محمد سمور
البلقاء - تطوير السياحة بالسلط، قناعات رسمية وشعبية، تعززها ما تزخر به المدينة من مقومات جاذبة لاحتضانها العديد من المواقع الأثرية والتراثية ترفع قيمتها طبيعة وتضاريس المدينة الخلابة، فيما استغلالها تعيقه جملة تحديات ليس أقلها أهمية، تطوير البنية التحتية والتنظيمية واستحداث البرامج السياحية والترويج المكثف لها، بهدف زيادة أعداد السياح وإطالة مدة تواجدهم.
هذه القناعات المتجددة، شكلت نواة لحراك مكثف ترجمته اجتماعات عقدت في الآونة الأخيرة لبحث سبل تطوير السياحة بالسلط وتذليل المعيقات، مع التركيز على ضرورة مواصلة اللقاءات التي تضم جهات رسمية وشعبية.
وفي مراجعة لمخرجات نقاشات لقاءات واجتماعات تطوير السياحة في السلط، فإن الفهم العميق للتحديات كان حاضراً ويؤشر إلى حجم الاهتمام، فيما التطبيق على أرض الواقع يبقى محط تساؤل خاصة وأن أي توصيات أو أهداف يحتاج تطبيقها إضافة إلى جهود مشتركة توفر الدعم.
ومن بين أبرز تلك الاجتماعات، اجتماع عقد اخيراً في مبنى محافظة البلقاء، بين المحافظ فراس أبو قاعود، وعدد من الناشطين والمهتمين بالشأن السياحي من أبناء مدينة السلط، واجتماع آخر بين مدير سياحة محافظة البلقاء، محمود عربيات، ومجموعة من الشبان والشابات.
وطرح المشاركون في الاجتماع الذي حضرته "الغد" في مبنى المحافظة، عددا من الملاحظات التي تحتاج إلى إعادة نظر أو تطوير، مثلما طرحوا أفكارا لمشاريع ريادية من شأنها استغلال القيمة الدينية والتاريخية والأثرية لمدينة السلط ومحافظة البلقاء.
وتحدثوا عن أهمية التشبيك بين القطاعين الخاص والعام، وتأهيل البنية التحتية، وإزالة كل المظاهر التي تشوه المشهد الحضاري، والمضي بفكرة المسارات السياحية، والسعي لإطالة مدة تواجد السياح، وتكثيف جهود الترويج، واستغلال البيوت التراثية، بالإضافة إلى العديد من الأفكار والطروحات التي من شأنها النهوض بواقع القطاع السياحي، وتوفير فرص عمل.
هذه الطروحات والأفكار ستكون مرة أخرى محط نقاش في اجتماع من المقرر عقده الأسبوع المقبل على أن يأخذ صفة "الموسع"، وفق ما اكده ابو قاعود لـ"الغد"، والذي اوضح أنه سيتم خلال الأسبوع المقبل، عقد اجتماع موسع يضم الناشطين، والمسؤولين في مختلف الجهات المعنية، للتعمق أكثر في واقع القطاع السياحي، ورفع سوية التنسيق والتشاور بين الجميع.
وأشاد أبو قاعود، بدور أبناء المجتمع المحلي في دعم الجهود الرامية للارتقاء بمدينة السلط، لا سيما فيما يخص القطاع السياحي، مؤكدا أنه سيتم التعامل مع جميع الملاحظات والأفكار المطروحة بالشكل المناسب.
وفي عرض مفصل للتحديات والطروحات يؤكد الناشط الاجتماعي وأحد المهتمين بملف السياحة بالسلط، وائل عربيات، أن ملف السياحة في مدينة السلط، يعد واحدا من أبرز الملفات التي يعول عليها أهالي المدينة، في تنشيط الحركة التجارية، وإيجاد فرص عمل للشبان والشابات، فضلا عن أهمية القيمة التاريخية والدينية والأثرية للمدينة، التي يجب أن تنال المكانة المناسبة التي تستحقها.
ويطالب عربيات، بضرورة رفع وتيرة التنسيق بين جميع الجهات المعنية بملف السياحة، سواء كانت قطاعا خاصا أو عاما، وتفعيل دور القطاع الخاص كشريك مؤثر ومهم.
وتطرق إلى ضرورة تواجد شرطة سياحية في المدينة، بالإضافة إلى وضع لوحات إرشادية للزوار والسياح القادمين من خارج المدينة ومن خارج المملكة، لتسهيل عملية تنقلهم من مكان إلى آخر.
وفي ذات الخصوص، يدعو الدكتور حازم النسور وهو مهتم بالشأن السياحي للمدينة، إلى ضرورة تطوير البنية التحتية والتنظيمية في المدينة، معتبرا أن بقاءها على ما هي عليه، يشكل بيئة طاردة للزوار والسياح.
كما شدد النسور على ضرورة تشكيل لجنة توثق تاريخ السلط من قبل نخب أكاديمية مشهود لها، بحيث يتم اعتماد التوثيق في عمل الأدلاء السياحيين بعد تدريبهم عليه، مشيرا إلى أن ذلك يحول دون تقديم معلومات غير صحيحة أو غير دقيقة للسياح من قبل بعض الأدلاء الذين يفتقرون للمعلومة الدقيقة، ويقدمون معلومات مغلوطة.
وتحدث كذلك، عن أهمية تطوير مسارات سياحية داخل المدينة، والسعي لإطالة مدة إقامة السائح، مشيرا إلى أنها لا تتجاوز 40 دقيقة.
أما الدكتور مثقال عربيات، فركز على ضرورة التعامل باهتمام أكبر فيما يتعلق بالمشهد الجمالي للمدينة، وإزالة جميع المظاهر التي وصفها بـ"غير الحضارية".
وأشار عربيات، إلى تجمعات عشوائية للعمالة الوافدة في أماكن يزورها السياح أو يمرون عبرها، مطالبا بتخصيص أماكن تجمع لهم بحيث لا تقطع أرزاقهم.
كما اقترح تركيب "مظلات"، في شارع الحمام، بحيث تعكس مشهدا جماليا وبكلفة مالية بسيطة، لافتا من جهة أخرى، إلى أهمية إنجاح فكرة استحداث أكشاك في ساحة العين كونها مشاريع شبابية ريادية تحد من البطالة.
رسميا، يقول مصدر في مديرية سياحة البلقاء، إن المديرية ترحب بأي أفكار أو طروحات من شأنها خدمة القطاع السياحي في المحافظة، إلا أنه أكد أن هناك الكثير من الأفكار التطويرية التي تحاكي تجارب دول متقدمة في ملف السياحة، لا يمكن تطبيقها كونها تحتاج إلى ميزانيات مالية كبيرة يصعب توفيرها.
وأضاف، أن المديرية عملت وتعمل باستمرار، على معالجة أي خلل قد يؤثر سلبا على الحركة السياحية في مدينة السلط والمحافظة ككل، وذلك ضمن الإمكانيات المتاحة وحسب الأولويات، مؤكدا أن باب المديرية مفتوح لجميع الآراء والمقترحات من قبل مختلف الأجهزة المعنية والقطاع الخاص والمجتمع المحلي.
وتطرق المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، إلى أن الحركة السياحية في مدينة السلط تحديدا، شهدت تحسنا لافتا على مستوى الزوار من داخل المملكة، والسياح من خارجها، مشيرا إلى أن الحركة ستتحسن أكثر مستقبلا مع تنفيذ العديد من الخطط المتعلقة بالسياحة في السلط والبلقاء.