ناصر الدين الأسد: البحث العلمي لن يزدهر إلا باستخدام اللغة العربية

السلط - دعا الدكتور ناصر الدين الأسد إلى ضرورة إعادة الاعتبار للغة العربية من خلال إعادة تعريب المجتمع بمختلف قطاعاته، لافتا إلى أنّ تلك القضية هي مسؤوليتنا جميعا، وأنّ لغة الأمة تمثل فكرها وأساس تطورها ورقيها.

اضافة اعلان

وأكد الأسد، خلال محاضرة له في مقر رابطة الكتّاب الأردنيين فرع السلط أمس، حول "الهم الثقافي"، على أنه "يجب حماية اللغة العربية التي تعرضت وتتعرض لحملات متلاحقة لطمسها حتى أصبحنا بكل أسف نكاد لا نلمسها بوضوح في أي مجال من مجالات الحياة".

وأضاف أنه على الرغم من وجود ما يزيد على 300 جامعة في بلادنا العربية وبعضها مضى على إنشائه أكثر من 100 عام إلا أنها لم تقدم أي إسهام حضاري للعالم فكلها تدرس باللغة الإنجليزية وابتعدت عن لغتنا العربية، معتبرا أن أي تقدم بالعلم لا بد أن يتحقق بلغة الأمة نفسها، لذلك فحجة أن اللغة الإنجليزية هي لغة العصر، ولا بد من الأخذ بها إذا أردنا التقدم وتحقيق الإنجازات هي خديعة انطلت علينا وأصبحت هذه الحجة باطلة.

وتطرق الأسد إلى موضوع الثقافة والتي عرفها من منظوره أنها تمثل الجانب المعنوي في حياة الإنسان من عقيدة ودين ولغة وفنون وغيرها وتختلف عن الحضارة التي تمثل الجانب المادي من اكتشافات واختراعات مادية تيسر على الإنسان.

وقال "أنا حريص على التمييز بينهما لكي أجيب عن التساؤل الذي يطرحه الغرب "لماذا يكرهوننا"، فنحن نكرهكم لأنكم تعتدون على ثقافتنا التي علينا الحفاظ والحرص عليها مثل أي أمة وتحاولون طمسها من خلال نظام العولمة الجديد فهوية الأمة هي ثقافتها ولن نتنازل نهائيا عن عناصر ثقافتنا.

وتابع "أما الحضارة فنحن جزء منها ولكن لا نريد فقط أن نكون مستهلكين فأصل الحضارة تتمثل في البحث العلمي ونريد أن تكون الحضارة لنا نحن وإن كانت مشتركة بيننا وبينهم".

وأكد الدكتور الأسد أنّ البحث العلمي لن يزدهر إلا باستخدام اللغة العربية وهذا بعيد عن التعصب ومبني على أسس علمية وهذا ما على جامعاتنا القيام به، فالجامعة لها ثلاث رسائل تؤديها الأولى التعليم والتدريس والثانية البحث العلمي والثالثة خدمة المجتمع المحلي، لذلك لا يوجد في العالم كله ما يسمى بالجامعة البحثية فقط، فالبحث العلمي لا يجب التدريس ولكن يكون من خلال المراكز البحثية التي تنشئها الجامعات.

وفي نهاية المحاضرة التي أدارها الدكتور محمد خريسات وحضرها العين مروان الحمود والنائب جمال قموه وفاعليات ثقافية وأدبية وحشد من المهتمين دار حوار موسع بين الدكتور الأسد والحضور حول مختلف القضايا الثقافية والفكرية التي تهم المجتمع.

وكان رئيس الرابطة في السلط الشاعر عيد النسور ألقى كلمة ترحيبية أشار فيها إلى أن هذه المحاضرة القيّمة هي باكورة نشاطات الفرع بعد افتتاحه ليعمل على تفعيل الحراك الثقافي في محافظة البلقاء والسلط.