وقدم الروائي الدكتور أحمد عبد الملك، والأديبة والمختصة بأدب اليافعين شيخة الزيارة، في الندوة التي أدارها الدكتور علاء الدين الغرايبة، وحضرها أعضاء من الوفد القطري الرسمي، وجمهور المعرض، ملامح مهمة عن المشهد الروائي في قطر الشقيقة، مع إطلالة على أدب اليافعين فيها، صاحب ذلك ذكر لأهم موضوعات الأعمال الروائية، وأهم الكتاب، ومعالجة نقدية لبعض الأعمال الصادرة في المشهد السردي القطري.
وقال الدكتور أحمد عبد الملك: "إن البدايات للرواية القطرية كانت كما هي البدايات في المجتمع القطري الذي كان يتشكل من مجتمع يعيش على البحر، وآخر في الصحراء، مضيفا أن البحر وكذلك الأمر بالنسبة للصحراء كان لهما التأثير الواضح في الرواية القطرية".
وأشار أيضا، إلى تأثير الجغرافيا، وبيئة الشاطئ التي تعلقت بالفنون والأهازيج التي تناجي بأصواتها البحر، وتعتب عليه في تغيب البحارة، لذا كان الشاطئ هو محور مهم في بعض الروايات القطرية، ومسرحا لها كمان الحي "الفريج" مسرحا لتنمية الأنماط الثقافية بين الناس، والمسجد أيضا في تمثيله للخير.
وأشار الدكتور عبد الملك، إلى أن الرواية القطرية في بعضها اتكأت على مجتمع النفط، وما صاحب ذلك من تطور في الحياة الحضرية، واستقرار المجتمع، مبينا أن حدوث حالة من التبادل الثقافي وتشكل الوعي تولدت في المؤسسات التعليمية القطرية وتحديدا المدارس بفعل وجود مدرسين عرب، وقد برز التعليم في قطر وامتد تأثيره إلى الآباءـ وهذا كله ساهم في تنمية الشعور بالقومية العربية الأمر الذي أثر في الرواية.
وتحدث عن الموضوعات الاجتماعية التي حفلت بها الرواية القطرية مثل: قضية الميراث، واحتجاجات العمال، تجارة الرقيق في الخمسينيات، والزواج من أجنبية، إضافة إلى توظيف القلاع والحصون، والاستفادة منها في بعض الأحيان، توظيف مواقع التواصل الاجتماعي والكتابة.
وذكر الدكتور عبد الملك نماذج من الرواية القطرية التي اعتبرها عملية توثيق في سياق فني، وأسماء الكتاب الواعدين كاشفا أن عدد الراويات في قطر وصل إلى 172 رواية و70 بالمائة من كتابها شباب، والأمل بالجيل الجديد.
وقال: "إن الرواية ليست ترفا فكريا، وهي ليست عملية نقل فوتوغرافيا مثل الصورة، أي نقل الواقع أو نسخه كما الواقع، وإنما هناك أسس واشتراطات فنية مثل المكان، والزمان، والحبكة، واللغة، والترقيم أيضا..الخ، وينبغي علينا أن نفكر ماذا نريد من الرواية التي ليست ترفا فكريا، وإنما عمل فني يعتمد على الخيال، وعلى التشويق، مضيفا أننا هذا الوقت نريد شيئا جديدا لم يحصل من قبل في الرواية، ولم يتم التطرق إليه، في إشارة واضحة إلى أننا بحاجة إلى موضوعات أخرى لم تتطرق إليها الرواية.
دورها، عرضت الأديبة القطرية شيخة الزيارة، في ورقة لها عن الرواية لليافعين في دولة قطر، مضيفة أن هذا المسمى "أدب اليافعين" مستحدثا، وكان هناك روايات للشباب او المراهقين التي بدأت في أواخر القرن العشرين مع ظهور أسماء جادة تميزت بوعيها الروائي.
وقالت: "إن الكتابة لهذه الفئة تحديدا التي هي من عمر 12-18 تختلف عنها للكبار، إذ يجب أن تتمحور الكتابة التي يجب أن تكون حذرة، حول شخصية اليافع نفسه، واكتشافه لذاته، ونفسه".
وأضافت الأديبة الزيارة، أن الكتابة في أدب اليافعين وإن ظهرت في بداية هذا القرن، إلا أن هذا النوع من الأدب يصنف بأنه من "الأدب المظلوم" بين أدب القصص المصورة، وأنواع السرد الأخرى.
وتحدثت عما وصفته ابتعاد الكتاب عن الكتابة لليافعين على اعتبار أن هذا النوع من الكتابة، يستغرق وقتا طويلا في عملية الكتابة، والجهد المبذول لا يعكس حجم الاستفادة منه حيث إن بعض الناشرين لديهم محددات معينة حول أدب اليافيعن، والقائمة من هذه المحددات لا تحدث باستمرار، بل ولا تتواءم مع ما أنجزه المؤلف، وما يفكر فيه.
ودعت الأديبة الزيارة، إلى النهوض بصناعة أدب اليافعين، وإنتاج محتوى يليق بهم، وأن الرواية تعتبر من أنسب الفنون لتمثيل اللغة لدى اليافع، وكذلك لتقبل لغته النفسية، لأن اليافعين اليوم تهمهم العلاقات، والصداقات، والمساواة..الخ.
وكان الدكتور علاء الدين الغرايبة، استهل الندوة، بكلمة بين فيها أن الندوة هي ليلة الاحتفاء بالرواية القطرية، معتبرا أن الرواية كفن أدبي يمنحنا فرصة الهروب للخيال، والشيء الجميل، وهو ما لا يمكن قوله إلا بالرواية.