كتب افتتاحية العدد رئيس التحرير أ.جلال برجس، بعنوان "العصي والدواليب والقطارات السريعة"، وجه من خلالها رسالة للجيل الشاب من الكتاب حول مسارات الكاتب والمحطات التي يمر بها ما بين بدايات الانطلاقة والوجهة المنشودة في دروب الأدب فاستهلها قائلا: "عزيزتي الكاتبة الشابة.. عزيزي الكاتب الشاب، أنا مثلكما، ما أزال أعيش قلقي، وحيرتي، وشكوكي حيال جوانب كثيرة في هذه الحياة، وحيال الكتابة – سبيلنا إلى فهم ما هو غامض – لكنني عبر تلك السنوات القليلة من عمري الأدبي – التي مـر بعضها كما تمر سكينٌ مهترئة بجسد فتي – أعتقد أنني وجدت ما يمكن قوله لكما ربما أكون على نحو ما من الصواب في هذا الجانب، ومن المحتمل أيضا أن أكون على خطأ، لكنني تعلمت أن الأخطاء هي الدليل الأكثر وفاء في هذه المسألة، هذه الحالة غير المطلقة بالطبع في مجمل أركان حياتنا وليست فقط في ما يتعلق بالأدب".
ويضيف برجس: "الكتابة هي قرار حياتي، سترافق نتائجه تفاصيل أيامك التي ستعيشها. مصابا بالقلق، والبهجة، والرعونة، والحماسة، والغرور، وإحساسك أنك ستزيل الغبار عن وجه الحياة، ليبدو على حقيقته الجميلة، لا بد أنك قرأت كثيرا، وجلست في الصفوف الخلفية في المنتديات تنصت بشغف لما يقال، لابد أنك تأملت كثيرا، ووقفت أمام المرآة تنظر بوجهك، ثم أغمضت عينيك لتنصت إلى صوتك الداخلي، إن قمت بذلك فأنت حقا تمضي نحو منطقتك الخاصة، ستكتب وأنت مصاب بالشك مما يؤديه قلمك، ستمزق صفحات وتستقر على بعضها، ستنظر إلى ما كتبه من راقتك كلماتهم، ستحدق بها مليا، وتفكر كيف أنت على هذه الشاكلة، ستكتب وستسعى إلى من ينظر إلى ما فعلت؛ لتتأكد مما أنت مقدم عليه".
يتابع جلال: "ربما تجد من هو على تصالح مع نفسه أمام الكتابة وجدواها، فيشير إلى طريق عليك أن تسلكها، وإلى خطواتك القوية، حينها ستشعر أن الأمر مهم أكثر من ذي قبل، وأن جزءا من العتمة التي تتراكم أمام خطواتك قد تلاشى، ستكرر فعلتك هذه، وتغرق بالكتابة أكثر من ذي قبل، لكنك من جانب آخر، ستجد من يضع العصي في دولابك، ليش لشيء سوى أنك قلت كلمة روحها مشتقة من الشمس، وجذورها تضرب بقوة في قلبك، وقامتها من لحم أمنياتك الكثيرة، ولأنك كتبت بمستوى يدل على قوة ما أنت بصدد الاشتغال عليه مستبقلا يحلم به الكثير، وحين تنجح يصير لك قراء، ومعجبون، ويصبح صوتك مسموعا، سترى العصى تتكاثر بشراهة غريبة، وإن علا صوتك أكثر، ستجد من يحاولون القفز إلى مؤخرة القطار الذي يمضي بك سريعا إلى الأمام، إنها محاولة غير صامتة، محاولة فيها الكثير من السباب، والشتائم، والتصيد، وتجربة النيل منك".
تتضمن مصفوفة العدد، أدب الشباب في الطفيلة..هل غيرت ثورة الاتصالات علاقة الأطراف بالمركز؟. فكانت من إعداد الأديبة نبيلة حمد وشارك فيها كل من: "غاندي النعانعة (على حدود التجربة الإبداعية الجديدة)، زكريا الزغاميم (التاريخ الثقافي في محافظة الطفيلة)، شذى الرواشدة (قامات إبداعية)، نبيلة حمد (هواجس من شرايين الصلصال)، محمد العجارمة (أثر الرواد)، سكينة الرفوع (فسيفسائية بعبق التاريخ).
كما وضمت "البوابة الرقمية" للعدد، موضوعا من إعداد أ.محمد سناجلة بعنوان (صورة الجسد لدى الشباب من الجنسين في وسائل التواصل الاجتماعي). وحاورت الروائية الشابة لين سرسك الكاتب والقاص نبيل عبد الكريم في "ملتقى الأجيال". اشتملت كذلك زاوية "ورد بلدي" على نصوص إبداعية لمجموعة من الكتاب وهم: "كريم الفارس، أسماء العمري، سهير الرمحي، كفاية عوجان، سميرة خالد عرباسي، حلا قبيلات، وفاء زاهر خان.
كما قدمت الكاتبة تغريد أبو شاور، شهادة إبداعية في زاوية "خرائط البوح" بعنوان (أكتب كي أروضَ مشاعري على الأوجاع التي تترصد بها)".
وضم باب "المختبر" المواد الآتية: "المعجم الشعري وحقوله الدلالية في ديوان ''خدعة سيزيف'' للشاعر الأردنيّ حسام شديفات، سعيد بوعيطة، "عيون الغرقى" سردية المهمشين والمثقفين والحالمين المحترقين في أتون الموت والخراب، د. ليندا عبيد، صوت الجيل الجديد في القصة العربية المعاصرة، نصر الدين شردال، الشباب والهوية الوطنية، محمد درويش عواد، زوايا قائمة وحادة ومنفرجة في رواية سوزان خلقي، باسم سليمان، المرأة السورية الشاعرة وتحديات الواقع، جانيت العباس".
وشاركت في باب "مراسيل" الشاعرة والإعلامية المغربية عائشة بلحاج وكتبت: (إكسير الشباب الأدبي)، واختتم العدد في باب "نقوش" بنص لبيان العوضي بعنوان: (بصيرا سيدة المطر والسفوح الخضراء).
ويذكر أن هيئة تحرير المجلة التي يترأسها الروائي جلال برجس تضم كلا من: مدير التحرير الروائي محمد سناجلة، وسكرتيرة التحرير فاديا نوفل، وأعضاء هيئة التحرير؛ الشاعر علي شنينات، والكاتبة زينة المعاني، والقاصة سوار الصبيحي.