تأخر الموسم بـ "سوق العارضة" يربك قطاعات اقتصادية بوادي الأردن

1696088696362555900
سوق العارضة للخضار والفواكه في وادي الأردن - (ارشيفية)
الأغوار الوسطى – في وقت تشهد فيه مناطق وادي الأردن تراجعا ملحوظا في الزراعات المبكرة، أدى تأخر الإنتاج الزراعي بوادي الأردن إلى إرجاء افتتاح سوق العارضة المركزي للثلث الأخير من شهر تشرين أول (اكتوبر) الحالي، الأمر الذي انعكس سلبا على قطاعات اقتصادية عدة تعتمد نشاطاتها بشكل مباشر وغير مباشر على حركة السوق.  اضافة اعلان
وبحسب مدير السوق المهندس أحمد الختالين، فإن تأخر مواعيد الزراعة نتيجة التغيرات المناخية إنعكس على حجم الإنتاج الخضري، لافتا إلى أن عدم وجود كميات كافية وتجارية أدى لعزوف التجار عن فتح محالهم في السوق.
ويضيف "لا شك أن تأخر الموسم له آثار سلبية على العديد من القطاعات الاقتصادية كالمصدرين وتجار الجملة وأصحاب محال الكمسيون، إضافة إلى العمالة المحلية التي تنتظر بفارغ الصبر بدء العمل في السوق"، موضحا أن سوق العارضة من الأسواق التصديرية التي تعتمد بشكل شبه كلي على التجار والمصدرين لبدء العمل.
ويبين أن تأخر وتراجع الإنتاج للموسم الحالي سيؤدي بطبيعة الحال إلى تأخر افتتاح التجار لمحالهم رغم الكلف التشغيلية المترتبة عليهم، عازيا تأخر الإنتاج إلى العوامل المناخية وعجز المزارعين عن زراعة أراضيهم لقلة السيولة وتخوف آخرون من تدني الأسعار مع استمرار مشكلة التسويق.
ويعد سوق العارضة من الأسواق الموسمية، إذ يبدأ عمله في تشرين الأول (اكتوبر) وينتهي في حزيران (يونيو) سنويا، وهي الفترة التي يندر فيها الإنتاج المماثل للإنتاج الزراعي في دول الجوار والدول الأوروبية المقبلة على أجواء باردة.
ويرى المزارع وليد الفقير أن وجود المصدرين في السوق خلال المواسم الماضية، حافظ على مستويات مقبولة للأسعار، إذ إن افتتاح السوق يوفر على المزارع جزءا من كلف التسويق المرتفعة، مقارنة بتوريد إنتاجه للأسواق المركزية الأخرى، قائلا "إذا استمرت الأوضاع التسويقية على ما هي عليه، فغالبية المصدرين سيعزفون عن الشراء، ما يؤدي لانتكاسة مبكرة لمزارعي الوادي، بدأت موشراتها مع تأخر الإنتاج".
وبين تاجر المواد الزراعية نواش العايد أن غالبية الأراضي في الأغوار الوسطى ما تزال غير مزروعة، في حين يقتصر النشاط الزراعي على مساحات محدودة في مناطق الأغوار الشمالية، لافتا إلى أن تأجيل العمل في السوق لحين ورود كميات كافية يؤثر على العديد من القطاعات التجارية كأصحاب محال المستلزمات الزراعية والمشاتل الذين ينتظرون سداد جزء من ديونهم.
ويشير إلى أن معظم المزراعين يتذرعون بعدم بدء الإنتاج أو عدم التوريد للأسواق المركزية لتأجيل عمليات السداد، مبديا عدم تفاؤله بنجاح الموسم نتيجة ضبابية الرؤية بشأن تسويق الإنتاج خارجيا مع استمرار إغلاق معظم الأسواق التقليدية ووجود الكثير من المعيقات التي تقف حائلا دون تسهيل حركة مرور المنتوجات إلى العديد من الأسواق كتركيا وأوروبا وروسيا ولبنان.
ويلفت إلى أن جميع هذه المعيقات بالإضافة إلى التغيرات المناخية أسهمت في تأخر الإنتاج الغوري واستمرار العمل بالموسم الشفوي وبالتالي تأجيل افتتاح السوق، مبديا تخوفه من تكرار سيناريو الموسم الماضي والذي كان الأسوأ منذ عقود.
ويؤكد عدد من التجار أن تأخر الإنتاج بكميات وافرة دفع بمعظم أصحاب المحال في السوق إلى تأجيل بدء العمل لحين افتتاح السوق بشكل رسمي، موضحين أن الإنتاج في وادي الأردن ما يزال في بدايته وما يتوفر من إنتاج قليل يورد الى سوق عمان المركزي، وعملهم في ظل الكميات المنتجة حاليا لن يمكنهم من تغطية نفقات عملهم.