"منهج ديكارت" في محاضرة للدبابسة

عمان - الغد - قدم الباحث حامد الدبابسة شرحا فلسفيا معمقا للمنهج الذي اتبعه ديكارت في تأملاته الفلسفية والتي أوصلته الى "الأنا أفكر، أنا اذن موجود"، والتي تعرف بالكوجيتو الديكارتي.اضافة اعلان
وقال الدبابسة في المحاضرة التي القاها في ملتقى الثلاثاء، إن ديكارت قد أسس بهذا الكشف المعرفي للفلسفة الحديثة التي قامت على الذات المفكرة كنقطة ارتكاز للمعرفة الإنسانية.
وتحدث المحاضر في الندوة التي نظمتها الجمعية الفلسفية الاردنية في مقر منتدى الفكر الاشتراكي، عن منهجية ديكارت لافتا إلى أنه "شكي جذري"، قائما على المسح الكامل لكافة المعارف غير اليقينية، مشيرا إلى أن "شك ديكارت قد طال كل شيء الا انه اهتدى أخيرا الى حقيقة انه يشك بكل شيء باستثناء الشك نفسه، والشك يتطلب التفكير وبالتالي فانه لا شك بوجود الذات المفكرة".
"استطاع ديكارت اثبات الذات المفكرة كحقيقة يقينية أولية"، بحسب الدبابسة، فعندما اراد العبور من الفكر الى الوجود عانى من صعوبات منهجية، فبالرغم من تمثل الذات المفكرة للوجود الا انه لا دليل على التطابق بين الفكر والوجود، فربما تكون الفكرة عن الوجود مختلفة عن الوجود الواقعي.
ورأى المحاضر أن ديكارت تجاوز هذه العقبة المعرفية باللجوء الى فضل الله، حيث ان الله هو الضامن لهذا التطابق بين الفكر والوجود، منوها إلى نصوص ديكارت الفلسفية والتي ظهرت في كتاب "مقالة في المنهج"، حيث تعتبر نصوص فلسفية غاية في السلاسة والترابط والانتقال السلس من الفكرة الى الفكرة وفق بناء منطقي لا انقطاع فيه.
واشار الدبابسة ان ديكارت يعتبر مفهوما وواضحا اذا ما قيس بعمانوئيل كانط مثلا، مشيرا إلى أن ديكارت لم يباشر في تأملاته الميتافيزيقية الا بعد بناء ارضية صلبة من العلوم الرياضية والفيزياء، حيث قضى قرابة العشرة اعوام في دراسة العلوم وحقق فيها انجازات تاريخية مثل الهندسة التحليلية.
واشار المحاضر ان تجهيزه العلمي قد ساعده على بلورة نظرية مادية ميكانيكية ظهرت بجلاء في نتاجه الفلسفي، وادت الفلسفة الديكارتية الى انطلاقة كبيرة في العلوم بعد استقلال عالم الطبيعة عن عالم ما فوق الطبيعة.