السياسة تساند باريس من أجل الفوز

السياسة تساند باريس من أجل الفوز
السياسة تساند باريس من أجل الفوز

    باريس - عندما حصلت العاصمة الفرنسية باريس على أعلى نسبة من الاصوات في التصفية الاولى للمدن المرشحة لاستضافة دورة الالعاب الاولمبية الصيفية المقررة عام 2012 أكدت كل التوقعات أن المدينة ستحتفظ بمكانتها في صدارة المدن الخمس الباقية في الصراع وأنها ستنتزع من الجميع حق الاستضافة لتقام فعاليات أولمبياد 2012 في عاصمة النور والجمال.

اضافة اعلان

وبعد حصول المدينة على أعلى تقدير من لجنة التقييم ووفد التفتيش على استعدادات المدن الخمس ارتفعت أسهم المدينة في صراع الحصول على طلب التنظيم.

ولكن مع اقتراب ساعة الحسم لاختيار المدينة الفائزة بحق التنظيم خلال اجتماع الجمعية العمومية للجنة الاولمبية الدولية اليوم الاربعاء في سنغافورة تحول قرار الاختيار إلى قرار يتسم بالنزعة السياسية بعد أن قرر الرئيس الفرنسي جاك شيراك السفر إلى سنغافورة لمساندة ملف باريس لطلب تنظيم الاولمبياد.

وفي الوقت الذي تشتعل فيه المنافسة بين خمس مدن ستكون هناك منافسة أقوى بين شيراك والملف الفرنسي من جهة ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير وملف العاصمة البريطانية لندن التي يتوقع الكثيرون أن تكون المنافس الاقوى لباريس. وكان بلير قد قرر في وقت سابق السفر إلى سنغافورة وبالفعل وصل الاحد الماضي إلى سنغافورة.

ويرى المتابعون أن المواجهة بين شيراك وبلير ستكون حلقة جديدة من مسلسل الصراع السياسي الملتهب بين الجانبين الفرنسي والبريطاني والذي بدأ في عام 2002 حول دعم القطاع الزراعي في أوروبا واستمر الصراع في العام التالي عندما اختلفت الدولتان بشدة حول العرب على العراق ووصل الصراع بينهما في الاونة الاخيرة إلى حلقة جديدة على ميزانية الاتحاد الاوروبي.

وكانت لجنة التقييم قد منحت ملف باريس تقديرا جيدا في نهاية عمليات التفتيش والتقييم ووصفت استعدادات المدينة بأنها "ذات جودة عالية للغاية" خاصة فيما يتعلق بالنواحي الامنية والظواهر البيئية.

ووصفت لجنة التقييم التابعة للجنة الاولمبية الدولية ميزانية مدينة باريس للاولمبياد والتي تبلغ 2.65 مليار دولار بأنها "مفصلة..وموثقة جيدا ويمكن تنفيذها" كما وصفت خطة المدينة لاقامة الوفود المشاركة والزائرين بأنها "ممتازة" حيث تتضمن الخطة 52 ألف سرير فندقي بوسط باريس و140 ألف سرير فندقي آخر على بعد أقصاه 50 كيلومتر من وسط المدينة.

وأشادت اللجنة أيضا بالبنية الاساسية ووصفت طرقها وسككها الحديدية بالجودة العالية.

وركز الملف الفرنسي أيضا على عناصره الصديقة للبيئة وذكرت لجنة التقييم أن إقامة الاولمبياد في باريس سيوفر "بيئة متميزة وتراثا اجتماعيا في باريس وفي فرنسا بأكملها".

ومن المنتظر في حالة فوز باريس بطلب التنظيم أن تعتمد الاستضافة على مجموعتين من الاماكن والمنشآت الاولى في شمال المدينة والثانية في الغرب، بينما تقع القرية الاولمبية على بعد عشرة كيلومترات فقط من أي موقع يستضيف فعاليات الالعاب ويصل عدد هذه المواقع إلى 32 موقعا منها 12 موقعا أصبحت جاهزة بالفعل.

ونال ملف باريس مساندة كبيرة محليا ودوليا حيث أعلن نحو 85 بالمئة من سكان المدينة مساندتهم لطلب التنظيم وتقل هذه النسبة قليلا في باقي أنحاء فرنسا.

وقد نال ملف باريس مساندة كبيرة أيضا من العديد من الرياضيين والشخصيات الدولية مثل الصيني تشانغ ليو بطل الاولمبياد في سباق 110 أمتار حواجز والاميركي مارك ألان أسطورة مسباقات الثلاثي وسيلين ديون مطربة البوب الكندية الشهيرة.

وتبرعت سيلين ديون بتسجيل أغنية "باريس" إلى العاصمة الفرنسية مساهمة منها في مساندة الملف الفرنسي.

ولم تكن هناك سوى نقطة واحدة سوداء في ملف باريس وتتعلق بالاضراب الذي نظمته الاتحادات النقابية العمالية خلال فترة زيارة لجنة التقييم للمدينة في آذار/مارس الماضي مما منع وفد التفتيش من زيارة عدد من المواقع الاولمبية باستخدام مترو الانفاق أو حافلات نقل الركاب.

ورغم ذلك أعلنت جميع هذه الاتحادات مساندتها التامة للملف ولكن الخوف من قيام هذه الاتحادات بإضراب آخر أثناء فترة الاولمبياد ما زال يراود أعضاء اللجنة الاولمبية الدولية.