"التحليق على عصا مكنسة" و"1986" محور ندوة نقدية عن تجربة القاص سعود قبيلات

"التحليق على عصا مكنسة" و"1986" محور ندوة نقدية عن تجربة القاص سعود قبيلات
"التحليق على عصا مكنسة" و"1986" محور ندوة نقدية عن تجربة القاص سعود قبيلات

عمان-الغد- تقيم دائرة البرامج الثقافية في الأمانة في السابعة من مساء اليوم في مكتبة سليمان الموسى المتخصصة في مركز الحسين الثقافي ندوة حول كتابي القاص سعود قبيلات "التحليق على عصا مكنسة" و"1986" يتحدث فيها الناقدان د.محمد
عبيد الله ود.هند أبو الشعر، ويديرها الروائي الياس فركوح.

اضافة اعلان

الندوة التي تأتي برعاية أمين عمان الكبرى المهندس عمر المعاني، يقدم فيها د. محمد عبيد الله ود. هند أبو الشعر دراستين نقديتين تتناولان المعنى والمبنى في قصص قبيلات الجديدة.

ويرى نقاد أن تجربة سعود قبيلات القصصية تتسم بالتجريب والتجديد، وانها تجترح نمطاً واسلوباً خاصاً جديداً، لا ينفصل بالضرورة عما سبقه وما يجيء بعده، ولكنه يستغل امكانية جديدة من الامكانات المتعددة للقصة القصيرة.

ويؤكدون ان قبيلات أول من كتب القصة القصيرة جداً في الأردن، بكل ما تحمله هذه القصة من سمات خاصة على صعيدي الشكل والمضمون، لافتين إلى أن قبيلات يعتمد في كتابته للقصة القصيرة على تكثيف الحدث الواحد ليحيل الى أحداث أخرى متضمنة فيه، وبالتالي فان التعبير بهذا الشكل هو تعبير مكثف عن تجربة عميقة ومنعطف حاد في تجربة القاص.

وتتوقف د. مها العتوم عند مجموعته، مبينة أن في هذه المجموعة قصة من نوع اخر وهي لا تفصل عن الشكل السابق ولكنها تبدأ شكلاً جديداً ومميزاً، حيث نجد العديد من الشخصيات الواقعية، من المبدعين في حقول مختلفة في الرواية والقصة والشعر والثورة والفكر باختلاف فروعه ايضا، وهي شخصيات تأثر بها قبيلات في الادب والفكر وشكلت حصيلة تكوينه النفسي والثوري والابداعي.

وتربط العتوم بين مجموعة 1986 والرواية، لانها استفادت من شكل الرواية وبنائها وتقنياتها خدمة ووفاء لنمط جديد من القص. حيث تدور المجموعة حول حياة شخص يعاني ازمة وجودية ومعرفية وانسانية ويعيش الصراع بين السجن الحقيقي والسجن النفسي خارج السجن الحقيقي.

وتبين أن هذا التحديد الزمني هو علامة على تجربة الانسان حين يكون قد مر بالتجربتين معا، وصارع ضيق الحياة في السجن وضيق السجن في الحياة في وقت واحد في العام 1986.

وكان الراحل مؤنس الرزاز من أشد المتحمسين الى قصص قبيلات حيث رأى أن الزمان والمكان وانعكاسهما على حياة الإنسان هو جوهر ما يطرحه قبيلات في قصصه حيث المكان الضيق أو الزنزانة يعنيان توقف الزمن والحرب بين الأمكنة القسرية والأزمنة المتواطئة وحيث الإنسان هو الضحية.‏

من جهته، يرفض قبيلات النظر الى القصة والحكم عليها على أساس الحجم، وعدد الكلمات التي سردت بها.

ويشير الى عدم قناعته بالتسميات الشائعة للقصص القصيرة جدا، لافتا الى أن القصة اما ان تكون قصة مقنعة تؤثر في المتلقي، وتثير لديه الاسئلة وتستفزه، او لاتكون، اذ لا توجد حالة وسط بين القصة وعدمها.

ويعنى قبيلات في كتابته القصصية بالبعدين السيكولوجي والفلسفي، اذ يحرص بجمله القصيرة ومفرداته القوية التي تترك اثرا عميقا في نفسية المتلقي، على نبش ما يختزنه المتلقي في لا وعيه وجعله شريكا له في كتابة قصصه.

وتتناول قصص قبيلات صورة فقدان الانسان لذاته في زمن تتشابه فيه الطرق والاشخاص وانماط السلوك. وتعالج بعض قصصه مسألة الغاية من الحياة، والموت الذي يتربص كل شيء وترصد من جهة أخرى حالة اختناق الانسان المعاصر، الماكث بين جدران الاسمنت، في ظل عفونة ورائحة زاحفة من جميع الجهات.

يذكر أن القاص سعود قبيلات ولد في مليح في العام 1955، وحصل على بكالوريوس علم نفس من الجامعة الأردنية في العام 1982 ومارس بعد تخرجه العمل النقابي، وعمل محرراً في جريدة آخر خبر، وهو رئيس رابطة الكتاب الأردنيين، وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ومنتدى الفكر الاشتراكي.

كما يذكر أن له جملة من المؤلفات منها "في البدء ثم في البدء أيضاً"، "مشي" و"بعد خراب الحافلة".