منذ نحو أسبوعين، يعيش سكان العديد من أحياء منطقة الكرامة في لواء الأغوار الجنوبية، معاناة "مُركبة"، فهم بين ناريْ انقطاع المياه طيلة تلك المدة، وعدم قدرتهم على شرائها من الصهاريج الخاصة لارتفاع أثمانها، في ظل ظروف معيشية ومالية صعبة.
تعددت الأسباب والنتيجة واحدة، وفق ما يقول سكان متضررون لـ"الغد"، ذلك أن شبكات المياه قديمة ومتهالكة، ولا عدالة من وجهة نظرهم في توزيع الحصص من المياه، ولا آذان صاغية تستمع إلى الشكاوى وتتعامل معها بجدية، وهذا كله يقود إلى استمرار شبح الانقطاعات بين الفترة والأخرى.
السكان يطالبون بضرورة إعادة تأهيل جميع الشبكات القديمة لضمان وصول المياه لجميع المشتركين في كافة المناطق وتحقيق العدالة في التوزيع، لافتين إلى أن استمرار الوضع الحالي يحرم عددا كبيرا من السكان من المياه ويضاعف معاناتهم.
فيصل سليمان وهو أحد السكان، يقول إن "معاناة الأهالي لا توصف نتيجة عدم وصول المياه لمنازلهم منذ مطلع الشهر الحالي، مضيفا أنه ورغم الشكاوى والمطالبات المتكررة، إلا أن المشكلة ما تزال قائمة في عدد من الأحياء".
وأكد أن "المياه لم تصلهم منذ 15 يوما، في حين أن معاناة بعض الأحياء أكبر كونها مناطق مرتفعة وتصلها المياه بشكل ضعيف حتى في أحسن الأحوال"، موضحا، أن "منطقة الكرامة كغيرها من مناطق الأغوار معظم سكانها من الفقراء ومحدودي الدخل وشراء المياه من الصهاريج بأسعار مرتفعة يثقل كاهلهم ويشكل معاناة كبيرة لبعضهم".
ولا يختلف أبو أحمد في وجهة نظره عما ذكره سليمان، إذ أكد أن "حاجتهم الماسة للمياه تدفعهم إلى اللجوء لشرائها من أصحاب صهاريج بيع المياه الذين يستغلون هذا الوضع"، لافتا إلى أن "الكثير من أهالي البلدة يعجزون عن توفير أثمان المياه في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة".
وأشار إلى أن "مشكلة شح مياه الشرب في منطقة الكرامة ليست بالجديدة، إذ إن وجود الشبكات القديمة المهترئة، أسهم في ضعف وصول المياه إلى عدد من المنازل"، مطالبا بضرورة العمل على إيجاد حل جذري وعاجل للمشكلة وإنهاء معاناتهم.
ولا تقتصر مشكلة شح مياه الشرب على منطقة الكرامة فقط، ذلك أن مناطق أخرى كالروضة والجوفة، يواجه عدد من سكانها المشكلة ذاتها منذ فترة طويلة.
حول ذلك، قال المواطن محمد سلامة، إن "مشكلة وصول مياه الشرب تكمن في تهالك الشبكات التي مضى على إنشائها عشرات السنين، ما يتسبب بفقدان كميات كبيرة من المياه وعدم وصولها للسكان"، مؤكدا أن "بعض المنازل لا تصلها المياه وأخرى تصلها بشكل ضعيف لا يستطيعون معه ملء الخزانات، ما يضطرهم إلى استخدام المضخات الكهربائية، وهو الأمر الذي يزيد من حجم المشكلة".
وأكد المواطن أحمد محمد، أن "مشكلة شح مياه الشرب تشكل معاناة حقيقية للسكان نتيجة حاجتهم الضرورية للمياه سواء للشرب أو للاستخدامات المنزلية"، لافتا إلى أن "غالبية المناطق تمتلئ شوارعها بالمياه المتسربة من الشبكات، في حين تعاني أحياء عدة من ضعف وصول المياه".
وردا على استفسارات "الغد"، أكد مصدر في مياه الشونة الجنوبية، أن "المشكلة تتعلق بالخط الناقل والشبكات الداخلية"، لافتا إلى أنه "تم الانتهاء من مد خط جديد ليغذي المنطقة، والعمل جار على تحسين الشبكات الداخلية بما يضمن وصول المياه لكافة المشتركين في كافة الأحياء".
وأضاف المصدر، بعدما طلب عدم ذكر اسمه، أنه "تم استئناف عملية الضخ منذ يوم أمس حسب البرنامج المعد مسبقا، وسيتم حسب الدور تزويد المشتركين كافة بالمياه خلال الأسبوع الحالي".
وقال، إن "العمل جار على معالجة المشاكل كافة في المنطقة لضمان إيصال المياه لجميع المشتركين في الأحياء كافة"، مشددا على "ضرورة تعاون المواطن بعدم العبث بالمحابس واستخدام المضخات الكهربائية للحصول على المياه والذي يتسبب بحرمان الآخرين من وصول المياه إليهم".
اقرأ أيضا:
إزالة اعتداءات على مياه قناة الملك عبدالله في الشونة