فرناندو مونتانيو راقص كولومبي أسود يندد بمأساة الهجرة

ol765elv
ol765elv

بوغوتا - فر فرناندو مونتانيو من الفقر ليصبح راقصا نجما وهو الكولومبي الوحيد الذي يرقص منفردا في فرقة رويال باليه في لندن. ويجسد الآن حافي القدمين دور لاجئ إفريقي يقضي غرقا.اضافة اعلان
ويؤدي الراقص الأسود دور البطولة في عرض "الرحلة الباروكية" الأوبرالي الذي يندد بمأساة الهجرة العصرية. وقد صمم العمل في إيطاليا العام 2018 وقد حط رحاله في بوغوتا في كانون الثاني (يناير).
قبل بدء العرض في مسرح "كولون"، يقوم الفنان البالغ 33 عاما بتمارين تسخين حاميا رجليه من البرد القارس بواسطة جوارب صوفية سميكة.
وهو اضطر يوما للهجرة. كان يومها في الرابعة عشرة وتظهر عليه بوادر موهبة ستوصله إلى الذروة.
وبات الآن راقصا نجما في إحدى أعرق فرق الباليه في العالم ويريد من خلال فنه أن يكون رسولا للأعداد الهائلة من المهاجرين الذين يغادرون إفريقيا والشرق الأوسط باتجاه أوروبا أو يفرون من الأزمات في أميركا اللاتينية للوصول إلى الولايات المتحدة.
ويقول فرناندو مونتانيو خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس حركة الهجرة هذه "موجودة أينما كان".
ويضيف "لقد كنت مهاجرا لمدة تفوق نصف عمري. اضطررت إلى تعلم لغات أجنبية والتكيف مع مجتمعات هذه البلدان والاطلاع على غناها ونقاط ضعفها". على مدى ساعة ونصف الساعة يستحيل الراقص سمفونية حركات فيما يصمت الجمهور مذهولا أمام قدرته الكبيرة على التحكم بجسمه.
ويؤدي في هذا العرض دور مهاجر ينقذ أربعة إيطاليين خلال عاصفة تسببت بانقلاب مركبهم.
وهو يجنب الأوروبيين الغرق فيما يغرق هو مهجورا على خلفية موسيقى "الصيف" لأنطونيو فيفالدي. ويبلغ تأثر الجمهور في هذه اللحظة ذروته.
في مساء العرض وقبل دخوله المسرح، يُبلغ فرناندو مونتانيو بمأساة حقيقية وقعت في البحر في الكاريبي. فقد غرق مركب وعلى متنه 32 كونغوليا. وكان هؤلاء المهاجرون يحاولون الوصول إلى بنما في طريقهم إلى الولايات المتحدة. وقد انتشلت 19 جثة الواحدة تلو الأخرى.
من مسقط رأسه بوينافانتورا الساحلية التي ينهشها العنف والاتجار بالمخدرات، ما يزال يذكر أجواء البحر وأزيز الرصاص.
والده الرجل الصارم الذي كان يحمل أكياس الإسمنت كان يحلم بأن يصبح نجله لاعب كرة قدم. إلا أن الرقص سيستهوي فرناندو مونتانيو عندما اكتشفه عبر شاشة التلفزيون.
وانضم في سن الثانية عشرة للمرة الأولى إلى مدرسة باليه في كالي. وبعد سنتين على ذلك انتقل إلى كوبا بفضل منحة. وأتى بعد ذلك دور أوروبا والشهرة.
وهو ترعرع في بيئة ذكورية تكثر فيها الأحكام المسبقة لكن الراقص الكولومبي يظن أن موهبته أنقذته من الاضطهاد.
خلال سنواته الأولى في فرقة رويال باليه في لندن كان يتبرج ليصبح لون بشرته فاتحا وحتى "لا يشبه ذبابة في كوب حليب". أما اليوم فهو تخلص من هذه العقدة وبات واحدا من أربعة راقصين سود من بين أكثر من مائة فنان في الفرقة.
لكنه يقول بأسف "أظن انه حتى الآن ما يزالون يفكرون كثيرا قبل منح فرصة إلى راقص أسود. ربما لأن الناس لا يمكنهم تخيل وجود أمير أسود".
ولا ينسى فرناندو مونتانيو أصوله. وهو يتذكر بتأثر والده وطفل من أقاربه حضرا العرض قائلا "لم يسبق لهما أن شاهدا عرض أوبرا وقد أحب الطفل ذلك. وهنا يتبين لي أن هذا الفن غير منتشر كثيرا في أميركا اللاتينية". - (أ ف ب)