وادي الأردن – فيما ما يزال طريق دير علا الشونة الجنوبية يحصد المزيد من الأرواح نتيجة تردي بنيته، يجدد الأهالي مطالباتهم بضرورة توسعته وإنارته للحد من حوادث السير المتكررة والمروعة.
الطريق الذي يمتد لحوالي 33 كم يعاني غياب الاهتمام رغم مرور أكثر من 70 عاما على إنشائه، إذ ما يزال بمسرب واحد رغم حركة السير الكثيفة خاصة للمركبات الزراعية والشاحنات والقلابات التي زادت من سوء بنيته.
ويبين عدد من الأهالي والمزارعين لـ"الغد" أن الزيادة السكانية وتنامي النشاط الزراعي في المنطقة، فضلا على أن الطريق يشكل همزة وصل بين العاصمة ومعبر الشيخ حسين، زاد من خطورته، موضحين أن الطريق ما يزال بمسرب واحد ترتبط به عدد كبير من الطرق الفرعية سواء كانت طرقا زراعية أو طرقا تخدم تجمعات سكانية.
ويوضح محمد طلال، أن الطريق ما بين دير علا والشونة الجنوبية يعاني من بنية تحتية متردية، إذ تكثر فيه الحفر والمطبات ولا يوجد أطاريف ما تسبب في أحيان كثيرة بحوادث سير مميتة، مضيفا أن كثافة حركة السير على مدار ساعات اليوم فاقم من سوء وضع الطريق مع مرور عدد كبير من المركبات المحملة بالمنتوجات الزراعية والشاحنات التي تقل البضائع من وإلى معبر الشيخ حسين.
ويشير إلى أن خطورة الطريق تكمن في أنه ما يزال بمسرب واحد باتجاهين ويفتقر لأدنى متطلبات السلامة العامة، لافتا إلى أن غالبية الحوادث المرورية تحصل نتيجة السرعات الزائدة سواء والتجاوز الخاطئ وعدم وجود أطاريف تسمح للسائقين تفادي المركبات المقابلة.
ورغم عدم وجود إحصاءات رسمية لحوادث السير على طريق دير علا الشونة الجنوبية إلا أن التقديرات تشير وفاة العشرات نتيجة حوادث السير المتكررة.
ويؤكد المزارع وليد الفقير، أن الطريق بوضعه الحالي يشكل خطورة كبيرة على مستخدميه، مبينا أن الوعود المتكررة بتأهيله وتوسعته لم تنفذ إلى الآن رغم الحاجة الماسة لذلك، في حين تقتصر الجهود على ترقيع الحفر بين الحين والآخر.
وتابع: "بات من الملح العمل على توسعة الطريق الذي حصد أرواح الكثيرين ليصبح بمسربين، مع ضرورة العمل على إضاءته، خاصة وأنه يخترق العديد من التجمعات السكانية"، مشددا على ضرورة توفير متطلبات السلامة المرورية اللازمة، بدءا من صيانته وتأهيله بشكل عاجل، ووضع الإشارات التحذيرية ورسم خطوط فسفورية على جوانبه لتفادي خروج المركبات.
ويوضح أحد سائقي سيارت النقل الزراعي، أن أخطر ما يتعرض السائقين خلال استخدامهم للطريق هو عدم وجود أطاريف تسمح للسائق بالخروج عن المسرب في حال اضطر لذلك، ما تسبب بكثير من الحوادث المرورية، لافتا إلى أن المخاطرة بالخروج عن المسرب يزيد من احتمالية انقلاب المركبة كما حصل في كثير من الحوادث.
ويؤكد عدنان حسن، أن حركة السير الكثيفة التي يشهدها الشارع وعدم صلاحيته من الناحية الفنية أدى إلى حدوث الكثير من الحوادث المميتة، منوها إلى أن الطريق يشهد أزمات مرورية كبيرة مع سلوك عدد كبير من المركبات الزراعية والشاحنات الكبيرة.
ويقول "آن الآوان لتوسعة وإنارة هذا الطريق المهم؛ لأن طبيعة المنطقة الزراعية ووجود آليات زراعية غير مؤهلة للسير على الطرق الرئيسية وعدم مراعاتها لمتطلبات السلامة المرورية ضاعف من حجم المشكلة"، موضحا أن الطريق بوضعه الحالي لم يعد يلبي الحاجة؛ لأن عدد المركبات حاليا تضاعف كثيرا مقارنة مع ستينيات أو سبعينيات القرن الماضي.
بدوره يؤكد نائب رئيس مجلس المحافظة عبدالله العدوان، أن تعبيد وتأهيل الطريق وضع على سلم الألويات خلال المرحلة المقبلة، إذ سيتم العمل على توسعة الطريق الحالي وإنارته حال توفر المخصصات اللازمة، موضحا أنه تم تعبيد جزء كبير من الطريق الذي يربط الشونة الجنوبية بمنطقة الكرامة على موازنة العام الماضي والعمل جار على تعبيد حوالي 6 كم من منطقة الكرامة باتجاه الشمال.
ويؤكد عضو مجلس المحافظة أحمد السكر، أن العمل في طريق دير علا الشونة الجنوبية يقسم على جزأين، الأول من موازنة لواء ديرعلا والآخر من موازنة لواء الشونة الجنوبية، موضحا أنه جرى خلال العامين الماضي والحالي تنفيذ عطاءين لتوسعة وتعبيد مسافة 10 كم بكلفة 525 ألف دينار، وجرى رصد مبلغ 400 ألف دينار لتوسعة ما أمكن من الجزء المتبقي والبالغ 7.5 كم.
من جانبه يبين مصدر في وزارة الأشغال العامة، أن توسعة الطريق الدولي تحتاج لمخصصات كبيرة والمبالغ المخصصة من موازنة مجلس المحافظة سنويا لا تكفي لعمل مسربين أو توسعته وتعبيده بشكل كامل، مبينا أن الوزارة تقوم سنويا بصيانة الأماكن التالفة والتي تشكل خطورة على سالكي الطريق للحد من وقوع المزيد من الحوادث المرورية.
اقرأ أيضا:
إزالة اعتداءات على قناة الملك عبدالله في دير علا