حوار مع الممثل الاردني شاكر جابر

حوار مع الممثل الاردني شاكر جابر
حوار مع الممثل الاردني شاكر جابر

       احمد الشوابكة

     عمان - وصف الفنان الاردني شاكر جابر الدراما الاردنية انها تسير في تراجع مستمر نتيجة عدم اهتمام القطاع العام للمسألة الابداعية, عكس ما في عقد السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم, عندما كان التلفزيون البادئ بإنتاج للاعمال التلفزيونية. كما اعتبر التأثيرات السياسية الدائرة في المنطقة, من الاسباب التي ادت الى اغلاق ابواب شركات الانتاج العربية امام الدراما الاردنية, وبالتالي اصبح هناك حظر على الفنان الاردني في المحطات الفضائية العربية, عكس ما يحدث مع الدراما السورية والمصرية والخليجية التي غزت محطات التلفزة العربية. وشاكر لجأ الى المسرح ليقدم العديد من الاعمال المسرحية, يعرض هذه الايام مسرحية للاطفال وسيشارك في مهرجان تطوان المسرحي في المغرب بمسرحية "الجوكر" التي شارك فيها في مسرح المحترفين الاردني العام الماضي. "الغد" التقته في نقابة الفنانين وأجرت معه هذا الحوار:

اضافة اعلان

 * هل لك ان تحكي لنا عن اسباب انقطاعك عن الشاشة الصغيرة؟

- صحيح انا منقطع عن الشاشة الصغيرة منذ اربعة اعوام, وذلك لقلة انتاج مسلسلات اردنية سواء التراجيديا او الكوميديا, عكس البلاد العربية الاخرى.

 * هل تعتقد غياب القطاع العام من المشاركة في العملية الانتاجية ادى الى تردي اوضاع الدراما الاردنية؟

 - هناك عدة عوامل وراء ذلك, حيث لا يستطيع القطاع العام او حتى الخاص ان ينتج عملا دراميا دون ان يكون له فرصة عرضه على المحطات الفضائية العربية التي تمارس نوعا من الحظر على الفنان الاردني, مما يضطر المنتج الخاص اللجوء لقبول الشروط التي يفرضها الممول الاساسي للعمل في ادخال الممثلين الذين يريدهم, هذا بالنسبة للقطاع الخاص, واما القطاع العام, وأعني هنا التلفزيون الاردني اذا انتج عملا يعرضه على شاشته فقط لانه لا يمتلك حقوق التوزيع, وبالتالي يجب ان يتفق القطاعان العام والخاص على وضع نهج واضح فيما بينهما لخدمة الفن الاردني بمختلف اشكاله وانواعه.

* ماذا يريد الفنان الاردني من القائمين على المشهد الثقافي الاردني؟

 - الفنان الاردني يريد اعمالا, حتى يستطيع ان يرجع الى ألقه الذي عرفه الجمهور العربي في بدايات السبعينيات، عندما كان التلفزيون الاردني الجهة المنتجة والمهتمة في ذاك الحين, ليس للفنان الاردني وانما العربي, والفنان الاردني يطالب بالاعتياش, وان معظم فناني الوطن جالسون ينتظرون الفرج من الانتاج الخاص بأن يمن عليه بدور صغير, حتى يستطيع الاستمرارية ليبقى موجودا على الساحة الفنية.

 * لماذا لجأت للأعمال السرحية في الآونة الاخيرة؟

- بداياتي كانت مع المسرح الذي برزت طاقاتي الفنية فيه, ولن أتخلى عنه لانه ابوالفنون, هذا جانب, والجانب الثاني اين المنتج الذي يقدم اعمالا درامية او كوميديا للفنان الذي يعاني من قلة الاعمال, فلذلك يجب علينا ان نعمل حتى نستطيع ان نوفر قوتنا اليومي.

