لخضر بلومي صانع الانتصار الجزائري الأغلى

لخضر بلومي صانع الانتصار الجزائري الأغلى
لخضر بلومي صانع الانتصار الجزائري الأغلى

من ذاكرة الكرة

 عمان - الغد - يستحيل على المتابع الكروي العربي أن ينسى مباراة الجزائر وألمانيا في الدور الأول من نهائيات كأس العالم 1982، تلك المباراة التي توقع الألمان أن يسجلوا في كما كبيرا من الأهداف الأمر الذي دعى حارس مرماه الشهير هيرالد شوماخر للقول أنه سيلعب المباراة بالزي الرسمي!

اضافة اعلان

المباراة انتهت بفوز جزائري 1-0 في واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ كأس العالم، فالمنتخب الألماني ضم وقتها مجموعة من اللاعبين الكبار على رأسهم كارل هاينز رومينيغه وبول برايتنر وبيرند شوستر وبيير ليتبارسكي، لكن الجزائريين خطفول الأضواء بفضل جيل رائع من اللاعبين يتقدمهم أمير الكرة الجزائرية رابح مارجر، لكن النجم الحقيقي في تلك الليلة كان مواطنه لخضر بلومي صحاب هدف الفوز الذي رسم البسمة على شفاه بلد الكليون شهيد.

ولمع نجم بلومي في فريقه المغمور غالي معسكر وفاز معه بلقب الدوري الجزائري عام 84، انتقل بعد ذلك إلى النادي العريق مولودية وهران وفاز معه بالدوري عام 87، ولعب أيضا في صفوف مولودية الجزائر قبل أن يخوض تجربة احترافية مع العربي القطري عام 1989 واحد فرق المقاطعات في فرنسا.

ومع منتخب بلاده بلومي شارك في نهائيات كأس الامم الافريقية خمس مرات اعوام 1980 عندما خسرت الجزائر أمام نيحيريا في النهائي و1982 و1984 و1986 1988، كما ساهم في وصول الجزائر إلى ربع نهائي مسابقة كرة القدم في أولمبياد موسكو عام 1980، وقد خاض أكثر من 100 مباراة دولية خلال 11 عاما سجل فيها 32 هدفا وهو رقم لم يصل إليه أحد حتى يومنا هذا.

وأبرز إنجاز في تاريخ بلومي تمثل في الحصول على جائزة أفضل لاعب في افريقيا عام 1981، وحل في المركز الرابع في اختيارات نجوم القرن الماضي في القارة السوداء وراء الليبيري جورج وياه والكاميروني روجيه ميلا والغاني عبيدي بيليه، كما اختير مع زميله في المنتخب الجزائري مادجر ضمن تصنيف الإتحاد الدولي لكرة القد لأفضل خمسين لاعبا في العالم في عقد الثمانينيات.

وخاض بلومي تجربة التدريب مع عدة أندية جزائرية هي غالي معسكر وجمعية وهران ومولودية وهران, كما عين مساعدا لمدرب المنتخب الجزائري علي فرقاني، وهو حاصل على شهادة في التدريبحصل على "ديبلوم" في التدريب من الاتحادين الدولي والالماني.

ودارت الكثير من الأقاويل حول تلقي بلومي عرضين من فريقي برشلونة الاسباني ويوفنتوس الإيطالي أوائل الثمانينيات علما بأن الاتحاد الجزائري منع حينها اللاعبين الذين تقل أعمارهم عن 28 سنة من الاحتراف في الخارج.

كانت ليلة لا تنسة في تاريخ الكرة العربية، ليلية سطرها بلومي ورفاقه وجعلوا من خلالها الكرة الجزائرية قوة عظمى في سماء القارة الافريقية، لم يتأهل الجزائريون للدور الثاني من نهائيات المونديال الاسباني بفضل المؤامرة النمساوية الألمانية، لكنهم عادوا للبطولة من جديد بعد أربعة أعوام، وخرجوا من الدور الأول مجددا بعد وقعوا في مجموعة صعبة مع البرازيل واسبانيا وايرلندا الشمالية.

وإذا أرادت الجزائر العودة إلى عالم البطولات الافريقية هذه الأيام بعدما مرت بأسوأ فترات تاريخها الكروي مؤخرا، فعليها أولا إنجاب مواهب شابة تستطيع خلافة بلومي وزملائه.