ميلانو - تعتمد اندية كرة القدم الايطالية على أكبر عملية ترميم للستادات في 20 عاما في سعيها للحاق بركب منافسيها الأوروبيين لكن ربما يكون هناك حاجة للتغيير ثقافة اعمالهم من اجل تحقيق النجاح.
ولا تملك الفرق المشاركة في دوري الدرجة الأولى الايطالي لكرة القدم وعددها 20 فريقا استادات خاصة بها وانتر ميلان واحد من 20 ناديا ايطاليا يعتزمون تشييد ستادات جديدة خاصة بهم او ترميم او شراء تلك القائمة حاليا بالنظر الى ان ايطاليا قد تقدم عرضا لاستضافة كأس امم أوروبا عام 2016.
وتتفوق الاندية الانجليزية والاسبانية على اندية ايطاليا داخل وخارج الملعب في السنوات الاخيرة ويرجع ذلك جزئيا الى انها تحصد ايرادات من استاداتها المشيدة على احدث طراز.
وقال خوسيه ماريا غاي سالوداس وهو خبير في اقتصاديات كرة القدم في جامعة برشلونة الاسبانية "يجب ان تعيد كرة القدم الايطالية اكتشاف نفسها. عادة لا تملك الاندية ستادات خاصة بها ويجب ان تعيد ايطاليا النظر في النمط الاقتصادي لكرة القدم هناك وان توضح الطريق الذي يتعين السير فيه".
ومن الممكن ان يجتذب بناء استادات على احدث طراز مستثمرين اجانب لا يهتمون كثيرا بالاندية الايطالية حاليا، وقال مارك روبرتس المستشار البارز في مؤسسة ديلويت الاستشارية لـ"رويترز": "اذا تم بناء استادات جديدة فسوف يرتفع عدد المشاهدين بنسبة من 40 الى 50 في المائة وربما ترتفع الايرادات بنسبة تصل الى 66 في المائة".
ويوضح بول بلاكي المحاضر في علوم الرياضة في جامعة نورثمبريا البريطانية ان " الستادات يجب ان يتم استغلالها طوال ايام الاسبوع" من اجل تعويض كلفتها الباهظة وهي مهمة ليست سهلة في بلد يعد الاقبال فيه على المباريات من اكثر المعدلات انخفاضا في أوروبا.
ووفقا لما تقوله مجموعة ستيدج اب الاستشارية الرياضية ومقرها ايطاليا ان الدوري الايطالي يتراجع وراء بطولات الدوري الكبرى في أوروبا فيما يتعلق بايراد المباريات إذ ان 62 في المائة من الايرادات مصدرها حقوق البث التلفزيوني.
وأوضح تقرير ان ايرادات التذاكر مثلت 12.7 في المائة من ايرادات ميلانو و13.3 في المائة من ايرادات روما في موسم 2007-2008 بينما تبلغ النسبة 39.4 في المائة في حالة مانشستر يونايتد الانجليزي.
وقال اندرياس اولمان المسؤول البارز في مؤسسة سبورت بلاس ماركت الرياضية التسويقية ومقرها المانيا "على العكس من اندية دوري الدرجة الأولى الايطالي لكرة القدم حيث بلغ معدل عمر 80 في المائة من استادات 67 عاما وبعضها في حالة مزرية فان استثمارات الاندية الالمانية والانجليزية أدت الى زيادة فورية في عدد الحضور وايرادات التذاكر".
ووفقا لتقديرات اولية لرابطة اندية الدوري الايطالي فان معدل الحضور في مباريات الدوري الايطالي تراجع هذا الموسم بنسبة ثلاثة في المئة الى 23900 مشاهد في المباراة مقارنة بنفس الفترة من الموسم الماضي.
لكن خبراء يقولون ان ايرادات تذاكر المباريات وحده ليس كافيا لتحسين الاحوال المادية للاندية الايطالية التي تعاني من الركود ومعدلات ديون مرتفعة تهدد استمرارها.
وقال كريس بروكس استاذ الاقتصاد ومدير الابحاث في مركز اي.سي. ام.ايه بجامعة ريدنغ الانجليزية "تباينت نتائج اندية كرة القدم الانجليزية فيما يتعلق بفوائد الستادات الجديدة سواء داخل او خارج الملعب".
وربما يلعب سعي ايطاليا لاستضافة بطولة أوروبا عام 2016 بصورتها الموسعة دور المحفز لسياسة البلد الذي يخوض سباقا ضد فرنسا وتركيا وعرض مشترك من السويد والنرويج.
وخسرت ايطاليا التي كانت اخر عملية تحديث لستاداتها في 1990 لاستضافة كأس العالم في ذلك العام السباق نحو استضافة كأس أوروبا 2012 امام العرض المشترك من بولندا واوكرانيا.
ومن الممكن ان تتم الموافقة على قانون يمد يد المساعدة للاندية على تشييد ملاعبها قبل أيار(مايو) المقبل وهو موعد تقديم الملفات. واجتاز مشروع القانون أول عقبة برلمانية الشهر الماضي في تصويت نادر بالاجماع.
وسوف يصبح يوفنتوس أول ناد يلعب في دوري الدرجة الأولى الايطالي يبني استاده الخاص الذي سوف ينتهي العمل فيه في عام 2011.
ويقول جيوفاني بالاتسي رئيس ستيدج اب الاستشارية ان خطط تشييد استادات جديدة يجب ان تشمل وضع استراتيجية للاستفادة من الملاعب القائمة بالفعل.
ويشترك ناديا روما ولاتسيو في اللعب على الستاد الاولمبي لكن روما يريد انشاء استاد تبلغ سعته الاجمالية 55 ألف متفرج في غرب المدينة.
ومن المحتمل ان يترك انتر ميلان ستاد سان سيرو المملوك لمجلس مدينة ميلانو والذي قد يشتريه نادي ميلان.