وادي الأردن – فيما يجهد معنيون ومزارعون بإيجاد سبل مكافحة متنوعة للقضاء على "سوسة النخيل"، الخطر الأكبر على قطاع النخيل، يزداد الحديث عن إمكانية استخدام الكلاب المدربة للكشف المبكر عن الحشرة، كوسيلة جديدة تستخدم في دول أخرى بانتظار أن تمنح فرصة لتجربتها في الأردن.
ووفق مزارعين، فإن استخدام الكلاب المدربة للكشف عن "سوسة النخيل"، أمر لم نعهده من قبل، وستبقى وسيلة المكافحة هذه قيد التجربة لحين أن يثبت نجاحها.
وبينوا أن العديد من المزارعين لن يتوانوا عن اللجوء لأي طريقة ما دامت فعالة وغير مكلفة وتنقذ أشجارهم من أخطر آفة على النخيل والتي تسببت لهم بخسائر كبيرة خلال العقدين الماضيين.
ويؤكد المزارع عبدالوالي الفلاحات، أن آفة "سوسة النخيل" باتت تشكل مصدر خطر حقيقيا على أحد أهم الزراعات الاقتصادية في الوادي ما يتطلب تكاتف جهود الجميع لمكافحتها بدءا من المزارع نفسه، إذ إن أي مزرعة، لا تجد الخدمة والعناية المناسبة، تبقى ضعيفة ومعرضة للإصابة أكثر من غيرها.
ویشیر إلى أن صعوبة اكتشاف الإصابة بالمرض في مراحله الأولى، يعتبر مشكلة كبيرة للمزارعين خاصة ممن يجهلون التعامل مع هذه "الآفة"، ما يتطلب وجود كوادر مؤهلة ومدربة على كشف الاصابة بـ "سوسة النخيل" والتعامل معها بشكل عاجل لتلافي انتقالها إلى الاشجار السليمة، مؤكدا أن الأردن يعتبر من الدول المتقدمة التي تستخدم أحدث وسائل واساليب الوقاية والمكافحة الحديثة.
ويلفت الفلاحات إلى أن اساليب الكشف عن الاصابة متعددة منها استخدام الكلاب المدربة، إلا أن هذه الطريقة لا تقارن بالتكنولوجيا الحديثة من حيث الكفاءة والكلفة، لافتا إلى أن استخدام الكلاب للكشف عن سوسة النخيل يمكن ان تكون قد حققت نجاحا في دول أخرى إلا أنها لم تتم تجربتها حتى الآن.
ويشدد عدد من المزارعين على ضرورة أن تخضع أي اساليب مكافحة لدراسات وافية لجميع الجوانب بما في ذلك الكلف المترتبة على المزارع، موضحين أن استخدام الكلاب يتطلب أن تكون مدربة وبرفقة مدربين سواء على الصعيد الشخصي او على صعيد الشركات العاملة في هذا المجال.
ويقول المزارع قصي غوانمة إن "استخدام الكلاب المدربة في الكشف عن سوسة النخيل أمر لم نسمع به من قبل، ولا يتوفر لدينا أية معلومات عن كيفية العمل وجدواه في الكشف عن الإصابات وتكلفته المادية وغيرها من الأمور المتعلقة بهذه التقنية"، مطالبا الجهات المعنية بالبحث في استخدام هذه الطريقة وكفاءتها وكلفتها على المزارع.
ويضيف "العالم في تطور مستمر وقد وصلنا في الأردن الى احدث الطرق التكنولجية المتطورة في الكشف عن الاصابة بسوسة النخيل بكفاءة عالية وكلفة أقل من الاساليب الاقدم"، معتبرا أن الأهم هو الوصول إلى طرق أسهل وأسرع للكشف عن الاصابات واتخاذ التدابير الوقائية والعلاجية للحد من انتشار الآفة.
ويرى رئيس جمعية التمور التعاونية الزراعية رائد الصعايدة أن أكثر ما يهم المزارع هو الحفاظ على أشجار النخيل خالية من الإصابة بهذه الآفة، واستخدام أحدث الأساليب الكفؤة التي تعطى نتائج سريعة، لأن سرعة الكشف عن الاصابة تتيح للمزارع استخدام طرق المكافحة المناسبة للقضاء عليها، مشيرا إلى أننا بوادي الأردن وصلنا إلى مراحل متقدمة بالكشف عن الاصابات وطرق مكافحتها باستخدام تكنولوجيا الكشف المبكر والتي تصل نسبة نجاحها إلى 100 %.
ويوضح أن تجربة استخدام الكلاب المدربة يمكن أن تؤتي نتائج إيجابية، إلا أننا لا نعلم إلى الآن مدى كفاءتها وقدرتها على الحد من انتشار آفة سوسة النخيل وكلفتها على المزارع مقارنة بالاساليب الأخرى، خاصة وأن استخدام الكلاب من فصائل محددة ويحتاج إلى تدريب مستمر ومدربين، وكل ذلك سينعكس على كلف العمل الزراعي.
