صدرت الإرادة الملكية السامية في اليوم الثاني من تموز (يوليو) في العام 2009 ميلادية، بتسمية سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولياً للعهد، وفي هذا السياق، يعبر جلالة الملك عبدالله الثاني عن مدى إشراق تلك الحظة وصعوبتها في كتابه "فرصتنا الأخيرة"، بقوله "في العام 2009 سميت ابني البكر، حسين، وليا لعهد المملكة الأردنية الهاشمية بموجب الدستور الذي ينص على أنه "تنتقل ولاية الملك من صاحب العرش إلى أكبر أبنائه سناً". لم يكن هذا القرار سهلاً، فأنا كنت أفضل أن ينعم الحسين في صباه وشبابه، كما نعمت أنا، بحياة حرة من الضغوط التي يفرضها موقع ولي العهد. لكن في النهاية رأيت من الأفضل للبلاد، وكذلك لابني، أن يكون واضحاً للجميع كيف يبدو لي مستقبل المملكة الأردنية الهاشمية.
الحسين اليوم في السادسة عشرة من عمره (أي في عام إصدار الكتاب 2011)، وأملي الأكبر هو أنه حين تقضي مشيئة الله أن يستلم مسؤولياته، لن يجد نفسه في مواجهة الصراع ذاته الذي قضى فيه جد جده".
في دراسته الثانوية، التحق سمو الأمير بمدرسة كينغز أكاديمي في مدينة مادبا وتخرج فيها العام 2012، وأكمل تعليمه الجامعي في جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأميركية باختصاص التاريخ الدولي، وقد تخرج في الجامعة العام 2016.
وعلى خطى والده المعزز وجده الباني، التحق سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية ببريطانيا وتخرج فيها العام 2017. وفي الحديث عن المسار العسكري، يمتلك سموه سجلاً حافلاً من الدورات والتدريبات على أعلى المستويات في مكافحة الإرهاب والطيران العمودي والمظليين والطيران الفردي وقيادة الزوارق ضمن القوة البحرية وغيرها.
يتميز سموه بشخصية اجتماعية محببة متميزة، وبذكاء حاد وحضور قوي، وبقدرته على قيادة الجموع والتحدث معهم بطلاقة وثقة، ففي نيسان (إبريل) 2015، أصبح الأمير الحسين الذي كان يبلغ من العمر حينها 20 عاما، أصغر شخص على الإطلاق يتولى رئاسة اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفي الاجتماع، تحدث سموه عن التطرف والإرهاب وكيفية حماية الشباب من الجماعات الإرهابية المتطرفة.
وفي العام ذاته، وتحت شعار "شباب قادر لأردن طموح"، تأسست مؤسسة ولي العهد للإشراف على تنفيذ مبادرات سموه الداعمة للشباب، وتقوم المؤسسة على قيم عدة أهمها الشمولية، الابتكار، الإيجابية والأخلاقيات.
كما تسعى لقيادة الفكر والتفكير المبدع للشباب والشابات، وتمكينهم بالفرص الاقتصادية والاجتماعية في المجالات ذات التنافس العالي، إضافة إلى أهداف أخرى داعمة لأفكار الشباب الأردني المبدع والطموح.
وتقيم المؤسسة شراكات استراتيجية مع الشباب، تضمن مشاركتهم الكاملة لمساعدتهم على بناء مستقبل أكثر نجاحاً وازدهاراً لأنفسهم ولأسرهم ولمجتمعاتهم المحلية، وبالتالي وطنهم. وتركز المؤسسة على توفير منصات ترفع أصوات الشباب وتمكنهم من تعزيز قدراتهم لإحداث الفرق.
وتتمثل المبادرات التي تضطلع بها المؤسسة حالياً بـ: حقق، ض، نوى، نحن، مصنع الأفكار، صندوق التميز الشبابي، قصي، سمع بلا حدود، مبادرة مليون مبرمج أردني، جائزة ولي العهد لأفضل إنجاز حكومي، خطى الحسين.
وفي اليوم السابع عشر من آب (أغسطس) الماضي، أعلنت خطوبة سموه على رجوة آل سيف، وقرئت الفاتحة في منزل العروس بالرياض في المملكة العربية السعودية، بحضور جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا وسمو الأمراء.
يذكر أن خطيبة ولي العهد، هي رجوة بنت خالد بن مساعد بن سيف بن عبد العزيز آل سيف، مهندسة معمارية سعودية الجنسية.
وبهذه المناسبة العزيزة على قلوب الأردنيين، فلسمو ولي العهد على منصة "انستغرام" حساب شخصي يتابعه أكثر من 3 ملايين شخص، ويشارك سموه على حسابه صوراً للمبادرات والفعاليات الاجتماعية والعسكرية التي يقوم بها بمفرده أو برفقة والده، كما ينشر على الحساب صوراً شخصية تجمعه بعائلته.
ولي العهد يسير في اتجاهين متوازيين محليا، جامعاً بين الثقافة المدنية والحياة العسكرية، فهو ينشط في ميادين العلم والمبادرات الشبابية، والذهاب نحو بناء شباب واع بتمكينه من وسائل العلم والتكنولوجيا، إذ أطلق سموه مبادرات لها صدى اجتماعي وشعبي لدى الشباب الذين يمثلون ثلثي الشعب الأردني.
كما حرص جلالة الملك عبد الله الثاني، على مشاركة ولي عهده في معظم اللقاءات الرسمية والاجتماعات في المملكة الأردنية الهاشمية وخارجها.