" لعيون الكرت الأخضر" لعادل سالم :اختيار الموت على الغربة

 

  عمان -الغد-  عن المؤسسة العربية للنشر في بيروت صدرت مجموعة القاص عادل سالم " لعيون الكرت الأخضر" والتي يهديها إلى "الذين جربوا نار الغربة عن الوطن فقرروا العودة إليه، لأنهم اختاروا الموت بناره بما فيه من فقر وقهر، على العيش في جنة الغربة".

اضافة اعلان

المجموعة تضم 18 قصة تقع في 281 صفحة وهي القصص التي تتنوع بين القصيرة والمتوسطة، حيث تحكي عن واقع الجاليات العربية في الولايات المتحدة الأميركية.

  من بين قصص المجموعة نطالع قصة "بلستينا" وتعني بالإسبانية فلسطين، وهي تنقل حالة الصراع التي يعيشها مواطن عربي هو وزوجته المكسيكية حينما ينفذ بهما حكم الإعدام، أما قصة "من أجل ولدي" فهي تتحدث عن قصة مواطن سوري يطارد من أجل ابنه الذي تخطفه أمه الأميركية، وكيف يخطط مثل أفراد العصابات لخطفه منها وإعادته لبيته.

مقطع من قصة بلستينا..

  "ها هي روزالي أمامه بشحمها ودمها، امرأة عاشت معه عشرين سنة، وكان قدرها أن تعدم معه في التهمة نفسها لم يصدقوه ولم يرحموها.

روزالي تقف أمامه كأنها شبح بعد أن كانت تسحر الشباب بجمالها وغنجها وشعرها الطويل الأشقر، يا ألله لقد فقدت روزالي كل سحرها وجمالها لم يُبقِ لها قرار الاعدام شيئا كأن حسنها وسحرها سيموتان معها كي لا يتمتع بهما أحد بعدها.

هذه هي روزالي التي طلقتُ أم نبيل بسببها، تودع الحياة معي فيما أم نبيل الآن تجلس فى فلسطين مع صديقتها تفرك يديها فرحا لأن الله انتقم لها، هذه روزالي التي أحببتها فعلا لا قولا، لذلك لم أطلقها أبدا.

لم أكن أعرف أنني أختار الموت بدلا من الحياة، من يعرف منا طريق سعادته؟

نظر إليها بملابس السجن كأنها هيكل عظمي، ولم يكن حاله أفضل منها.

نظرت إليه ،نظرة الوداع، ابتسمت، بكت، صرخت ناصر، لا تتركني وحدي، دعهم يعدموننا معا، يدفنوننا معا.

بكى معها.

روزالي، ليغفر الله لنا إن أخطأنا .

حبيبتي الوداع فسوف نلتقي فى الجنة، صدقيني لن أنساك، سأبحث عنك هناك، فى الجنة لن أقبل بديلا عنك كل حوريات الجنة، سنعيش هناك معا مع ابنتنا بلستينا التي سنموت بسببها.

تماسكي يا روزالي.

قالها وهو بحاجة إلى من يشد أزره.

قالت له بعد أن أخبروها بانتهاء الزيارة

الوداع ناصر، الوداع ،أحبك

وأرسلت له قبلة فى الهواء من وجه ملأته الدموع.

التقط ناصر القبلة الأخيرة من الهواء توقف عن البكاء فجأة، قال في سره

هذه ساعة الموت فارحمني يا رب.

اللهم اجعلها موتة سهلة بدون عذاب.

أدخلوه الغرفة غرفة الاعدام، كان كرسي الإعدام في وسط الغرفة الصغيرة التي تشبه غرفة طاقم مركبة أبولو الفضائية أجلسوه على الكرسي، ربطوا يديه على جانبي الكرسي الحديدي وربطوا كل أنحاء جسمه بعد ذلك، وضعوا على رأسه جهازاً أشبه بماكينة تصفيف الشعر لدى حلاقي النساء كانت الغرفة مليئة بأجهزة لا يعرف ما دورها، أسلاك كثيرة كانت تمتد هنا وهناك كاميرات بالغرفة وكان أمامه شباك صغير، يبدو أنهم عندما سيعدمونه سيتفرجون عليه من خلاله كيف يلفظ أنفاسه الأخيرة، شدوا وثاق رجليه لم يعد يستطيع أن يحرك شيئا في جسمه.

يا الله ما هذه النهاية المرعبة؟.

أهذه أميركا التى فرحت ورقصت عندما منحني القنصل الفيزا لدخولها؟ حينها فرحت ورقصت لأنني سأذهب إلى بلد الحرية والعدالة، لم أكن أعرف أنني ذاهب إلى حتفي المؤجل".