”.
ونجح الطوسي في مهمته الاولى وقاد المغرب الى النهائيات للمرة الخامسة عشرة بعد ان كان مهددا بالخروج لخسارته في ذهاب الدور الثاني 0-2 امام موزامبيق قبل الفوز عليها ايابا برباعية نظيفة، وذهابه بعيدا في البطولة القارية قد يمنح رجاله ثقة كبيرة لتحقيق المهمة الثانية، لكنه في الوقت ذاته لم يلزم نفسه بإحراز الالقاب.
بيد ان ابعاد عدد من عناصر الخبرة وبعض الموهوبين الشباب عن التشكيلة الافريقية مثل الحسين خرجة ومبارك بوصوفة ومروان الشماخ واستمرار استبعاد مهاجم كوينز بارك رينجرز الانجليزي عادل تاعرابت من الدعوة الى المنتخب قد يكون كبير الكلفة.
وقد بدأت تداعيات ذلك سريعا مع تصريحات اطلقها خرجة وتاعرابت ضد المدرب فاتهمه الاول بـ”التهرب وعدم الرد” على الهادف، وذهب الثانيس الى ابعد من ذلك ما دفع الاتحاد المغربي الى توجيه “توبيخ وطلب اعتذارات مكتوبة” بسبب اساءته للمدرب.
واضافة الى جنوب افريقيا ومنتخب الـ”بافانا بافانا”، التي ستخشاها جميع المنتخبات كونها لم تخض التصفيات للوقوف على مستوى لاعبيها والتقدم الذي طرأ عليه خلال عام بعد ابتعادها عن النسخة السابقة، يتعين على المدرب المغربي ان يحسب حسابا لانغولا التي تأهلت للمرة الخامسة على التوالي والسابعة في تاريخها.
واعتبر مدرب جنوب افريقيا غوردون ايغسوند ان المغرب هو أقوى منافس لمنتخب بلاده “لانه من المنتخبات العملاقة في أفريقيا”. واضاف “كل المنتخبات قوية وأعتقد بأن القرعة جيدة بالنسبة الينا. لقد تنفسنا الصعداء باختيار انغولا في مجموعتنا ووقوع نيجيريا عند سحب الورقتين الاخيرتين في المجموعة الثالثة” الى جانب زامبيا حاملة اللقب وبوركينا فاسو واثيوبيا.
وكانت انغولا الطامحة دائما الى احراز لقب اول في تاريخها، قريبة من الخروج من الدور الثاني بعد ان خسرت امام زيمبابوي 1-3 في الذهاب، لكن مانوتشو غونسالفيش، مهاجم بلد الوليد الاسباني، منحها بطاقة التأهل بتسجيله هدفي الفوز (2-0) ايابا وتمكنت بالتالي من العبور الى جنوب افريقيا بافضلية التسجيل خارج ارضها، علما بان افضل نتيجة لمنتخب “الغزلان السوداء” هي بلوغ الدور ربع النهائي العامين 2008 في غانا و2010 على ارضه.
وتعول انغولا التي تأهلت للمرة الخامسة على التوالي الى النهائيات، على خبرة المدرب الجديد لمنتخبها الاوروغوياني غوستافو فيرين الذي ساهم في تطوير عدد من لاعبي منتخب بلاده الذين احرزوا المركز الرابع في مونديال 2010 في جنوب افريقيا.
وقد تكون الرأس الاخضر الحديثة العهد تشكيلا الحصان الاسود في المجموعة، رغم انها لا تملك تاريخا كبيرا فهي “صغيرة السن” اذ تأسس اتحادها عام 1982 وانضم الى الفيفا العام 1986 والى الاتحاد الافريقي العام 2000.
وكون اللعبة حديثة العهد، لا يتضمن منتخب “اسماك القرش الزرقاء” اسماء لامعة ويلعب معظمهم خارج البلاد؛ اذ يعتمد المدرب لوسيو انطونيس على مجموعة من 23 لاعبين محترفون في معظمهم في الخارج لكن في اندية من الدرجات الدنيا ويكاد يكون معظمهم مجهولي الهوية باستثناء طوني فاريلا (سبارتا روتردام الهولندي) وراين مينديس مهاجم ليل الفرنسي. - (ا ف ب)