"عصائر الطرق".. مصدر رزق رمضاني لشبان تحت طائلة المسؤولية

محمد سمور – معروف أنه وفي شهر رمضان المبارك، يزداد الطلب على العديد من أصناف العصائر، لا سيما (التمر الهندي والعرقسوس والبرتقال والليمون والخروب وغيرها)، بوصفها “مشروبات رمضانية” تروي ظمأ الصائمين، وهو ما يشجع على انتشار بيعها بشكل لافت على الطرق.

وبيع العصائر على الطرق بالنسبة للعديد من الشبان، يعد فرصة موسمية لا ينبغي تفويتها، كونها تحقق لهم مصدر دخل يساعدهم في مواجهة ظروفهم المعيشية الصعبة، لكن الأمر يصطدم بمخاطر صحية ومساءلة قانونية. في محافظة البلقاء، يبدو أن تلك الظاهرة باتت أكثر انتشارا مقارنة بسنوات سابقة، فيما أصدر محافظ البلقاء الدكتور فراس أبو قاعود تعميما لعدد من البلديات قبل أيام وأطلعت “الغد” على نسخة منه، طالبها فيه بعدم منح أي تصريح لبيع العصائر على الطرقات، إلا بعد حصول البائع على موافقة من المؤسسة العامة للغذاء والدواء. ويأتي هذا التعميم وفق ما أكد مصدر في المحافظة لـ”الغد”، حفاظا على السلامة العامة، وضمان أن تكون العصائر مستوفية للشروط الصحية، وأن يكون الأمر منظما ضمن ضوابط وليس بعيدا عن الرقابة. وقال المصدر، إن الإجراء من شأنه أن يحمي البائعين أنفسهم من أن يكونوا سببا بالإضرار بصحية غيرهم، وبالتالي تعرضهم لمساءلة قانونية وعقوبات، وكي يكون عملها مرخصا وخاضعا للرقابة، مشيرا إلى ضرورة تحقيق المصلحة العامة في ضمان أن تكون العصائر مطابقة للشروط والمعايير التي تحددها المؤسسة العامة للغذاء والدواء. وفي جولة لها، استمعت “الغد” إلى العديد من الشبان الذي يقومون ببيع عصائر على الطرقات، حيث أكد بعضهم أنه اعتاد على هذا الأمر منذ سنوات طويلة في كل شهر رمضان، بينما قال البعض إنهم لجأوا لهذا العمل أول مرة خلال شهر رمضان الحالي، بسبب حاجتهم لمصدر دخل. وقال أحدهم ويدرس تخصص هندسة المساحة في إحدى الجامعات ويبلغ من العمر 20 عاما، إن فكرة العمل في بيع العصائر خلال شهر رمضان راقت له كونها “بسيطة وسهلة التحضير” على حد قوله، وتمكنه من إيجاد مصدر دخل يساعده على الأقل في توفير مصاريفه الشخصية أو مساعدة عائلته. وأضاف شاب آخر، أنه لم يسبق وأن طلب منه إصدار موافقة من مؤسسة الغذاء والدواء، رغم عمله في هذا المجال منذ 4 سنوات، مضيفا أنه لا يعلم أساسا عن طبيعة الإجراءات للسير بهذا النوع من المعاملات، ومشددا في الوقت ذاته على أنه يبيع العصائر طازجة، حيث يحضرها في المنزل ويعرضها للبيع قبل وقت الإفطار بنحو ساعتين دون تعريضها لأشعة الشمس المباشرة. شاب ثالث يقول، إنه “لا يوجد من يخاطر بصحة الزبائن ويعرض نفسه للمساءلة القانونية، لذلك يحرص كل البائعين على أن تكون عصائرهم طازجة وسليمة”، معتبرا أن “الدخول في دوامة المعاملات الرسمية قد يحرمهم مصدر رزقهم، خصوصا إذا كانت الشروط معقدة وصعبة التحقيق بالنسبة للبائعين”. من جهته، قال مصدر في المؤسسة العامة للغذاء والدواء لـ”الغد”، إن نطاق عمل المؤسسة فيما يتعلق بالعصائر، يقتصر على المحلات المرخصة فقط، ولا يشمل الباعة على الطرقات. لذلك، يؤكد المصدر، أنه لا موافقات تمنح لهؤلاء الباعة، طالما أنهم غير مرخصين كمحال تجارية تكون الرقابة متاحة فيها على مشاغل الإعداد والمواد الأولية لصنع العصائر، وأخذ عينات للفحص المخبري. ولفت إلى أن هناك من يضع “أصباغا وملونات غير مسموح بها في العصائر”، فضلا عن أن هناك من يعرضها في عبوات بلاستيكية لساعات طويلة تحت أشعة الشمس، بالإضافة إلى التلاعب بتواريخ الإنتاج أو عدم وضعها، مؤكدا أن صلاحية أغلب أنواع العصائر الرمضانية هي يوم واحد فقط.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان