حاضنة جامعة الحسين التقنية رافعة لتسريع نمو الشركات الناشئة

جامعة الحسين التقنية - (_)
جامعة الحسين التقنية - (الغد)
عمان-  تمكنت حاضنة الأعمال في جامعة الحسين التقنية (The CORE) والتابعة لمركز التميز للريادة والابتكار في الجامعة خلال السنوات القليلة الماضية من ان تحجز لها موقعا متقدما في منظومة ريادة الاعمال الأردنية بعدما لعبت دورا مهما في احتضان ودعم عشرات الشركات الناشئة الأردنية لا سيما تلك التي تطوع التقنية والابتكار والابداع في عملها لتصل الى الاسواق المحلية والعربية والعالمية. اضافة اعلان
وأكد رياديون أردنيون استفادوا من خدمات الحاضنة على مدار السنوات الخمس الماضية على الدور الكبير الذي لعبته الحاضنة في انطلاقة اعمالهم ومشاريعهم او نموها وتوسعها لدخول الأسواق وجلب الاستثمارات بعدما تلقت هذه الشركات تدريبات وتوجيهات وارشاد وتشبيك مع مستثمرين وخبراء متخصصين في مختلف المجالات.
وبينوا ان حاضنة " The CORE" تقدم نموذجا مختلفا ومميزا عن حاضنات الاعمال المتوافرة في منظومة ريادة الاعمال الأردنية وخصوصا انها تعمل كحاضنة اعمال ومسرعة اعمال في نفس الوقت، من خلال تقديم حزمة من المزايا التي يمكن ان تصعد بالشركة الناشئة، فضلا عن متابعتها المستمرة للشركات الناشئة وعملها على تقديم برامج ترفع من جاهزيتها للاستثمار، وهو ما وصل اليه بالفعل عدد من الشركات التي استفادت من عمليات الحاضنة التي يقودها ويشرف عليها فريق صغير ولكنه مميز ومتخصص.
وحاضنة الأعمال التقنيّة "The CORE"، تتبع مركز التميز للريادة والابتكار في جامعة الحسين التقنية تأسّست في عام 2018، بهدف العمل على إلى جذب الأفكار المميّزة التي من شأنها إحداث تأثير اقتصادي بحلول ومنتجات ( سواء كانت أجهزة أو برامج، لتكون مزيجا من حاضنة اعمال ومسرّعة أعمال.
 وبلغة الأرقام، يحتل قطاع ريادة الأعمال في الأردن المركز الرابع على مستوى الإقليم، مع وجود 17 مؤسسة تمويلية للمشاريع الريادية منها 14 صندوقا استثماريا خصصت مجتمعة 110 ملايين دولار للاستثمار في المملكة، وأكثر من 40 حاضنة ومسرعة أعمال في المملكة. 
 أرقام رسمية اخرى تظهر ان الأردن يحتضن 200 شركة ناشئة مسجلة، كما تظهر الارقام ان العام 2021 شهد ارتفاعا في حجم الاستثمار في الشركات الناشئة في المملكة، إذ وصل إلى حوالي 120 مليون دينار، مقارنة بحوالي 20 مليونا في العام الذي سبقه.
ومن الشركات الناشئة الأردنية التي احتضنتها حاضنة الأعمال (The CORE) هي شركة " ايكلبس"، التي أسسها الشاب الاردني الجامعي محمد الصعوب والذي قال ان من انجازات الشركة رغم قصر عمرها هو قدرتها على استقطاب استثمار بقيمة اجمالية بلغت مائة وثلاثين ألف دولار من جهات خاصة وحكومية مع تطوير فكرة الشركة الفريدة والقائمة على الابتكار. 
الصعوب، ابن الثالثة والعشرين، يرى بأن أهم ما تعمل عليه حاضنة (The CORE) هو تواصلها وتماسها المستمر مع الشركة الناشئة لرفع جاهزيتها للاستثمار وجلب التمويل وهي من اهم الامور التي تحتاجها اي شركة ناشئة خصوصا في سنوات عمرها الاولى. 
واشار الصعوب، الذي يدرس تخصص هندسة العمارة في سنته الثالثة، الى ان من اهم القيم التي تقوم عليها الحاضنة (The CORE) هي محاور التعليم والتشبيك، فالشركة الناشئة تتعلم باستمرار في الحاضنة من خلال ما تقدمه من تشبيك مع خبراء في مختلف المجالات ودورات متخصصة من متخصصين عرب واجانب. 
وأكد دور الحاضنة في تشبيك الشركات الناشئة مع مستثمرين وبرامج دعم وتمويل يمكن ان تفيد الشركة في مسار النمو والتوسع. 
وقال مدير مركز التميز للريادة والابتكار في جامعة الحسين التقنية د.يزن حجازي ان حاضنة الأعمال التقنيّة "The CORE" اسست وعملت لتكون بمثابة "مركز جذب الأفكار والشركات الناشئة والمبتكرة"، لافتا الى ان الحاضنة لا تستقبل المشاريع في مرحلة الفكرة ولكن تستقبل المشاريع التي جهزت منتجا لدخول السوق او اخرى في مرحلة النمو والتوسع. 
