عبدالله أخو صحينة يوثق قصصا وبطولات في "مذكرات رجل بسيط"

غلاف الكتاب- (من المصدر)
غلاف الكتاب- (من المصدر)
عمان– صدر عن وزارة الثقافة كتاب بعنوان "مذكرات رجل بسيط: محارب قديم من البادية الأردنية"، للمؤلف عبد الله أخو صحينة.
والكتاب يأتي ضمن خمس سلاسل للنشر، متطورة وعصرية، تطلقها وزارة الثقافة الأردنية تسد النقص في المكتبة المحلية والعربية، وتضم منشورات مهمة في حقول معرفية مختلفة، فجاءت سلسلة فكر ومعرفة، التي تسعى إلى خلق الوعي والإدراك وتنمية التفكير وفهم الحقائق وسباقات التاريخ والحياة، وتفسير النتائج والتجربة الإنسانية، وخلق التأمل الفلسفي ضمن آليات المنطق والتحليل العلمي.اضافة اعلان
في تقديمه للكتاب الذي هو مذكرات شخصية للمؤلف يقول: "إنه تناول في كتابه العديد من المواضيع المختلفة والقصص والأشعار التي كان شاهد عيان عليها، مثل بطولات القوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي- في فلسطين ومنها ما سمعته من والدي ناصر علي رحمه الله)، ومنها ما سمعته من آخرين من أبناء قبيلتي أو القبائل الأخرى، ومنها ما حصل في حياتي وسمعته في الفترة نفسها التي حدث فيها.. ومنها أشعار الشعراء من عشيرة بني صخر، وشعراء من عشائر أخرى، وأشعار لي أنا كتبتها".
ويضيف، أن الهدف من هذه المذكرات هو تأريخ وتوثيق بعض القصص والبطولات والأشعار دون أي محاياة أو مواربة، مؤكدا أن الكتاب هو مذكرات "شخصية وقصص عايشها فكتبها كما هي دون زيادة أو نقصان، وبغض النظر عن رأيي الشخصي في بعضها، إلا أنني قد كتبت هذه المذكرات بلغتي البسيطة التي اختلطت فيها العامية بالفصحى على غير المعهود، وذلك لحرصي على أن تظل القصص والحكايات التي أرودتها طبيعية وصافية، وبعيدة عن التكلف والتصنع والبلاغة، فهي أولا وأخيرا مذكرات رجل بسيط كما جاء في العنوان، ولعل من النادر أن تكتب مذكرات البسطاء، فتقبلوها مني قبولا حسنا كما هي، فإن قدمت ما يستحق القراءة، وإن قصرت فالتقصير من البسطاء يقبله الكرماء".
وتحت عنوان "نبذة عن الكاتب"، يقول أخو صحينة الهقيش: "إنه ولد في منطقة أم الرصاص الواقعة جنوب عمان، وتربى في كنف والده وعاش حياة بسيطة مثل سائر أبناء البادية الأردنية، وتلقى تعليمه على يد خطيب من فلسطين كان يأتي لتعليم الكتابة والقراءة والقيم، وكان يتقاضى من كل طالب "35" قرشا في الشهر مقابل تدريسهم، كما تعلم من والده العادات والتقاليد، فكان معروفا في قبيلة بنى صخر وغيرها من القبائل، لما كان يتمتع به من فطنة ومعرفة بالأنساب "قص الجدو".
ويضيف، في العام 1958 سجلت في الجيش الأردني وخدمت في فلسطين وحضرت حرب 1967، في القدس وأصبت وأنا من المصابين العسكريين وحملت وسام الدم على صدري، وبعد ما يقارب "18"، عاما أحلت إلى التقاعد ومارست حياتي المدنية وخاصة بعد وفاة والدي، وفي العام 1987، قمت بالعمل مع إخواني في حفر الآبار، ثم طالبت بتسمية منطقة سكننا تجمع "أخو صحينة"، وتمت التسمية بقرار من رئاسة الوزراء، وكذلك تسمية مدرسة للذكور وهي مدرسة الشهيد سند ناصر أخو صحينة الأساسية للبنين، وسميت تخليدا لذكرى وفاة شقيقي سند الذي استشهد في فلسطين العام 1948.
ويتابع المؤلف حديثه عن نشأته "في العام 1958 تجندت في صفوف القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي، فقد كان الجيش وما يزال مصنع الرجال، ففي الجيش تعلمت أمورا كثيرة لا تقل أهمية عما تعلمته من والدي ومن الخطيب فتعلمت منه الاعتماد على نفسي والوقوف مع زملائي في السراء والضراء، إضافة إلى انتسابي لدورات عدة زادت رصيدي المعرفي ففي العام 1959، انتسبت لدورة الثقافة وحصلت على شهادة صف سادس وبعدها انتسبت لدورة "خارطة وبوصلة".
كما شاركت مع القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي في صدامات عدة مع جيش الاحتلال الصهيوني والتي يأتي ذكرها في هذا الكتاب بشكل مفصل.
ويتحدث المؤلف عن شقيقه الشهيد سند ناصر أخو صحينة بقوله: "التحق الشهيد سند في صفوف القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي في سن مبكرة حيث كان يبلغ من العمر (17)، عاما وبعد تخرجه تم اختياره ليكون مدربا في العبدلي وقد أرسل في دوره إلى بريطانيا هو ومجموعة من الجيش الأردني لمدة ستة أشهر عادوا مدربين، وكان سند بشهادة رفاقه وقادته من أفضلهم تدريبا حتى أرادوا أن يدخلوه كلية الضباط، ولكن جاءت معارك فلسطين التي خاضها الجيش العربي في كتائب قليلة، كانت أربع كتائب ورغم قلة عددهم وعدتهم، إلا أنهم رجال لا مثيل لهم في جيش العالم في الشجاعة والإقدام، إذ قال عنهم القائد البريطاني كلوب باشا: (والله لو أملك من هؤلاء أهل الجباه السمر الذين عند استلامهم لراتبهم يبصمون بإبهامهم ولا يعرفون كتابة اسمهم لحاربت بهم العالم لأنهم لا يعرفون الهزيمة إما الاستشهاد وإما النصر)".
ويتابع، "كان الشهيد سند أخو صحينة على منطقة جبلية مرتفعة، وكان تبادل إطلاق النيران المدفعية والرشاشة ليل نهار في ذروته ما بين الجيش الأردني والعدو المحتل"، لافتا إلى أن قبر الشهيد سند موجود حيث دفن في المنطقة الغربية الجنوبية من حي الشيخ جراح في القدس، وجرت له مراسم خاصة بمشاركة ضباط وجنود وأهالي القدس ومنطقة الشيخ جراح، وقبره اليوم تحت رعاية مباشرة من عائلة الخطيب الذي يوجد قبره قرب منزلهم في منطقة حي الشيخ جراح.