يحظى معرض عمان الدولي للكتاب في دورته الـ "22"، بإقبال كبير من قبل دور النشر المشاركة في هذا الحدث الثقافي الكبير، إذ يعد من المعارض العربية الناجحة، حيث يقام كل عام.
انطلقت فعاليات المعرض هذا العام بمشاركة واسعة من دول عربية وصلت زهاء 22 دولة عربية وأجنبية، بحضور "400" دار نشر، سواء بشكل مباشر أو من خلال توكيلات مع دور نشر أخرى، وحلت دولة قطر ضيفة شرف على المعرض للعام الحالي. وحظيت يوميات المعرض بحضور جماهيري.
يقام المعرض الذي انطلق بـ 21/9/2023 ، والذي يقيمه اتحاد الناشرين الأردنيين، بالتعاون مع وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى، وبرعاية ملكية سامية، وقد جاء تنظيمه "مربكا" بعض الشيء، بسبب توقيت إقامته بين إقامة معارض عربية أخرى، مثل: الانتهاء من معرض فلسطين الذي بتاريخ 17/9/2023، وأيضا معرض الرياض الذي يبدأ افتتاحه في 28/9/2023 ومعرض العراق الذي تزامن انطلاقه مع معرض عمان الدولي للكتاب.
وقع اختيار المعرض على شعار دائم له وهو "القدس عاصمة فلسطين"، لما تمثله المدينة المقدسة في وجدان الأمة العربية، ولتأكيد عروبتها وهويتها الراسخة في قلوب وعقول العرب، مسلمين ومسيحيين، وانسجاماً مع موقف الأردن ملكاً وحكومة وشعباً، وتأكيداً للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
يأتي المعرض العام الحالي في ظل أزمة اقتصادية عالمية وارتفاع سعر الورق والحبر والطبع والشحن، مما انعكس على ارتفاع في أسعار الكتاب العربي المشارك في المعرض، حيث وصل سعر بعض الكتب "13-15" دينارا، في حين أن جيوب المواطن الأردني تعاني من فراغ سحيق.
من جهته علق رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين جبر أبو فارس: "أنسب هذا الإرباك إلى عدم التزام بعض الدول العربية في إقامة معارضها بالتزامن مع معرض عمان الدولي للكتاب، حيث إن تنظيم إقامة المعارض يتم من خلال توزيع أوقات الافتتاح من قبل اتحاد الناشرين العرب، مؤكدا أن هذا التوقيت هو المناسب للمواطن الأردني، كما جاء التوقيت العام الحالي بناء على رغبة الجمهور والانتقادات التي جمعت في الدورة السابقة للمعرض".
وعن اختيار المكان قال أبو فارس: "نحن نعاني من هذه المشكلة منذ زمن، لا يوجد في الأردن مكان لإقامة المعارض، كل دول العالم يوجد فيها أرض للمعارض، إلا الأردن.. للأسف لا يوجد فيها مكان خاص لإقامة المعرض، مشيرا إلى أن أحد الخيارات السابقة، كان إقامة المعرض في منطقة المدينة الرياضية، ولكن بعد دراسة هذا الخيار، استدركنا أنه لا توجد مساحة كافية لمركبات الزوار أو موقف للشاحنات، وعليه تم اختيار هذا المكان "طريق المطار"، رغم أن هناك نقصا في بعض التجهيزات اللوجستية والتنسيقة، لافتا إلى مخاطبة أمانة عمان بضرورة توفير مواصلات لزوار المعرض، إلا أننا لم نحصل على جواب".
وأكد أبو فارس، أن معرض الكتاب يعد من المعارض التي تعمل حركة سياحية في الأردن، فعندما يحضر إلى المعرض أكثر من "1000"، مشارك إلى الأردن، فهذا يعد تنشيطا لحركة الفنادق والأسواق التجارية الداخلية والمطاعم، والمرافق السياحية، وهذا يشكل حراكا ماليا في البلد حتى لو كان قليلا بعض الشيء، فهو تشجيع للسياحة في الأردن، متسائلا: "أين وزارة السياحة عن الحضور إلى المعرض، لماذا لا يتم دعم معرض عمان الدولي من قبل هذه الجهات الرسمية"؟.
ودعا أبو فارس، إلى أن تكون هناك لجنة عليا مشتركة للمعرض في المستقبل، تضم كلا من الوزارات الآتية: "السياحية، النقل، وأمانة عمان، التربية والمؤسسات الثقافية المحلية والرسمية، والجمارك وهيئة الإعلام"، مبينا أنه في الماضي كان هناك اهتمام أكبر بالمعرض، وكانت الجهات الرسمية تتواجد بشكل كبير، ويتم دعم الناشرين العرب والمحليين من خلال مبادرة الوزارات بالشراء من دور النشر المشاركة في المعرض.
وعن الأسعار المرتفعه قال أبو فارس: "هناك ارتفاع عالمي في أسعار الورق والحبر والطباعة، ومع ذلك تم تبليغ دور النشر أن يتحمل الناشر 10 % من تكلفة طباعة الكتاب، ويقدم خصما يصل إلى %20، للجمهور، لأن المواطن يحضر للمعرض من أجل شراء الكتاب الأقل سعرا مما هو موجود في الأسواق، ولكن للأسف بعض دور النشر لم تلتزم بهذا القرار، مع العلم أن الأردن لا تفرض ضريبة على الدور المشاركة في المعرض، ولا يكلف المشارك سواء بدفع تكاليف الشحن والجمرك.
اقرأ أيضاً:
في افتتاح المعرض الدولي للكتاب.. عمّان تتوشح بعباءة الأدب والثقافة