الصحة النفسية لمصابي السرطان تتأثر بمن حولهم

عمان- وجدت دراسة حديثة أن الصحة النفسية لدى مصابي مرض السرطان تتأثر بناء على الصحة النفسية لمقدمي الرعاية لهم.
هذا ما ذكرته مواقع عدة، منها موقعا "www.nlm.nih.gov" و"consumer.healthday.com"، مضيفة أنه عندما يعاني أزواج أو زوجات أو أهل الناجين من مرض السرطان من أعراض الاكتئاب، فإن هؤلاء المصابين يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب أيضا، وهذا بحسب ما ذكره الباحثون في المعهد القومي الأميركي للسرطان. فقد ﻻحظوا أن الناجين من مرض السرطان الذين لديهم أزواج ذوو صحة نفسية وبدنية جيدة يكونون أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب بعد عام واحد، ما يشير إلى أن رعاية أزواج الناجين من السرطان تدعم هؤلاء الناجين أيضا.اضافة اعلان
وقد ذكرت كبيرة الباحثين كريستين ليتزيلمان، وهي زميلة الوقاية من السرطان في برنامج البحوث السلوكية والمعهد القومي الأميركي للسرطان، في بيان صحفي للجمعية الأميركية لأبحاث السرطان، أن هذه الدراسة تسلط الضوء على أن الزوجين بحاجة إلى رعاية أنفسهم، ليس فقط لمصلحتهم الخاصة، ولكن أيضا من أجل الناجي منهم من السرطان.
فوفقا للباحثين، فإن هناك ما يقارب من 14.5 مليون شخص ناج من مرض السرطان في الولايات المتحدة. وفي كثير من الأحيان، هؤلاء الأشخاص يتلقون الرعاية والدعم من عائلاتهم (الأزواج/الزوجات على وجه الخصوص) بالإضافة إلى تقاسم العبء المالي من العلاج. كما أن الأزواج/العائلة قد يساعدون في الرعاية وتوفير أشكال الدعم الأخرى، منها الذهاب إلى المواعيد الطبية وغير ذلك.
أما عن الكيفية التي أجريت من خلالها الدراسة المذكورة، فقد قام الباحثون بتحليل معلومات تم جمعها من أكثر من 900 من المصابين بالسرطان وأزواجهم. وباستخدام النماذج الإحصائية، والتي نظرت في كيفية ونوعية الحياة أو المزاج المكتئب لدى الزوج/الزوجة، تبين أن احتمالية إصابة الناجين من مرض السرطان بالاكتئاب بعد 11 شهرا تكون أقل إن لم يكن مقدم الرعاية مصابا بالاكتئاب. ثم قارنوا هذه العلاقات بمجموعة من الأزواج الذين لم يصابوا بالسرطان أو الآثار المتبقية من علاجه.
وقد وجد من خلال هذا التحليل أنه عندما سجل الزوجان الشعور بالاكتئاب، كانت احتمالية إصابة الناجي منهم من السرطان تزيد أربع مرات مقارنة بمن ليس لديهم زوج/زوجة يعانون من أعراض الاكتئاب، وذلك حتى بعد ما أخذ الباحثون في الاعتبار عوامل أخرى، منها التركيبة السكانية.
وقالت الباحثة ليتزيلمان، إن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أنه عندما تتم رعاية الناجين من مرض السرطان، فإن الأطباء يجب أن يقوموا بتقييم الصحة النفسية لمقدمي الرعاية. وأضافت أن الأبحاث المستقبلية قد تختبر ما إن كانت خطة رعاية مصابي السرطان يجب أن تشمل مقدمي الرعاية لهم للمساعدة في تحسين النتائج بالنسبة لكل من مقدمي الرعاية والناجين من السرطان.
كما وأظهرت الدراسة أنه عندما تتحسن جودة الحياة المرتبطة بالصحة لدى الزوج/الزوجة، فإن احتمالية إصابة الناجين من السرطان بالاكتئاب تنخفض بما معدله
30 % بعد 11 شهرا.
وأوضحت الدكتورة كارين ميكانيكي، وهي رئيسة قسم الطب النفسي في مركز "فوكس تشيس" للسرطان في فيلادلفيا، أن نتائج هذه الدراسة تثبت بأنه على مقدم الرعاية الصحية أن يقوم برعاية نفسه من أجل أن يكون مقدما فعالا لرعاية صحة الآخرين.

ليما علي عبد
مترجمة
وكاتبة تقارير طبية
[email protected]
Twitter: @LimaAbd