الأغوار: تعديات تغلق مجرى "وادي النهضة" ومخاوف من تكرار "فيضان 2018"

الأغوار
الأغوار

 تثير عمليات التعدي على حرم الوادي الذي يعبر منطقة النهضة في لواء الأغوار الجنوبية بشكل أغلقت مجراه، مخاوف سكان من حدوث فيضانات شبيهة بتلك التي حدثت عام 2018، عندما دهمت مياه الأمطار ما يزيد على 40 منزلا في المنطقة، وشردت عددا من الأسر، وألحقت في الوقت نفسه أضرارا كبيرة بالممتلكات.

اضافة اعلان

 
ووفق ما ذكر لـ"الغد" عدد من أهالي المنطقة، فإن "وادي النهضة الذي يستوعب كميات المياه الكبيرة المنحدرة من جبال مادبا، هو الذي من المفترض أن يقف حائلا دون فيضان المياه إلى المنطقة السكنية، إلا أن الحواجز المائية التي تقيمها المشاريع الاستثمارية ومخلفات بناء الشاليهات، تسببت بإغلاق مجراه، الأمر الذي قد يؤدي إلى تغير مسار المياه المتدفقة صوب المنازل كما حصل عام 2018".


المواطن أحمد العمارين أشار إلى أن "منطقة النهضة محاذية للجبال من الجهتين الشرقية والجنوبية، وعادة ما تتدفق كميات هائلة من المياه خلال فصل الشتاء من الجبال باتجاه الوادي الذي يشكل حاجزا طبيعيا أمام وصولها للمنطقة السكنية"، موضحا، أن "إغلاق الوادي حتما سيؤدي إلى خروج كميات كبيرة من المياه عن مجراها الطبيعي وفيضانها باتجاه الأحياء السكنية".


وأضاف العمارين، أن "مشكلة فيضان الوادي جراء عدم تنظيف مجراه بشكل مستمر يؤرق أهالي البلدة، خصوصا أنه مليء بالنفايات ومخلفات البناء والردم والأشجار، وغالبية منازل البلدة معرضة للخطر، لا سيما تلك القريبة من مجرى السيل".


ومن وجهة نظر عضو المجلس البلدي خالد العرني، فإن "ما جرى عام 2018 قد يتكرر في أي لحظة، إذ إن إغلاق مجرى الوادي سيؤدي إلى فيضان المياه إلى المنطقة السكنية ما سيعرضها للخطر"، مضيفا، أن "الوادي الذي يخترق البلدة من المنطقة الشرقية مغلق نهائيا بفعل عمليات التجريف التي قام بها عدد من أصحاب الشاليهات وإلقاء الأنقاض ومخلفات البناء".


وما يزيد من خطورة الوضع، وفق العرني، أن "الكسارات المحاذية للبلدة تقوم عادة بعمل العديد من الحواجز المائية لاستغلال المياه في غسل الرمال"، لافتا إلى أن "انهيار أي من هذه الحواجز سيؤدي إلى تدفق كميات كبيرة من المياه التي لن تجد أمامها سوى الفيضان مع وجود كميات كبيرة من الأتربة والأنقاض".


وأكد، أن "أهالي البلدة أبلغوا الجهات المعنية كالبلدية وسلطة وادي الأردن، إلا أنه لم يتم عمل أي شيء، الأمر الذي يثير قلقهم ومخاوفهم، خاصة أن فيضان عام 2018 جاء خلال ساعات بعد منتصف الليل"، مشددا على "ضرورة إعادة فتح مجرى الوادي بشكل عاجل لتفادي أي أخطار قد تلحق بأهالي المنطقة ومنازلهم".


من جانبه، قال رئيس بلدية الشونة الوسطى أحمد علي العدوان، إن "إغلاق وادي النهضة قد يكون له تبعات لا تحمد عقباها"، موضحا أن "أي تدفق كبير للمياه سيخرجها عن مسارها ولن تجد طريقا لجريانها سوى إلى البلدة".


وأضاف العدوان لـ"الغد"، أنه "تمت مخاطبة الجهات صاحبة الاختصاص لتفادي حدوث أي فيضانات، خصوصا مع اقتراب موسم الشتاء"، لافتا إلى أن "كوادر البلدية قامت بفتح وتنظيف كافة العبارات ومجاري الأودية الفرعية ضمن خطتها لمواجهة فصل الشتاء، إلا أن الأهم هو إعادة فتح مجرى الوادي لتمكين المياه من الجريان في مسارها الصحيح".


وردا على استفسارات "الغد"، أكد متصرف لواء الشونة الجنوبية، رئيس لجنة السلامة العامة الدكتور علي الحيصة، أن "اللجنة باشرت منذ أسابيع بتنفيذ خطة طوارئ لمواجهة فصل الشتاء، خاصة فيما يتعلق بالعبارات والأودية من خلال الإيعاز للجهات المختصة كالبلدية والأشغال العامة وسلطة وادي الأردن بتنظيفها كل ضمن اختصاصه لتفادي أي فيضانات قد تحدث نتيجة إغلاقها".


وقال الحيصة، إنه "تمت مخاطبة سلطة وادي الأردن للعمل على إعادة فتح مجرى وادي النهضة، وإزالة أي أنقاض أو أتربة أو تعديات موجودة لضمان انسيابية جريان المياه فيه".


بدوره، أكد مدير تشغيل وصيانة الشونة الجنوبية في سلطة وادي الأردن المهندس مأمون الخرابشة لـ"الغد"، أنه "تم البدء بعمليات تنظيف وادي النهضة وما يزال العمل مستمرا"، موضحا أنه "يوجد تعديات على مجرى الوادي وعمليات وتجريف، وهي السبب الرئيس لانغلاقه".


وأضاف الخرابشة، أن "بعض الأبنية مقامة ضمن حرم الوادي، الأمر الذي تسبب بتقليص سعته وإعاقة جريان المياه بشكل طبيعي، ناهيك عن الخطر الذي يتهدد هذه الأبنية نفسها"، لافتا إلى أنه "سيتم إعداد تقرير بهذه التعديات ورفعها للجهات صاحبة الاختصاص لاتخاذ الإجراءات اللازمة".

 

اقرأ أيضا:

  4 فيضانات سنويا في سويمة.. وأخطارها ما تزال بلا حل