ويؤكد الصعايدة على ضرورة رفع الوعي لدى المزارعين للوصول الى الهدف المنشود وهو القضاء على آفة سوسة النخيل، بدأ من توعيتهم على طرق الكشف المبكر والمكافحة وطرق علاج الأشجار المصابة وضرورة العمل بروح الفريق الواحد للحصول على أفضل النتائج.
وتعد آفة سوسة النخيل آفة دولية عابرة للحدود، ظهرت في الأردن مطلع العام 2000، وتستطيع الحشرة الطیران بمعدل 5 كلم یومیا، وغالبا ما تنتشر مع وجود اشجار مهملة سواء في مزارع خاصة أو في الشوارع أو في الحدائق المنزلیة.
ويؤكد خبراء أن استخدام الكلاب المدربة للكشف عن الاصابة بسوسة النخيل أثبت كفاءته في العديد من الدول كمصر والسعودية والامارات العربية المتحدة في اكتشاف اشجار النخيل المصابة بسوسة النخيل الحمراء حتى تلك التي لم تظهر اعراضها واضحة، مبينين أن استخدام الكلاب في مكافحة سوسة النخيل في الأردن بحاجة للمزيد من الدراسات المتعلقة بفعاليتها وكلف تشغيلها على المزارع مقارنة باساليب المكافحة الأخرى المتطورة، ناهيك عن ايجاد الكلاب المدربة والمدربين المؤهلين للقيام بهذا العمل.
ويبين مدير شركة مركز الشرق الاوسط لرعاية وتدريب الكلاب "الجهة التي نفذت التجربة" مروان الحاج علي أن استخدام الكلاب المدربة في الكشف عن سوسة النخيل طريقة متبعة في العديد من الدول في المنطقة وقد اثبتت نجاحها وكفاءتها بالكشف عن اصابة اشجار النخيل بهذه الآفة، قائلا "من هنا بدأت الفكرة بان نقوم بتدريب كلاب لهذه الغاية للحد من الأخطار الجسيمة التي تشكلها سوسة النخيل على قطاع التمور الاردني".
ويضيف أن فريق عمل متكامل قام كخطوة أولى بتدريب كلب واعداده منذ سنتين على الكشف على سوسة النخيل بواسطة الشم، وقد جرى تنفيذ أول تجربة في إحدى المزارع وجاءت النتائج مبهرة، إذ وصلت نسبة الاكتشاف والاثبات إلى مستويات مرتفعة وبشكل منافس للاجهزة المستخدمة حاليا حتى في تلك الاصابات المبكرة التي يصعب على المزارع اكتشافها.
ويوضح الحاج علي أن التجربة ما تزال الى الآن في مرحلة التطوير، إذ سيتم تدريب كلاب ذات قدرات أعلى ليصار إلى تعميم الفكرة على المزارعين، لافتا إلى أن عملية تدريب الكلاب وتأهيلها تحتاج الى جهد ووقت وكلفة، إذ يتم البدء بتدريب الكلاب بعمر العامين وتستمر حتى يصل إلى عمر أربع سنوات.
ويؤكد أنه لايمكن حاليا تحديد الكلفة التي سيتحملها المزارع لقاء استخدام الكلاب في الكشف عن الاصابات، إذ أن تحديد الكلفة سيتم بناء على عدد المزارعين المهتمين بهذه الطريقة وعدد اشجار النخيل التي سيتم الكشف عليها، قائلا "من الممكن أن تكون أقل من الكلف المستخدمة حاليا".
من جانبه، يؤكد رئيس جمعية التمور الاردنية انور حداد أنه جرى اخيرا تنفذ الخطة الوطنية لمكافحة آفة سوسة النخيل والتي تعتمد على قيام المزارع بالكشف عن الاصابات على أن تقوم الوزارة بتحمل كلف المكافحة، لافتا إلى أن عملية الكشف عن الاصابة تعد من أهم الخطوات لمكافحة هذه الآفة، فكلما كان الكشف أبكر كلما تمكنا من مكافحتها بشكل أسرع.
ويشير إلى أن طرق الكشف عن الاشجار المصابة بهذه الآفة كثيرة، منها ما يتم بالطرق التقليدية ومنها ما يستخدم التقنيات المتطورة والحديثة، لافتا إلى أن الأهم هو أن تكون الطريق فاعلة وكفؤة وذات كلفة تتناسب وقدرات المزارع.
وكانت وزارة الزراعة قد اطلقت العام الماضي خطة مكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء للأعوام (2023-2025) التي تهدد ما يزيد على 700 ألف شجرة نخيل من الأصناف ذات القيمة الاقتصادية الكبيرة.
وتعتمد محاور الخطة على إدخال التقنيات الحديثة في مجال الكشف المبكر عن تواجد الحشرة وتوفير مستلزمات عمليات المراقبة والمكافحة للحشرة في الوقت المناسب، وكذلك تأمين متطلبات تنفيذ بنود الخطة من حيث توفير الكوادر البشرية من المهندسين والفنيين والعمالة اللازمة لذلك، وتوفير الآليات المطلوبة خلال فترة تنفيذ الخطة.
اقرأ أيضا:
زيادة الإنتاج 30%.. التمور الأردنية تسجل نجاحات متتالية