قال الجيوسي: "إن الكتاب هو عبارة عن سيرة ذاتية من جزأين: الأول توثيق المؤلف أحداث الانتفاضة ببلدته إذنا من محافظة الخليل ودوره فيها، وبعد ذلك تصبح سيرة ذاتية عما جرى له من لحظة مغادرته فلسطين بالتسلل إلى سيناء".
يبدأ الكاتب بالسرد للجزء الأول من الكتاب موثقا الانتفاضة ببلدته من البدايات حين أغلقت الكليات والجامعات والمدارس بقرار الحاكم العسكري وعاد إلى بلدته اذنا تاركا رام الله التي يدرس بها، ليساهم مع الشباب بقيادة الانتفاضة ضد الاحتلال، ساردا أهم الأحداث مع تأكيد دور الأشبال الصغار في الانتفاضة فهم كما يراهم الكاتب: "ورود الانتفاضة وأحلام الثورة ومستقبلها رغم صغر سنهم"، ومواجهة جيش الاحتلال ومستوطنيه بالحجارة مقابل الرصاص.
وأضاف الجيوسي، أن المؤلف يسرد في هذا الكتاب تجربته بالمعتقلات من سجن الخليل إلى الظاهرية ومجدو وعتليت والنقب وكيفية التعامل مع الأسرى في كل معتقل منها، حيث قضى عاما قبل أن ينال حريته ويعود لبلدته، وضمن السرد بسيرته الذاتية والتوثيق لأحداث الانتفاضة تحدث عن اختطاف أخيه المسالم وقتله ورميه في بئر ماء، كما أشار، إلى وفاة والده وما تركته على نفسيته، وتحدث عن تجربة التنقل من مكان لآخر بين الجبال والكهوف ومن بلدة لأخرى في بيوت يجري تأمينها له.
أما في الجزء الثاني من الكتاب وحتى نهاية، فيصبح السرد سيرة ذاتية لرحلته إلى سيناء فهي رحلة ليست سهلة وخاصة حين دخل صحراء سيناء عن طريق الأسلاك الشائكة ولم يجد الشخص ينتظره، لكن بدو سيناء اهتموا به حتى وصل القاهرة وهناك حصل على المساعدة وحمل هوية مصرية سافر بها إلى ليبيا ومن ليبيا إلى تونس بجواز سفر يمني وفره له تنظيمه.