يعتمد الفنان الأردني محمد المجالي على الفلسفة الجمالية في الأدوار والشخصيات التي يؤديها في مجمل الأعمال الدرامية والمسرحية والسينمائية، معتبراً أن الفن ليس هو الحقيقة لكنه السؤال الذي يقود إلى الحقيقة.
ويرى، أن البحث والتحري عن قيمة ورسالة مجتمعية ضرورة لابد منها، لأنه يسمح للفنان بتقديم أفكار بطريقة جاذبة للجمهور الذي هو الحكم المهم بقبول أو رفض العمل الفني.
ويلفت بطل المسلسل البدوي "أكباد المهاجرة" إلى أن للفنان رؤى خاصة به ينفذها في العمل بالطريقة التي تعبر عن قدراته سواء في عمل درامي أو مسرحي أو سينمائي، مؤكداً في السياق ذاته، أن لكل فنان هدف وطريقة للوصول.
يتابع المجالي، والسؤال هو: كيف يبحث عنه؟ وكيف يختصره؟ وكيف يركز عليه حتى يصل إلى مبتغاه؟ في النهاية نحن هدفنا رفع سوية الحركة الفنية الدرامية والمسرحية في الأردن وإعادة بريقها كما كانت في العهد السابق، لأنه الهدف الأساسي الذي يتباه كافة الفنانين الأردنيين بوضع الدراما الأردنية بقوة على شاشات المحطات العربية كافة.
ويضيف المجالي، في حديثه لـ"الغد"، أن الدراما الأردنية ما تزال تحتاج إلى الدعم الحكومي والقطاع الخاص لتستعيد ألقها، عندما كانت السباقة وملتقى للفنانيين العرب، وذلك من خلال إنتاج المسلسلات الدرامية.
ويقول: "هناك أهمية لتشغيل عجلة الإنتاج الفني، وهذا لن يتأتى إلا بتضافر الجهود مع الجهات كافة التي تعنى بالإبداع الفني، والتي من واجبها عمل دراسة مستفيضة لإيجاد حلول تسهم في رفع سوية العمل الثقافي الفني ووضعه في مكانه الطبيعي وفق رؤى ممنهجة، بعيداً عن العشوائية".
ويعيد المجالي تأكيد مقدرة الفنان الأردني على تقديم ونشر إبداعاته إلى المتفرج العربي، وهذا بات واضحاً من خلال أعمال الكثير من الفنانين الأردنيين الذين طرزوا أسماءهم في سماء الدراما العربية، واحتلوا مكانة مرموقة في هذا الجانب، وهذا ما يثلج الصدر، معتبراً المغامرة المدروسة بحكمة تحديا مهما في النجاح المرهون بقدرته على الأداء التمثيلي لإقناع المشاهدين، مفضلا، أن يبتعد الفنان عن الإغلاق في مسار تمثيلي فردي، بل؛ عليه أن يحيد كل الأدوار الأدائية، وإتقان اللهجات كافة سواء المحكية أو البدوية أو حتى اللهجات العربية المختلفة، وهذا يسهم بوضع الفنان محط احترام المشاهد العربي الذي هو الفيصل بقبول أو رفض المنتج الفني بأشكاله كافة.
ويرى المجالي ذاته في المسلسلات البدوية والتاريخية، لأنها قادرة على إظهار ملكات الممثل بصورة تحتاج إلى جهد مضاعف وسط ظروف متعبة، لكنها ممتعة في آن واحد، على حد تعبيره ولا يشعر بأن هناك نقصاً محليا في مسألة الفنان الشامل الذي لديه الإمكانية والقدرة والجرأة في تأدية كافة الأدوار، فعامل الخبرة متوافر في أغلب الفنانين الأردنيين، بخاصة من الناحيتين الإدارية والتنظيمية.
ويؤكد أهمية ضخ الوجوه الجديدة في الدراما الأردنية، مشيرا إلى أن الدراما الأردنية بحاجة إلى ممثلين جدد ملائمين للأعمال الاجتماعية والبدوية على حد سواء، ليكونوا امتداداً للنجوم الرواد الكبار ومساندين لهم.
وأوضح بطل فيلم "آمال، ضرورة أن يلاقي الفنان الأردني الدعم بأشكاله كافة، حتى يستطيع أن يبرز مكنونه الإبداعي، وينقل الصورة الحقيقية للفن الأردني الذي هو مرآة الوطن. كما يؤكد أن الفنان الأردني بأمس الحاجة إلى الترويج الإعلامي، مشيرا إلى أهمية التفاعل الإيجابي بين الحكومة والقطاع الخاص للإنتاج الفني من تخفيف الأعباء والضرائب، وتسهيل مهمة عملية الإنتاج، كي لا تتوقف حركة الإنتاج الفني في الأردن، وتعود الحركة الفنية إلى التراجع، بعد عملية الانتعاش.
ويشار إلى أن الفنان محمد المجالي حاصل على درجة البكالوريوس في الدراما والإخراج من جامعة اليرموك، ويعد أحد نجوم الصف الأول الشباب في الوسط الفني الأردني والعربي، وله العديد من المسلسلات من أبرزها البدوي "صقار، لعبة الانتقام، الحسن والحسين، آخر أيام اليمامة، والأمين والمأمون، الحجاج، نمر بن عدوان، نوف، الوعد، رعود المزن، توم الغرة، عيون عليا، جلمود الصحاري والدمعة الحمراء".
وقدم مسرحيتين هما: "تايكي"، و"فانتازيا الجنون" من إخراج فراس المصري، وشارك في مهرجان رم المسرحي، كما شارك بأفلام وثائقية وقصيرة، وحصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان دلهي للأفلام عن فيلم "الواقع المفقود" من إخراج ساندرا قعوار، كما أخرج ومثل في فيلم "وسط البلد".
اقرأ أيضاً:
المجالي: الدراما الأردنية بحاجة إلى وجوه جديدة لتغدو امتدادا للنجوم الكبار