 * تم في الآونة الاخيرة تشكيل هيئة للانتاج الدرامي, ما رأيك في هذا التوجه, وهل من الممكن ان تتجاوز هذه الهيئة المشكلات التي تعاني منها صناعة الدراما في الاردن؟

 - كل اعضاء الهيئة يعرفون معاناة الفنان الاردني, والقطاع العام, هو المسؤول الاول عن صناعة الدراما بغض النظر عن نوعية العمل سواء كان تلفزيونيا او مسرحيا او اذاعيا او سينمائيا, فعلى عاتقه تقع مسؤولية تطوير ونشر هذا الجزء المهم من الثقافة الاردنية، على مستوى المشهد الثقافي العربي ككل, واذا كان القطاع العام العربي في مجال الدراما قدم الشخصيات الوطنية المعروفة لديه, والتي يفتخر بانتمائها الى بلده, فهل صنع القطاع العام الاردني عملا فنيا عن اي شخصية في تاريخ الاردن واين هو العمل الدرامي الذي يحكي عن شعرائنا وادبائنا المحليين؟! لهذا كله اصبحت الدراما الاردنية الحديثة دون هوية, فهي تنتمي لمن يدفع اكثر لأن القطاع الخاص ينتج ما يمليه عليه السوق, وليس ما يمليه عليه الواجب الوطني, وهنا يأتي دور القطاع العام لإبراز كل الجوانب الحياتية للمكان والاشخاص في الاردن.

 * هل تعتقد ان الميزانية التي تم رصدها للنهوض بالدراما الاردنية كافية لمثل هذا الغرض؟

- بالتأكيد المبلغ المرصود ليس كافيا, لتحسين شاشة التلفزيون الاردني والدراما, وأتساءل مرة اخرى: هل يجوز ان ترصد ميزانية بهذه القيمة للتصدي لمشروع بهذا الحجم وهذه المسؤلية، بينما تتجاوز ميزانيات بعض المهرجانات التي تستمر لأيام قليلة هذا الرقم بكثير. اعتقد ان المشهد الفني في حاجة الى كثير من الاهتمام لإخراجه الى حيز الوجود واعادة ألق الفنان الاردني.

 * نجد ان معظم الاعمال الدرامية ملحمية وتاريخية ولم نرَ تركيزا على الدراما الاجتماعية, ما هو السبب برأيك؟

 - الدراما الاجتماعية الحديثة والبعيدة عن التاريخ, ما تزال قائمة, فمصر ما تزال محافظة على هذا النمط من الاعمال, وكذلك الاعمال الخليجية فهي تتسم بالاجواء الاجتماعية المعاصرة, وهناك ايضا اعمال سورية ولبنانية, ولكن بالنسبة للأردن اعود الى القول بأن هذا الدور للتلفزيون الاردني بالاشتراك مع نقابة الفنانين, لان القطاع الخاص منهمك في اعادة انتاج التاريخ دراميا وذلك من لغايات التسويق .

 * هناك كتاب اردنيون قادرون على كتابة تاريخ هذا البلد؟

 - صحيح, يوجد العديد من الكتاب الذين لهم باع طويل في كتابة النصوص الدرامية او التاريخية وهناك من الكتاب الاردنيين تم الاستعانة بهم لكتابة اعمال درامية للمسلسلات السورية التي تجسد تاريخهم ونجحوا في ذلك, وعرضت في كافة المحطات الفضائية العربية ولها قبول عند المشاهد العربي.

* هل نقابة الفنانين لعبت دورا في خدمة قضايا الفنانين؟

- نقابة الفنانين مؤسسة تتحكم على القانون والانظمة, ولا تستطيع اداراتها تجاوز هذه الانظمة, ولكن لهم دورا في توفير الشؤون الحياتية للفنان مثل التأمين الصحي, ومن الناحية الانتاجية فقد خاضت النقابة التجربة في مسلسل "الانباط" الذي شاركت فيه بدور عادي بناء على رغبتي, وكانت التجربة شبه موفقة لانها اعتمدت على تشغيل الفنانين بهذا العمل عن طريق الفزعة, فأنا لا اعتقد بأن النقابة قادرة على خوض التجربة مرة اخرى, لكنها تستطيع ان تشارك اذا وجدت منتجا اساسيا يمول مشروعا انتاجيا.

