خطف اللاعب السوري واللاجئ في مخيم الأزرق يحيى الغوطاني الأضواء، خلال مشاركته مع منتخب اللاجئين المشارك في بطولة العالم التي اختتمت أول من أمس في أذربيجان، بدعم وإشراف الاتحاد الأردني للتايكواندو، وبالتعاون مع المنظمة الإنسانية للتايكواندو، واهتمام اللجنة الأولمبية الدولية.
ويعتبر الغوطاني، أول رياضي من لاجئي مخيم الأزرق يشارك في بطولة العالم، وظهر في منافسات وزن تحت 63 كغم، ويشرف على تدريبه المدرب عاصف صباح.
حياة الغوطاني لم تكن سهلة أو مفروشة بالورود، هو أحد سبعة أشقاء.. الخيارات أمامه كانت محدودة عند اندلاع الحرب في بلده سورية، ولم يكن أمامه سوى خيار مغادرة منزله في سورية، بحثا عن الأمان، حاله حال العديد من اللاجئين، الذين انتهى الأمر بهم وعائلتهم في مخيم الأزرق للاجئين في الأردن، الذي يمكث فيه حتى الحظة.
وقصة الغوطاني مثيرة للاهتمام وبدأت مع لعبة التايكواندو عندما توجهت مؤسسة التايكواندو الإنسانية في العام 2018 إلى مخيم الأزرق للاجئين لإجراء فحوصات الحزام الأسود التي شارك فيها 100 رياضي وتم تخريج نحو 70 لاعبا يحملون الأحزمة السوداء.
ورغم أن الغوطاني لم يمارس التايكواندو من قبل، إلا أنه أظهر قدرة عالية في هذه الرياضة خلال فترة التحاقه باللعبة، حيث لم يمض وقت طويل حتى بدأ يأمل بالوصول إلى أعلى المستويات.
ويعتبر الغوطاني الآن واحدا من 13 رياضيا لاجئا مشاركا في بطولة العالم للتايكواندو، وهذه هي المسابقة الدولية الثانية التي يشارك فيها بعد خوضه منافسات بطولة الفجيرة المفتوحة، وهو الآن حاصل على منحة اللجنة الأولمبية الدولية للرياضيين اللاجئين لباريس 2024، وإذا حقق طموحاته الأولمبية، فإن منصته لنشر الوعي بأزمة اللاجئين سوف تنمو أكثر.
ويبدو أن رسالة الغوطاني بإلهام الآخرين واضحة، حيث يريد تسليط الضوء على المصاعب اليومية التي يواجهها اللاجئون في جميع أنحاء العالم. وقبل أسابيع أجبرت عائلته على مغادرة منزلهم في مخيم الأزرق بعد أن غمرته المياه.
وبصرف النظر عن التأهل الأولمبي، فلا يوجد شك في تأثير التايكواندو على الغوطاني، خاصة بعد حصوله على دعم رئيس اتحاد التايكواندو العالمي تشوي في حفل تبرع، حيث أهداه معدات وأدوات للتايكواندو على هامش بطولة العالم في أذربيجان.
وقال الغوطاني لموقع الاتحاد الدولي للتايكواندو: "أنا أمثل مخيم الأزرق في الأردن، وكنت من أوائل اللاجئين المشاركين في بطولة العالم، عندما ارتديت الزي الرسمي كنت سعيدا جدا، كانت البدايات صعبة في المرة الأولى التي تدربت فيها، إلا أنني أعشق لعبة التايكواندو رغم صعوبتها، وأعتقد أن هذا الأمر جعلني أقوى وأشعر بمزيد من الثقة في نفسي".
وأضاف: "كان حلمي منذ أن كنت أحمل الحزام الأبيض في البدايات، أن أرى جميع اللاعبين المشهورين حول العالم. ومشاركتي الآن في بطولة العالم، إنجاز كبير جدا. أنا سعيد لوجودي في أذربيجان، ورؤية جميع اللاعبين المشهورين. إنها منافسة صعبة. أي قتال في بطولة العالم أمر صعب حيث يستعد الجميع للمنافسات، ولكنني سعيد لوجودي هنا".
وأكد : "الفوائد الرئيسية التي تعلمتها من التايكواندو، الثقة واحترام الوقت في التدريبات. لقد علمتني التايكواندو الانضباط، فهي أكثر من مجرد مدرسة. والاستماع للمدرب واحترام المنافسين الآخرين. خلال المباراة أقاتل بقوة ولكن عندما تنتهي المباراة أحترم اللاعبين الآخرين".
وأشار: "تلقيت بعض مقاطع الفيديو من لاجئين في الأزرق لتشجيعي على المنافسة، عندما أعود سأخبر الجميع عن تجربتي. أريد أن يكون لدى الجميع الأمل في أنه كما أتيحت لي الفرصة للمشاركة في بطولة العالم، هناك أمل لكل لاجئ في الأزرق للحضور إلى مثل هذه البطولات".
ونوه: "أنا أمر بحياة صعبة، لكن الآن لدي الفرصة للقاء أشخاص من وسائل الإعلام يمكنني شرح ما يمر به اللاجئون، هدفي هو أن أكون في الألعاب الأولمبية يوما ما، ومحاولة التأهل إلى أولمبياد باريس، لكن إذا لم تتح لي الفرصة، فسأواصل العمل بجد من أجل أولمبياد لوس أنجلوس".
والتقى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ ورئيس التايكواندو العالمي تشونغ وون تشو باللاعب يحيى الغوطاني على هامش بطولة العالم، ودار حديث مطول بينهم، واطمأن من خلاله باخ على اللاعب الغوطاني، والذي أكد رسالته التي يسعى إلى تأديتها، من خلال لعبة التايكواندو، وتعزيز السلام ، والوصول إلى أولمبياد باريس 2024".
اقرأ أيضاً:
الغوطاني أول رياضي من "مخيم الزعتري" يشارك في بطولة العالم للتايكواندو