منتدون يناقشون "سوسيولوجيا المدن في الحضارة العربية الإسلامية" للدكتور خمش

312
312

عمان-الغد- قال أستاذ علم الاجتماع والسياسات الاجتماعية، في الجامعة الأردنية الدكتور مجد الدين خمش: "تحدثت العديد من الأدبيات عن المدن في الحضارة العربية الإسلامية، حيث أبرزت دور الجغرافيين والمؤرخين العرب والمسلمين في وصفهم للمدينة على أساس المساحة والحجم، وكثرة الجماعات والفئات الاجتماعية والمهن، والرخاء المعيشي للسكان".اضافة اعلان
جاء ذلك في الندوة التي نظمها منتدى الفكر العربي؛ حول كتاب خمش "سوسيولوجيا المدن في الحضارة العربية الإسلامية: طرق التجارة الصحراوية والعلاقات مع أوروبا"، وشارك فيها: الناقد محمد المشايخ، وأدارها د. جواد العناني.
وأشار خمش إلى دور المؤرخين والجغرافيين في إيضاح عوامل نشوء المدن الإسلامية السياسية والإدارية في بغداد وسامراء؛ والعوامل العسكرية في الأمصار، خصوصاً البصرة والكوفة؛ والعوامل الدينية في النجف وكربلاء والكاظمية.
وقال خمش: "إن الحضارة العربية الإسلامية أنتجت سلسلة من المدن الكبيرة والجديدة التي اتخذت منذ بداية إنشائها الطابع العربي الإسلامي كالبصرة والكوفة، وأن أغلب هذه المدن كانت في بداية الأمر معسكرات للجيوش، ومحطات مهمة على الطرق التجارية الصحراوية، وأن بعض المدن الإسلامية القديمة كانت أسواقاً للتبادل التجاري بين الأرياف والمدن، كما كانت منتجة للسلع والبضائع المصنعة للتصدير والاستعمال المحلي".
ونوه خمش، إلى أن المدن الإسلامية بعمومها شهدت توسعاً ونمواً سكانياً سريعاً، وذلك لأهمية دورها في استيعاب هجرات العشائر العربية للاستيطان والاستقرار فيها لدعم الحركة التجارية، وتعزيز الاحتياجات العسكرية المتزايدة للقيام بفتوحات جديدة، الأمر الذي أدى إلى تنوع أساليب الإنتاج في المدن الإسلامية، وعدم القدرة على تحديد ووضع الحدود الفاصلة بين المدن والأرياف.
وتحدث خمش عن مفهوم المواطنة والهوية في المدن العربية الإسلامية، والعلاقة بين الحاكم والشعب، ومفهوم "تريف المدينة"، والعوامل الجغرافية، والموارد الاقتصادية والأنشطة الإنتاجية خصوصاً الزراعة والري، والتجارة، والمهارات والأعمال الحرفية، موضحاً أهمية العمل على تفسير سلوكات الأفراد والأحداث، والعودة إلى جذور المدينة في المجتمعات العربية لتقديم سردية كاملة وواضحة عن تطور المدن في الحضارة الإسلامية.
وتحدث د.جواد العناني عن التحول السكاني من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية، والوسائل التي يتكيف بها كل مجتمع مع هذا التحول، والعوامل التي ينبغي توافرها في المجتمع لإطلاق مفهوم المدينة عليه، والمفهوم الجمعي للمدينة، ودور التجار في تخطيط المدن العربية الإسلامية وشكل العمارة قديماً، مؤكداً أن طرق الحج القديمة تعد جسوراً للتواصل بين الأمصار الإسلامية، ونقل الثقافات والمعارف، وأن لها تأثيراً في الأنساق الاجتماعية للتجمعات الواقعة على تلك الدروب، كما بين د.العناني أهمية العمل على إنتاج دراسات تبحث في التطور الفسيولوجي والتطور الاجتماعي للإنسان، وإجراء دراسات مقارنة حول الاحتياجات الأساسية للإنسان داخل المدن.
بينما تحدث الناقد محمد المشايخ؛ عن التغيرات في شكل العمارة الإسلامية نتيجة التواصل الحضاري، مبينا أنه منذ القرن التاسع عشر جاء التواصل مع أوروبا بتغيرات كبيرة، مبيناً طبيعة التغيرات التي أحدثها الفرنسيون في مدينة القاهرة إبان الحملة الفرنسية على مصر والشام (1798-1801م).
وعن الكتاب قال المشايخ: "لقد تناول بشكل مفصل تخطيط المدن الإسلامية وبنائها، والطوائف والقوميات لسكان هذه المدن، وأن مثل هذه الدراسات تتطلب أن يكون الباحث محايداً وموضوعياً لا ينحاز لأي رأي، ويورد ويناقش الآراء كافة وهو ما فعله د. مجد الدين خمش في كتابه.