"بكرة وبعده" تحاكي قلق الانتظار في "مسرح الشمس"

1
1

معتصم الرقاد

عمان- تعرض مسرحية " بكرة وبعده" شهريا على مسرح الشمس، وهي أحد النتاجات الجديدة في برنامج ريبورتوار المسرح، وبحضور محدود التزاماً بإجراءات السلامة الصحية.اضافة اعلان
"بكرة وبعده" مأخوذة عن نص الكاتب الإيرلندي صموئيل بيكيت "في انتظار جودو"، وتحاكي فعل الانتظار لما هو غير معروف. والرغبة بحدوث ما قد يساعد على الخلاص، لكن هذا الانتظار قد يخلق حاله من العبث وممارسة اللافعل، بسبب الاعتماد على حدوث فعل خارجي، قد لا يحدث.
وحسب النص الاصلي للمسرحية، يواضب رجلان، فلاديمير واستراجون، على انتظار احد ما يدعى جودو، وأثناء الانتظار يتحاوران في جدوى الانتظار وحول من ينتظران، ووقت الموعد، لأن الأمور مبهمة، ولكن لسبب من الاسباب، لا نعرفه، لا يأتي جودو، ولكن الشخصيتين، مع ذلك، لا تتوقفان عن انتظاره.
وهذا يتوافق مع حالة الانسان في عالمنا العربي، الذي يغلب عليه ترقب فرج ما في حياته الصعبة.
ولذلك عمل المخرج على تحويل النص الى اللهجة المحكية في الاردن وبلاد الشام، ومن جهة، بتحويل الشخصيتين الرئيسيتين، فلاديمير واستروجون، على أنهما رجل وامرأة. وذلك بسبب اعتقاده، أن استروجون كان في ذهن الكاتب، صموئيل بيكيت، عبارة عن امرأة، ولكن بسبب رغبته في تمويه فكرة النص، رجح صموئيل بيكت أن تكون كلتا الشخصيتن رجلان.
ومن حيث أسلوب العمل، يعتمد المخرج على لعبة التمثيل، وأداء الممثلين اعتمادا على ما في النص من حوارات ممتعة، وفي الوقت نفسه تعكس حالة الشخصيات التي تمارس الضياع في اعتمادها على انتظار شيء ما، حدث ما، أحد ما، غير معروف وغير واضح لديها، وغير مؤكدة جدوى ذلك.
الشكل الفني للعرض واقعي عبثي، كوميدي، يعبر عن مشاعر تهكمية على واقعنا الذي ننتظر فيه دائما أحداثا خارجية للتخلص من مشاكلنا الواقعية، حين نعتمد كليا على الغيبي في مواجهة الواقع المادي.
مسرحية "بكرة وبعده" من إنتاج مسرح الشمس بدعم من هيئة المعاهد الثقافية الأوروبية وبتمويل من الاتحاد الأوروبي وتمثيل حسب الظهور إدريس الجراح، وحياة جابر، وحيدر كفوف، وروبرت حدادين، وتصميم الإضاءة ماهر جريان، والسينوغرافيا محمد السوالقة، وتأليف الموسيقى موسى قبيلات، ومساعد المخرج معتصم سميرات، ورؤية وإخراج د. عبد السلام قبيلات.
هذا وقد دأب مسرح الشمس، من خلال العروض التي ينتجها سنويّا على محاكاة قضايا المجتمع والتفاعل مع همومهم وتطلعاتهم، سواء على المستوى المعيشي، أو المعرفي أو التأملي، حيث أنتج مسرح الشمس 5 عروض مسرحية، تميزت بمستواها الفني واكتمال عناصرها من الكوادر الفنية والتقنية من أداء الممثلين والديكور والموسيقى والإخراج، وقدمت للجمهور المتعه الفنية.
ولد مسرح الشمس، فضاء فنيا مستقلا، قائم على احترام القيم الثقافية والاستناد اليها، وفي الوقت نفسه دمج جوانب مُعاصرة ومُبتكرة، من خلال إنشاء أشكال جديدة للتعابير الإبداعية والفنية محلياً ، ومحاكاة قضايا المجتمع من خلال خشبة المسرح التي تقدم شتى أشكال الفنون، من العروض المسرحية والموسيقية وورش العمل لبناء القدرات الشبابية وتعزيز مهاراتهم الحياتية بطريقة حيوية وملهمة، ثم المشاركة في الجهود والأنشطة الإبداعية والفنية مع الاخرين في القطاع، للمساهمة في تطوير مهارات الفتيات والفتيان لمعالجة القضايا الاجتماعية بأسلوب إبداعي وفعّال ضمن مجتمعاتهم المحليّة من خلال الفن.
يعد مسرح الشمس، مسرح الروبرتوار الوحيد في الأردن، الذي يقدم برنامجاً مسرحياً دائماً ودورياً للفنون الأدائية بأشكالها المختلفة؛ العروض المسرحية والعروض الموسيقية والرقص التعبيري.
واستضاف مسرح الشمس خلال مسيرته منذ العام 2017 أكثر من 187 عرضا مسرحيا وموسيقيا ومهرجانات فنية، كما أنتج 5 أعمال مسرحية درامية منها واحدة للأطفال.