عمان - الغد - عُقدت في مكتبة الإسكندرية جلسة في مؤتمر الفن الإسلامي في مواجهة التطرف، والتي جاءت تحت عنوان " الفن الإسلامي والآخر"، أدارها، بحسب "بوابة الأهرام" المصرية، حمدان الكعبي، بحضور الدكتور عبد العزيز صلاح سالم، كلية الآثار جامعة القاهرة، والدكتورة شهد زكي عبد الموجود، من وزارة الآثار المصرية، وبرديس عبد الحليم الراجحي، من جامعة الإسكندرية، وإيناس أحمد، جامعة الإسكندرية.
وقال الدكتور عبد العزيز صلاح سالم، إن الإسلام وفنونه يتعرضان للعديد من الاتهامات دون رد فالتراث يحمل العديد من الأدلة الدامغة علي أنه يحمل مفاهيم الحوار والتسامح مع الآخر ويحمل الحوار الثقافي والتسامح والتعددية.
وأضاف أن الفن الإسلامي حافظ على خاصية الوحدة والتنوع في الزخارف المختلفة، فالبداية والنشأة تدل دلالة واضحة على اعتماد مبدأ الحوار في هذ الفن وأن الفن الإسلامي عندما تحاور مع الفنون السابقة أخذ منها وسمح بوجود معطيات تعود إلى الحضارة القديمة، مثل الفن المسيحي في سورية والفن القبطي في مصر بالإضافة إلى الفن الهندي والبيزنطي.
وفيما يتعلق بالصناع أوضح الدكتور عبد العزيز صلاح سالم، أن الفن الإسلامي حمل العديد من أسماء غير المسلمين مثل صامويل بن موسي وموسي بن ميمون وكلها غير إسلامية وأحيانا كانت تنعت بالذمي، فوجود أسماء علي الفن الإسلامي يدل علي المكانة الكبيرة التي كانت تتاح لغير المسلمين.
ورأى أن هناك مساحة للحرية كانت في الخلافة الإسلامية تتعلق برسم تصاوير للمسيح على تحف إسلامية في غاية الأهمية، مستعرضا بعض القطع الأثرية الموجودة التي تدل على تأثر الفن الإسلامي بالفنون الأخرى فضلا عن وجود بعض القطع والتحف التي تعود لعصر الخلافة الإسلامية ما يدل على أنه كان يسمح للصناع بالعمل بحرية، مشيرا إلى أن الغرب المسيحي قدر التحف الفنية الإسلامية ووضعها في أقدس الأماكن.
من جانبها تحدثت الدكتورة شهد زكي عبد الموجود، من وزارة الآثار المصرية، تأثير العمارة البيزنطية على العمارة الإسلامية في عصر محمد علي، مستعرضة بعض نماذج التأثر في المساجد الإسلامية بالفنون البيزنطية والمسيحية مثل متحف أية صوفيا وهو متحف مفتوح يحمل الزخارف المسيحية بجانب الزخارف الإسلامية بجانب ديانات أخرى.
بدورها قالت برديس عبد الحليم الراجحي، إن كل الفنون تتأثر ببعضها البعض ولا يمكننا أن ندرس فن أو حضارة معينة دون الرجوع إلى جذورها وأن الفنان المسلم حرص على توشيح النصوص بواسطة التصاوير وهو ما يسمى بفن المنمنمات الإسلامية.
وأضافت أن المتعصبين من المستشرقين والمتزمتين من الفقهاء استخدموا النصوص دون فهمها فهما حقيقيا وقالوا أن التصوير يتعارض مع الشريعة الإسلامية لذا كان فن المنمنمات هو فن دنيوي ولا يستخدم في المصاحف ورغم ذلك أنهم لم يمنعوا استخدام هذا الفن في الجداريات والتحف الصغيرة. وأوضحت أنه كان في الإسلام تصوير ديني وصوروا لحوادث مشهورة.
وتحدثت " الراجحي" عن تاريخ تزويق المخطوطات وعلاقاتها بصناعة الورق التي ترجع إلى الصين وكيف قاموا بتعليم المسلمين الرسم على الورق وكذلك الرسم، لافتة إلى أن الفن الإسلامي استوعب كل الفنون التي احتك بها من خلال الفتوحات الإسلامية.
من جانبها تحدثت إيناس أحمد، جامعة الإسكندرية، عن علاقة الفن الإسلامي بالفن الهندي، مستعرضة نماذج التأثر بين الفن الإسلامي الفن الهندي وبالتحديد في فن العمارة.
وأشارت إلى أن هذه العمارة والديكورات كانت تستخدم في القصور والإقامة وتم استخدامها في المساجد وكانت هناك الكثير من القنوات التي ساعدت علي التعبير في الفترة ما قبل الإسلام في العمارة ولكي نحلل الدوافع جعلت المسلمين يتجهون إلى العمارة الهندية ويقومون بتقليدها سنجد الفنان المسلم نجح في أعطاء مزيج مميز لهم في عمارتهم.