 وبين حجازي ان الحاضنة تعمل منذ انطلاقتها في مسارين: مسار الانطلاق ومسار النمو، وهي تواصل دعمها ومساعدتها لعشرات المشاريع الناشئة الأردنية وصولا إلى التوسع الاقليمي والعالمي، مشيرا الى انها دعمت حتى اليوم اكثر من سبعين شركة ناشئة أردنية. 
وقال بأن الحاضنة وبرامجها ساعدت بنجاح في إتمام 25 صفقة لشركات ناشئة أردنية في مرحلتي البداية وما قبل التأسيس، فيما حصلت شركات اخرى على ما يقرب من 11 مليون دولار في مرحلة تمويل بدء التشغيل، مع 4.7 مليون دولار إضافية في طور الإعداد. 
 ويرى المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة " مايند روكتس"، المتخصصة في مجال تطوير وسائل التكنولوجيا اللازمة لمساعدة الأشخاص الصم وضعاف السمع، محمود الدراوشة أن احتضانه من قبل " The CORE  " خلال السنوات الماضية أفاد الشركة بمجموعة من المزايا والفرص ومنها المساحات المكتبية المجانية للعمل، والدورات التدريبية متخصصة في مختلف المجالات: التسويقية، المالية، القانونية. 
واكد الدراوشة أن الحاضنة تتميز عن غيرها من حاضنات الاعمال بالمتابعة المستمرة مع الشركات الناشئة المحتضنة لديها، واعطائها اية تغذية راجعة من الممكن ان تفيدها في التطور والنمو، الى جانب التشبيك مع المستثمرين، وهي جميعها امور افادت الشركة فيما وصلت له اليوم بتقديم منتجاتها المتخصصة في الاردن والسعودية والامارات وغيرها من دول المنطقة. 
وقال الريادي المقيم في حاضنة الاعمال " The CORE" رزق العسلي ان الحاضنة تقوم على مجموعة من القيم التي ساهمت في نجاحها من اهمها تبنّي عقليّة " نشطة ومرنة" في مواجهة التحدّيات ما يمكنها من البقاء في طليعة النظام البيئي للشركات الناشئة، بالإضافة إلى قيم مثل: التركيز على الاستثمار، والنهج القائم على التصميم، والابتكار المفتوح، وعقلية التميز. 
واكد على حرص الحاضنة في تبني الافكار المميزة في البحث العلمي والابتكار والتي تقوم في اغلبها على التقنية لتلعب دور " المحفز والمشجع على الابداع والتوسع واحداث الاثر الاقتصادي المطلوب من الشركات الناشئة".
وفي السياق نفسه، قال المؤسس لشركة "ديكابولس" عبد الرحمن الحباشنة إن الشركة استفادت من حاضنة " The CORE" وما وفرته للشركة من برامج تدريب متخصصة بمستوى عالمي وبنظام " المحاكاة" الذي يربط الريادي بالواقع بفرصه وتحدياته، مع توفيرها اي احتياجات استثمارية في طريق نموها واستمراريتها.
وأكد ان ارتباط الحاضنة بجامعة الحسين التقنية، والتي تزخر بالتخصصات التقنية يسمح للشركات الناشئة بالاستفادة من كفاءات وتدريب الطلاب والخريجين فيها، مع حاجة الشركات الناشئة الى موظفين ( متدربين ) في بدايات عملها. 
وقال ان دعم الحاضنة اسهم في تحفيز الشركة وحصولها على استثمار عالمي مكنها من التوسع والعمل في اسواق اميركا وبريطانيا ونيجيريا مع حاجة العالم اليوم الى الحل التقني الذي توفره الشركة. 
وتقدم شركة " ديكابولس" الأردنية، حلا تقنيا ونظاما لتتبع سلامة الأغذية باستخدام تقنية " البلوك تشين". 
وعلى صعيد متصل قالت مديرة البرامج في حاضنة The CORE  نادين لبابيدي ان الحاضنة تقدم مجموعة من المزايا والبرامج التي تشمل: خدمات تسجيل الشركة داخل Business Park، والخدمات القانونية والمالية والتقنية والنماذج الأولية والفريق والثقافة. 
وأكدت لبابيدي الى ان الحاضنة تعمل على تنظيم مسابقات دورية لمحاكاة الأعمال تعزز ذكاء أعمال الشركة الناشئة ، مشيرة الى انه من بين العدد الاجمالي الذي دعمته الحاضنة كان هناك 18 شركة ناشئة تقودها نساء، الى جانب دعم 31 شركة ناشئة يقودها الشباب، مع مؤسسين يبلغون من العمر 35 عامًا وما دون.  
ومن جانبه قال المنسق والمشرف في حاضنة CORE ثائر العشا ان من انجازات الحاضنة لعبها دورًا محوريًا في تمكين 40 شركة من خلال إطلاق المنتجات بنجاح، وتسهيل نمو 21 شركة، ما ساعدها على تجاوز تعقيدات توسيع نطاق عملياتها وأسواقها. 
وقال العشا ان الحاضنة أقامت أكثر من 20 شراكة إستراتيجية محلية ودولية ، ما يعزز التعاون وتبادل المعرفة داخل النظام البيئي للشركات الناشئة. 
وأشار الى دور مركز التميز في الجامعة بتقديمه برامج وفرص تدريب بدء التشغيل للطلاب ( فرصًا تعليمية تجريبية قيّمة) وتدريب لرواد الأعمال الشباب الأقل حظًا.