ومن خلال الدراسة الوثائقية التي قدمها الدكتور البدور ، ظهر أنه لا الجيوش ولا الشعوب في دول المواجهة العربية مع العدو كانت ، في ذلك الوقت مستعدة لمقارعة عدو شرس منظم ومتحد وعلى جهوزية عالية من التنسيق الشعبي الداخلي مع قواه السياسية العليا التي كانت تمسك بزمام الأمور وتتحرك بمسؤولية وانسجام على قلب رجل واحد وعلى كل المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية .
وأردف الباحث إلى أن الأمر الذي حسم نتيجة المعركة لصالح العدو خلال أيام قليلة لم تتجاوز الأربعة.
وقد لخص المحاضر أسباب الخسارة والهزيمة في غياب الشعوب العربية غيابا كاملا عن مواقع اتخاذ القرارات المصيرية ، وسيطرة العسكر والفئات المتنفذة الأخرى على مفاصل السلطة ، فكانت الفردانية والارتجال هي الدافع الرئيس لسلوك متهور لا تبصر فيه ولا حساب دقيق شامل للتحديات الخطيرة ووسائل مواجهتها بالذي تستحقه من قوة وعزيمة ، كما لم يكن هناك اي حسابات للربح والخسارة وفق موازين القوى الدولية السائدة آنذاك وسياسة فن الممكن.
وقد استمع للمحاضرة جمع نوعي من أعضاء الرابطة ولصدقائهم، أغنوا النقاش الذي دار في نهاية المحاضرة بوعي مسؤول وعقول مفتوحة.