لم تعتد جماهير القطبين الفيصلي والوحدات منذ سنوات طويلة، على وجود مواجهتين فقط بين الفريقين في الموسم الواحد، حيث منحت مسابقات كأس الكؤوس" السوبر" ودرع الاتحاد وكأس الأردن الجماهير الأردنية فرصة الاستمتاع بمشاهدة نجوم الفريقين في العديد من اللقاءات.
وتترقب جماهير الفيصلي والوحدات خصوصا، والكرة الأردنية عموما خلال الشهرين المقبلين 3 مواجهات مثيرة في الديربي المنتظر بين الفريقين الشقيقين، أولها مباراة القطبين في منافسات الأسبوع الرابع من بطولة درع الاتحاد، والتي يستضيفها ملعب الأمير محمد بالزرقاء يوم السادس من شهر حزيران (يونيو) الحالي، فيما يلتقي "الأزرق" بطل دوري المحترفين للموسم الماضي مع "الأخضر" بطل النسخة الماضية من بطولة كأس الأردن مرتين في بطولة السوبر، والتي تقام لأول مرة، بنظام الذهاب والإياب، يومي الحادي والعشرين والثامن والعشرين من شهر تموز ( يوليو) المقبل، على ستاد عمان الدولي.
وينتظر أن تحظى المباريات بحضور جماهيري كبير، ويأمل المتابعون أن تسودها الروح الرياضية العالية وتتوجها المنافسة الشريفة، وأن تكون مباراة يوم بعد غد رسالة من اللاعبين للجماهير بضرورة التشجيع المثالي من خلال الالتزام الكامل داخل الملعب، وتقليل الاعتراضات والاحتجاجات، وأن تمثل القمة عرسا وطنيا يؤكد متانة الوحدة الوطنية ويفشل مخططات المتربصين في بث سموم التفرقة أو النيل من قدسية العلاقة بين أبناء الوطن الواحد.
نراهن كثيرا على وعي إدارة الناديين واللاعبين والجماهير في إظهار مباريات "الديربي" بأفضل وأرقى الصور الفنية والإدارية والجماهيرية، ويفترض بلاعبي الفريقين رسم صورة مشرقة عن واقع الكرة الأردنية، وأن تنتهي المباراة كما بدأت ونخرج جميعا من الملعب أشقاء وأصدقاء فالأردنيون الفيصلاويون والوحداتيون، لديهم مسؤولية لا يمكن أن يتخلوا عنها وهي تشجيع فرقهم، وهذا من حقهم ولكن ضمن الروح الرياضية والأخلاق الأردنية وعدم الإساءة لأي شخص.
ويراهن الشارع الرياضي على قدرة اتحاد كرة القدم في حسن التنظيم من خلال اختيار أفضل الحكام لإدارة لقاءات القطبين، والأمر ينطبق على كافة الذين يتم تكليفهم للإشراف على المباريات بين الفريقين.
لاعبو الفيصلي والوحدات تجمعهم علاقات قوية ومعظمهم رفاق في المنتخبات الوطنية، وهم من أبناء مناطق واحدة، والجماهير أيضا، تجمعهم العلاقات نفسها، ولكن نحتاج من اتحاد الكرة والحكام الوقوف على مسافة واحدة من الجميع ومحاسبة الذين يخرجون عن النص.
ولا يعقل أن تبقى مباراة "الكلاسيكو" تشكل قلقا وترقبا وتخوفا، وعلى الإدارتين العمل على مواصلة التعاون والتنسيق الذي بدأ قبل أشهر، وأن يكون الحزم عنوانا للمرحلة المقبلة، أملا في مشاركة مثالية للفيصلي في دوري أبطال آسيا والوحدات في الدور التمهيدي من المسابقة الآسيوية.
أملنا أن تكون الجماهير حريصة على التشجيع بروح رياضية، وأن تشهد مباريات الفيصلي والوحدات كرنفالا رياضيا يجسد تلاحم الشعب الأردني في ظل تلاحمه وحبه لوطنه وقيادته، ما يساهم في الحفاظ على أمن الأردن واستقراره رغم الأمواج المتلاطمة والأجواء الملتهبة حولنا.