حفل توقيع ديوان "أنام فوق أرصفة جسدي" للشاعرة نصار

جانب من حفل توقيع الديوان في المكتبة الوطنية- (من المصدر)
جانب من حفل توقيع الديوان في المكتبة الوطنية- (من المصدر)
  وقعت الشاعرة فيلومين نصار، أول من أمس، ديوانها "أنام فوق أرصفة جسدي"، في مقر المكتبة الوطنية، برعاية مندوب وزيرة الثقافة ماهر نفش، وقدم الدكتور راشد عيسى ورقة نقدية في الحفل الذي أداره الدكتور خالد الشرايري.اضافة اعلان
الديوان الصادر عن دار البيروني للنشر والتوزيع، يشتمل على من ستة محاور هي: "وشوشاتٌ ومناوشاتٌ على حدودِ القلب"، "مراوغاتٌ ومناكفاتٌ شفافة"، "تمرُّد"، "حوارُ الذاتِ مع الذات" (مساقاتٌ إنسانية)، "كتابُ الثغرِ والبحر"، (ملحمةٌ ثُمَانية) "وطني.. تحيةٌ طيبةٌ وبعد".
قال د. راشد عيسى أن الشاعرة تملك كينونة خصبة من فضاءات الوعي الوجودي، وتحظى بشخصية فريدة قادرة على تطويع العقل لصالح العاطفة، وتدجن العاطفة لصالح العقل، في جدلية تعبيرية مثيرة لها مذاق سراني خاص، وتكتب أفكارا بروح شاعرية وثابة، وبفيض بحر لا ينتظر قدم الأنهار إليه، فهي صاحبة رأي، وتنتصر لكل جميل وتعلم القبيح كيف يكون جميلا.
قال عيسى، إن هذه النصوص هي كتابة شعرية حرة من الوزن الموسيقى التقليدي، ولكن الشاعرة عوضت عن ذلك بالمترادفات الصوتية المتجانسة بالقوافي، التي شكلت ركائز هندسية ذات رنيم إيقاعي يجدد التنغي مالسجعي لنهايات الدافقة الشعورية.
ورأى عيسى أن هذا الكتاب يتكون من اجزاء الاو ينتصر الشعر على الفكر. ونقع على دفقات شعرية رفيعة المستوى، تظهر فيها الأنا العاشقة بمرتبة ديانا أو عشتار في اعتزازها بذاتانيتها، وتوازيها مع الآخر العاشقة، حتى إنها تتفوق عليه أحيانا في إتقان، وانقرأ في هذا الجزء أيضا حوارات بين عاشقين، يهب كل منهما بالمشاعره للاخر عبر ابتكار أجمل الكلام في الإقناع والتأثير والتدلل والولة.
ومن الألم هذه الحوارات الشعورية في الحب، هو ظهور العاشقة بإهاب المرأة سيدة الكرامة، وأميرة الكيان، تقف امام العاشق دولة أمام دولة، وفي ذلك استشعار فكري شفيف لأن تكون المرأة سيدة نفسها، بعيدا عن غطرسة الرجال وعقد تفوقهم. وثمة تأكيد تلميحي جميل بأن المرأة مهما ضعفت حين تحب، فإن لديها كبرياء التوازي والتماثيل.
كما تظهر تقمص المرأة لمشاعر الرجل نادرة جدا في الشعر العربي، مبينا أن نزار قباني هو من اتقن تقمص شخصية العاشقة في اكثر من خمس وخمسين قصيدة، كصيدة "أيظن أني لعبة بيديه".
أما في الجزأين الثاني والثالث من الديوان، فقد برزت فيهما فيلومين ذات القلب الكوني الكبير، الذي ينبض بالحرية والسلام وأنين الفقراء، والحنين للديار المحتلة، واللوئام الإنساني المشروع، والدفاع عن حقوق المظلومين والمهمشين؛ إنها تدافع عن حق الناس في صناعة الحياة التي يريدون، وتتلمس أوجاع الواقع الإنساني بحماسة انفعالية واسعة، وتلك لعمري أسمى مشاعر المحبة الشاملة ومن البدهي في مثل هذا الاشتباك مع هذه المعاني أن يطغى الفكر على الشعرية أحيانا بسبب الحماسية الشعورية الصادقة، وأن تشعر الشاعرة أنها.
في القصيدة التي ناجت بها البطلة العربية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، من أهم النصوص الأدبية التي واكبت مهرجان الرحيل الشريني المقدس برؤى إنسانية تحرج ضمير العالم.
وخلص عيسى إلى أن نصار ذات قلب كونيِّ كبير، ينبض بالحرية والسلام وأنين الفقراء، والحنين للديار المحتلة، وللوئامِ الإنسانيِّ المشروع، والدفاعِ عن حقوق المظلومين والمهمشين؛ تدافع عن حق الناس في صناعة الحياة التي يريدون. وتتلمسُ أوجاعَ الواقعِ الإنساني بحماسةٍ انفعاليةٍ واسعة.
وقرأت نصار أبياتا من قصائد الديوان "كأنَّ شرفاتِ البحرِ استفاقتْ../ تقصُّ لنوارسِ القلبِ كلَّ الحكايةْ/ تدعوني كي أغرقَ بعطرِ خدَّيْكِ/ أعاقرُ أقداحيَ السكرى/ لا ألتفِتُ للنهاية..".
ويذكر أن الشاعرة فيلومين نصّار الحاصلة على بكالوريوس تجارة، تعمل في مجالات العمل التنموي والإنساني واللاجئين. ركّزت في عملها على ضرورة تمكين المرأة اقتصاديًا وفكريًا وكينونةً؛ إضافة إلى تنمية المجتمعات المحلية، وتطوير فكرِ الشباب المحلي وشحذِ انتمائهم لِمجتمعهم.