"التحدي".. أداة إنقاذ للحكام وحفظ لحقوق المدربين واللاعبين في المصارعة

من استخدام الإعادة التلفزيونية خلال الجولة الثانية بدوري المصارعة -الغد)_)
من استخدام الإعادة التلفزيونية خلال الجولة الثانية بدوري المصارعة - (الغد)

مع دخول أدوات التطور التكنولوجي في إدارة وتنظيم البطولات بمختلف الألعاب الرياضية الفردية والجماعية، يشكل "الفيديو المساعد" أو ما يعرف بـ "التحدي" في لعبة المصارعة، عنصرا مهما في حفظ حقوق اللاعبين، والذي يطبقه اتحاد اللعبة في إدارة بطولاته المحلية منذ قرابة الـ6 سنوات.

اضافة اعلان


الجولة الثانية من دوري المصارعة، شهدت استمرار تطبيق تقنية "الفيديو المساعد" مع حرص اتحاد اللعبة على توفير المعدات المطلوبة من كاميرات وشاشة عرض، بكلفة إجمالية لا تتعدى حاجز الـ 1000 دولار، لحفظ حقوق اللاعبين وتطوير اللعبة، وفقا لما أكده نائب رئيس اتحاد المصارعة عبدالله قطيشات.


ويؤكد قطيشات في حديثه لـ (الغد): "نريد وضع لاعبينا في الأجواء المطبقة خارجيا، نسعى في الاتحاد لاعتماد وتطبيق المعايير الدولية"، مشددا على أن البطولة الآسيوية للشباب والناشئين التي تحتضنها المملكة في تموز (يوليو) المقبل، ستشهد تطبيق "الفيديو المساعد" وفقا للأنظمة المعتمدة في تنظيم البطولات الدولية.


بدوره، يرى اللاعب الأسبق والمدرب الوطني صالح زريقات، أن "طلب التحدي" في رياضة المصارعة يعد مهما وضروريا لحفظ حقوق اللاعبين والمدربين، لافتا إلى أن إعادة اللقطة عند طلب التحدي تتم أمام أنظار الجماهير والمدربين والحاضرين كافة، حيث تعاد الحالة موضع الخلاف بشكل بطيء، حتى يأخذ اللاعب حقه.


وأضاف زريقات في معرض رده على استفسارات (الغد): " يسمح استخدام الإعادة التلفزيونية في حالات طلب التحدي عندما يكون اعتراضك صحيحا"، مشيرا إلى أن بطل العرب المصري كرم جابر كان من الحالات التي تعرضت للظلم في أولمبياد بكين 2008، وبشكل سارع في خطوات القائمين على اللعبة باتخاذ خطوات التطوير وتحقيق مبدأ العدالة بين اللاعبين، والتي تضمنت بعد ذلك حالات منع الهروب من البساط.


كما يشير اللاعب الأسبق والمدرب الوطني، يحيى أبو طبيخ، إلى أن وجود الاعتراض يعد أمرا مهما وبدونه لا تقام المباراة وفقا للقانون، مشيرا إلى أن استعماله بشكله الصحيح يساهم في تغيير نتيجة مباراة كاملة، ويعطي كل ذي حق حقه.

 

واستشهد أبو طبيخ بالحادثة التي تعرض لها في بطولة آسيا بالعام 2011، بعدما دخل في صراع أرضي مع منافسه الإيراني في آخر 30 ثانية من المباراة، والذي ارتكب ضده خطآن لم ينتبه لهما مدربه ويرمي فيها اعتراضه آنذاك، لتسير المباراة تجاه اللاعب الإيراني، الذي تأهل للنهائي، فيما ظفر أبو طبيخ بالميدالية البرونزية.


ويتابع: "هناك جولتان للناشئين والبراعم مدة كل واحدة منها دقيقتان مع 30 ثانية كفترة استراحة بين الجولتين، بينما تمتد فترة منافسات الرجال لثلاث دقائق في المصارعة الحرة والرومانية، ويحق للمدرب الاعتراض برمي الدمية أو قطعة اسفنجية تجاه الحكم أو بمنتصف البساط، ويكون ذلك خلال فترة 10 ثوان للاعتراض بالشكل التقليدي".


ويستطرد: "يختلف شكل الاعتراض على مستوى البطولات الآسيوية والعالمية عن نظيرتها العربية والمحلية، حيث يكون هناك (زر) لكل مدرب من أجل الاعتراض على الخطأ، ويظهر تنبيه على اللوحة الإلكترونية"، لافتا إلى أن طريقة إنهاء المباراة تكون بتثبيت الكتفين أو مجموع النقاط في الجولتين، أو بعدم التكافؤ حال كان الفارق 8 نقاط في المصارعة الرومانية و10 نقاط في المصارعة الحرة.


من جانبه، يؤكد حكم المصارعة الأردني نايف علوش، أن غياب أدوات التوثيق والإعادة المصورة لم تسمح بوجود الاعتراض في السابق، بحيث يكون قرار الحكام الثلاثة المتواجدين لإدارة النزال نافذا على البساط، بخلاف الصورة الحالية مع تطوير القوانين واعتماد أدوات التطور التكنولوجي لحفظ حقوق اللاعبين.


ويقول: "نظام التحدي يبقى سلاحا ذا حدين، فإذا كسب المدرب القرار وتم تغيير النتيجة لصالحه، يبقى التحدي موجودا لديه، بينما خسارته التحدي وفوز الحكم بقراره يجرده من هذه الميزة ويمنح اللاعب الخصم نقطة إضافية عن القرار المحتسب، سواء بمنحه نقطتين أو أربع نقاط"، مشيدا بجهود الاتحاد الدولي في التطوير المستمر".

 

واختتم: "ما يهم الحكم هو سلامة اللاعب وضمان حقه وانصافه، بحيث لا يضيع جهده بقرار بشري خاطئ، لكنني أود تأكيد أن أمنيات المدرب تختلف عن الميول، وربما من الأخطاء التي نواجهها اليوم وتشكل تحديا في العلاقة بين الحكم والمدرب هي نظرة بعض المدربين لحركة لاعبيهم بعين المتمني"، مؤكدا أن المدرب الذي يتمتع بمستوى عال من الخبرة يتجاوز هذه المرحلة مع سعيه لكسب النقاط فقط.

 

اقرأ أيضاً: 

"المصارعة" يطلق اسم الراحل "جمال فايز" على الجولة الثانية من الدوري