 * ما رأيك بالفنان المتكامل الذي يؤدي الدور التراجيدي والكوميدي, وهل الفنان الاردني قادر على تأدية الشقين؟

- الفنان الاردني وفي التجارب التي أداها, أثبت قدرة على اداء "التراجيدي والكوميدي" واعتقد انه فنان عنده كاريزما في تأدية كافة الاعمال, لانه امتهن الفن منذ الصغر.

 * ما هي مشاريعك المستقبلية؟

- هناك اعمال مسرحية, حيث اقدم الان مسرحية للاطفال بعنوان "قرية المعارف" من تأليف رائد التميمي واخراج زيد خليل مصطفى, ويشاركني فيها الممثلون سهير فهد وخليل مصطفى ويوسف يوسف, حيدر كفوف ومي الدايم ومحمد عوض, كما استعد الان للمشاركة في مهرجان تطوان المسرحي في المغرب الذي تبدأ فعالياته يوم الاربعاء الحادي عشر من الشهر الحالي في مسرحية "الجوكر" التي انتجتها وزارة الثقافة من اخراج رائد عودة وتأليف علي الكردي ويشاركني فيها الممثلون ديانا رحمة ونضال جاموس, ونبحث عن جهة من اجل تحمل مصاريف السفر، مع العلم ان المشاركة في هذا المهرجان تأتي باسم الاردن, حيث قمنا بمخاطبة العديد من الجهات الداعمة, ونتمنى ان تدعمنا, كما هناك حديث حول مشروع مسرحي بعنوان "اغنية تركية" سيعرض ضمن فعاليات مهرجان جرش لهذا العام, اود ان اشير الى ان المسرح الاردني جسد الشخصيات الاردنية العامة, عكس الدراما الاردنية،  بدأ شاكر مسيرته الفنية في بدايات السبعينيات, خلال فترة الدراسة، ليلتحق فيما بعد بفرقة "اضواء الفن" المسرحية التي ضمت في عضويتها فنانين امثال عثمان الشمايلة وسعد امين عطية وعبدالاله ابوغوش ومحمود ابوحوشة, ليستمر فيها لسنوات عدة, واشترك في اول عمل مسرحي "العز بهدلة" مع المخرج الاكاديمي عمر حامد وظهر لاول مرة على الشاشة الصغيرة في برنامج "من هنا وهناك" للمخرج الراحل حسيب يوسف, حيث كان عمره لا يتجاوز الخمسة عشر عاما, وهناك اعمال مسرحية كثيرة منها "الشحاذين" للمخرج جميل عواد و"طريق السلامة" للمخرج احمد قدري و"رحلة حرحش وعرس الاعراس" للمخرج خالد الطريفي و"القهوجي" و"رجل مهم" و"ما هو الصحيح يا عليوة" وهناك اعمال مسرحية مع محمد حلمي ومسرحية" آمنة" للمخرج نبيل الخطيب وللكاتب ناهض حتر, كما قدم دورا بسيطا في فيلم "عرس الدم" للمخرج محمد يوسف العبادي واستمر معه ليأخذ دور البطولة في مسلسل "ايام عصيبة" وشارك في مسلسلين "التبر والتراب" و"احلام ملونة" مع المخرج بسام سعد وللكاتب محمود الزيودي وشارك في مسلسلات بدوية كثيرة ومنها "أصايل" للمخرج نجدت انزور وللكاتب محمود الزيودي ومسلسل بدوي "الرمضاء والنار" للمخرج كمال اللحام.