الأغوار الوسطى.. المترشحون أمام تحدي إقناع الناخبين بقدرتهم على التغيير

لافتات وصور لمترشحين في أحد شوارع الأغوار الوسطى- (الغد)
لافتات وصور لمترشحين في أحد شوارع الأغوار الوسطى- (الغد)

الأغوار الوسطى- تتضاعف حدة المنافسة بين المترشحين في مختلف الدوائر الانتخابية في لواءي ديرعلا والشونة الجنوبية، مع بدء العد التنازلي ليوم الاقتراع للانتخابات النيابية الثلاثاء المقبل، وسط تحركات مكثفة من قبل المترشحين كافة ومؤازريهم، في محاولة منهم لكسب تأييد أكبر عدد ممكن من الناخبين الذين يتلقون وابلا من الوعود من قبل المترشحين بأنهم قادرون على إحداث تغيير في واقع الخدمات ومطالب السكان، في حال نجاحهم.

اضافة اعلان


ويطغى على المشهد الانتخابي في تلك المناطق، التحرك الواسع من المترشحين من خلال الزيارات المنزلية واللقاءات الشبابية والعشائرية، في حين ركزت شعاراتهم على قضايا تخطاب مشاعر الناخبين، خصوصا فيما يتعلق بالفقر والبطالة، والقضايا التي تمس أمنهم المعيشي والاقتصادي.


ويرى مهتمون بالشأن الانتخابي "أن المعالم بدأت تتضح شيئا فشيئا مع قرب موعد الانتخاب، لأن الناخبين أصبحوا أكثر وضوحا في توجهاتهم، الأمر الذي انعكس على تحركات المترشحين الذين يسعون إلى تعزيز حضورهم هنا أو استرداد أصوات هناك"، مشيرين إلى "أن وجود عدد لا بأس به من مترشحي القوائم العامة من أبناء المنطقة سيعزز من مشاركة الناخبين وسيدفعهم للذهاب إلى صناديق الاقتراع".


ومن المتوقع أن تشهد هذه الدورة الانتخابية مشاركة إيجابية في التصويت من قبل الناخبين، في ظل وجود قوائم لها قواعد شعبية في هذه المناطق، التي تسعى من خلال تحركات مترشحيها إلى نشر تطلعات قوائمهم وبرامجها الانتخابية لكسب تأييد أكبر عدد ممكن من الناخبين.


من ناحية أخرى، يقلل ناخبون من قدرة الحملات الدعائية والشعارات التي تبناها المترشحون على كسب تأييد المواطنين، مشيرين إلى أن عوامل العشائرية والمصالح المشتركة هي المحفز الأساسي لاختيار الناخب للمترشح الذي سيمنحه صوته.


ويرى مراقبون للشأن الانتخابي في الأغوار الوسطى "أن انتشار الأحاديث والإشاعات حول عمليات شراء الأصوات سيلعب دورا كبيرا في تغيير قناعات الناخبين"، مشيرين إلى "أن هذه الإشاعات تدفع باتجاه رفع أسهم بعض المترشحين بفرص الحصول على مقعد نيابي، وذلك على حساب مترشحين آخرين".


وأضافوا "أن الغالبية تحارب شراء الأصوات ولا تقبله على نفس أن تنجر إلى سلوك كهذا، وأن من يبرره لنفسه مخطئ بكل الأحوال، أيا كانت حجته، سواء القناعة بأنه لا فائدة مرجوة من العملية الانتخابية أو انتخاب مترشح دون آخر، بالإضافة إلى حجة الوضع المعيشي والحاجة إلى المال، وكلها حجج ومبررات واهية لا يجب أن تكون موجودة نهائيا في المشهد الانتخابي".


من جهة أخرى، شهدت المقار الانتخابية لمعظم المترشحين حضورا لافتا للمؤازرين، خصوصا من فئة الشباب الذين تولوا قيادة الحملات الانتخابية، واستغلال المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي.


وأوضح الشاب شادي النواجي "أن مناطق الأغوار، وبخاصة لواء الشونة الجنوبية، ينقصها الكثير سواء على صعيد البنى التحتية المتهالكة أو غياب المشاريع التنموية المولدة لفرص العمل"، لافتا إلى "أن أهم المعضلات التي تواجه أبناء المنطقة تتعلق بالخدمات الرئيسة، كشح مياه الشرب وارتفاع كلفة فاتورة الكهرباء والانقطاع المتكرر للتيار، خصوصا خلال فصل الصيف".


وأضاف "للأسف، فإن التحديات التي يعاني منها أهالي اللواء ما تزال قائمة رغم الوعود المتكررة، مما يضع المترشحين أمام ملفات عالقة يجب العمل على حلها في حال نجاحهم، لا أن يتم تناسيها كما جرى خلال الدورات الماضية"، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة النهوض بواقع الخدمات الصحية وخدمات البنية التحتية المتهالكة.


أما المواطن هداج العدوان، فأكد من جهته "أن أهالي المنطقة يعانون من فقدان حقوقهم في الوظائف الحكومية لصالح أبناء المناطق الأخرى، مما يتطلب العمل بجدية لتوفير فرص العمل لهم وإنصافهم عبر إعطائهم حقوقهم". 


وأضاف العدوان "أن مناطق الأغوار تعاني من وضع اقتصادي مترد، فاقم من تحديات الفقر والبطالة، خاصة ما بعد مرحلة كورونا، مما يحمل المترشحين ملفات النهوض بالواقع التنموي للمنطقة"، مؤكدا ضرورة إيلاء قطاع الشباب الاهتمام اللازم من خلال إيجاد الأدوات اللازمة ليصبح عنصرا فاعلا في المجتمع.

 

اقرأ أيضا:

  الأغوار الوسطى.. تعويل على مشاركة واسعة في الاقتراع وسط احتدام المنافسة