"نبع النساء": فيلم يروج لثقافة المساواة بين الجنسين

مشهد من فيلم "نبع النساء" -(أرشيفية)
مشهد من فيلم "نبع النساء" -(أرشيفية)

مدريد- أصبح فيلم "نبع النساء"، أو "La Source des Femmes" للمخرج الفرنسي من أصل روماني رادو مايلنيو، أول عمل سينمائي يعرض في إسبانيا يحمل تصنيف "يروج لثقافة المساواة"، والذي يمنحه معهد السينما والفنون المرئية والمسموعة.اضافة اعلان
وكان هذا التصنيف قد تم إقراره منتصف الشهر الماضي من قبل هيئات السينما الإسبانية، وحصل فيلم رادو مايلنيو على هذا التصنيف، بحسب ما أعلنته أول من أمس الشركة الإسبانية التي تقوم بتوزيع الفيلم في مدريد.
وكان فيلم رادو قد عرض لأول مرة في النسخة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي الدولي، 21 أيار (مايو) الماضي، بطولة عدد من النجمات من أصول عربية والذي اعتبره النقاد صرخة تحدٍ للمرأة العربية للمشاركة في ثورات الربيع العربي، التي أسقطت الأنظمة الحاكمة في مصر وتونس.
والفيلم إنتاج فرنسي مغربي روماني، ويحث المرأة العربية، على التمرد على التقاليد النمطية في غرف النوم والمطبخ، ولانخراط في دور أهم لاستكمال الثورات التي تجتاح المنطقة.
اختار المخرج لبطولة فيلمه ثلاثا من أبرز الممثلات الشابات، من أصل مغاربي من العاملات بنجاح في السينما الفرنسية والأوروبية؛ ليلى بختي، وحفصية حرزي، وصابرينا وزاني، إضافة إلى الجزائرية بيونا والفلسطينية هيام عباس.
تدور أحداث الفيلم في أي بلد من بلاد المنطقة من الخليج إلى المحيط،  من دون تحديد ويتناول تمرد النساء بصفة عامة، بدون تحديد مكان، بسبب نقص مياه الشرب، في إسقاط على الأسباب الاجتماعية التي أدت إلى اندلاع الاحتجاجات العربية مؤخرا.
في إطار التمرد الذي تقوم به النساء، تقررن "الإضراب عن ممارسة فعل الجنس"، كنوع من رفض الاستعباد، للرجل الذي ينظر إليهن بصورة خاطئة على أنهن وعاء، وأداة للخدمة وإنجاب الأطفال، ومن ثم يعاملهن على أنهن كالبغال وليس كآدميين.
أما المخرج ميهاليانو، فيرى انه فيلم أشبه بحكايات ألف ليلة وليلة "في كل يوم، تتسلق النسوة إلى الجبل والجرار على أكتافهن لجلب الماء من النبع. وتمضي الأمور هكذا منذ غابر الزمن في هذه القرية، إلى أن تتخذ النسوة القرار بكسر هذا المصير. فمن الآن وصاعدا يضربن عن الحب ويدوم إضرابهن حتى تتبدل الأشياء".
في هذه القرية الخيالية، يحمل المخرج كل الثقافة النسائية في العالم العربي والإسلامي المسؤولية بعيدا عن الأحكام المسبقة. ما هو الموقع الحقيقي للمرأة اليوم؟ كيف تعيش؟ وخصوصا بعد هبوب رياح التغيير التي حملتها ثورات الربيع العربي.
استغرق الإعداد للفيلم فترة طويلة من المخرج بسبب الجهد التوثيقي، حيث أوضح مايلنيو أنه من أجل كتابة حكايته السينمائية "ذهبنا للقاء نساء قرى مماثلة لقريتنا: ولقد روين لنا الكثير من الأحداث. وأقمنا صداقات فعلية واكتشفنا كنوزا ثرية".
يؤكد المخرج أن فيلمه هو أنشودة للمرأة، يحتفي بالجمال والحرية، كما أنه "صرخة حب تطلقها النساء اللواتي يقلن للرجال: أحبونا وانظروا إلينا"، في دعوة إلى العودة إلى الجذور، من خلال الصورة الاستعارية، لحث المرأة العربية على القيام بثورتها الخاصة على تقاليد المجتمع.
وتسعى إسبانيا من خلال منح الفيلم هذا التصنيف الترويج لثقافة المساواة بين الجنسين وإلى مناهضة العنف ضد المرأة من خلال السينما على الصعيد المحلي والدولي. -(إفي)