ومن خلال أفكار الشباب والشغف نحو تطبيقها على أرض الواقع، تساعد المؤسسة على دعم توجهاتهم، والتشبيك مع أهل الخبرات والمختصين للمشاركة في خدمة وتطوير مجتمعاتهم نحو الأفضل.
ومنذ تأسيس المؤسسة التي تعنى بالشباب، ضمت مبادرات من جميع محافظات المملكة، لتجسد على أرض الواقع إيمان الأمير الحسين بأن الشباب الأردني على مقدرة من تحقيق أعظم الإنجازات إذا تم تسليحهم بالمهارات والوسائل اللازمة لتأدية دورهم في العملية التنموية كمواطنين فاعلين.
وابتكر روبرت حداد، الـ"Jordilight"، وهو أول مصباح "كشاف" مرن للاستخدام في المغامرات، إذ يعد حل إضاءة متعدد الاستخدامات وقابلا للتكيف مع كل الظروف.
حداد، سار بأولى خطوات رؤية ابتكاره على أرض الواقع من خلال مصنع الأفكار في مؤسسة ولي العهد، عندما ساعده المصنع على صناعة مجسم لفكرته، بأكثر من شكل، منها الكشاف اليدوي، أو كشاف للرأس، أو مصباح بقاعدة مغناطيسية، والتي تتكيف بحسب حاجة الإضاءة.
الـ"Jordilight" الذي ابتكره رائد الأعمال حداد، بالتعاون مع مصنع الأفكار وهو مختبر تصنيع رقمي، يضم أجهزة ومعدات حديثة، ويهدف إلى دعم الابتكار والمبتكرين من الشباب والشابات الأردنيين، ويتيح فرصة تصنيع النماذج الأولية باستخدام التكنولوجيا المتقدمة في مجالات التصنيع الرقمي الذي يضم الطباعة ثلاثية الأبعاد.
واستفاد حداد، من تقدم التكنولوجيا العالمية، وجهزه بحساس يعمل بسهولة عن طريق اللمس، وحساس آخر لحالات السقوط الطارئة، إضافة إلى نظام إضاءة متعدد الألوان، يمكن التحكم به عن طريق تطبيق الهاتف.
ويتميز الـ"Jordiligh" الذي استند إلى رؤية المؤسسة "شباب قادر لأردن طموح"، بالقدرة على التحكم بطريقة العمل، حسب البيئة، وطبيعة المستخدم، ويضم بوصلة، وقدرة على مقاومة الماء حتى 50 مترا.
وبالحديث عن روبرت حداد، لا بد من الإشارة إلى أنه رائد أعمال، ومتخصص بالتكنولوجيا، وبعدما حاز شهادة البكالوريوس في علوم الحاسب الآلي من جامعة فلوريدا، أسس شركة ناشئة متخصصة في تطوير المواقع الإلكترونية والتطبيقات، والتي تطورت لاحقا لتصبح شركة حلول أعمال شاملة.
في العام 2008، غير حداد اتجاه عمله نحو التسويق في شركة عائلية، وهو يحمل خبرة اليوم في مجالات التسويق الرقمي، وفي لغات البرمجة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتطوير الألعاب والمواقع الإلكترونية، كما تحمل سيرته المهنية كتابين منشورين، هما "كيف تبقى على قيد الحياة في 2012 في أسبوعين" و"المجرة القاسية".
وتعد "نحن" إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد، وهي المنصة الوطنية للتطوع ومشاركة الشباب، وتم إطلاقها بالشراكة بين "نوى"- إحدى مبادرات المؤسسة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" بالتعاون مع وزارة الشباب، وتهدف إلى توحيد الجهود المبذولة في مجال العمل التطوعي والمشاركة الشبابية على الأصعدة كافة والتشبيك بين المتطوعين والجهات المستفيدة.
وفي هذا السياق، تقول لين النسعة، وهي طالبة لغات تخرجت في جامعة اليرموك، إنها كانت من سفراء منصة "نحن"، ومتطوعة لدى جهات عدة في الأردن، وتعتبر نفسها شغوفة بالعمل التطوعي وترى نفسها فيه.
وتشير لين إلى أن "حب التطوع والمشاركة الفعالة في المجتمع كان لدي من الصغر؛ حيث كنت أشارك في جميع الأنشطة الكشفية والتطوعية في المدرسة، وفي فترة جائحة كورونا تعرفت على منصة نحن من خلال بعض الأصدقاء ومواقع التواصل الاجتماعي، وكان لدي دافع كبير في المشاركة والتطوع بحكم وقت الفراغ الكبير الذي أصبح متوفرا".
لين شاركت بالعديد من الأنشطة على المنصة، ما أتاح لها الكثير من الفرص، مؤكدة "أحدثت المنصة نقلة نوعية كبيرة في حياتي، وجعلتني قادرة على نقل جميع خبراتي ومهاراتي لمجتمعي وغيري من الشباب، وبالتالي اكتساب خبرات وأصدقاء جدد، وبيئة مليئة بالتطوع والمشاركة والأعمال المفيدة".
ويستثمر البرنامج في الشباب والشابات الطموحين، بناء على أسس معيارية وعلمية ليكون نقطة تحول ومسرع لتطوير كفاءاتهم ومسارات حياتهم، وتمكينهم من التأثير في مجتمعاتهم وخدمة وطنهم من داخل مواقعهم أينما كانوا.
وبعثت لين برسالة إلى الشباب، قالت فيها "كل إنسان منا يمتلك حب الخير والمساعدة بالفطرة، ويجب علينا أن نستغلها بالتطوع والمشاركة في المكان الصحيح".
وبدوره، التحق الطالب عمر الجراح الذي يدرس تخصص علوم الحاسوب في جامعة الحسين التقنية، بإحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد، وتحديدا برنامج "على خطى الحسين"، هو برنامج وطني وريادي برؤية تقدمية، ونموذج جديد لتعزيز الفكر القيادي التقدمي بين الشباب والشابات، وإدماجهم ضمن شبكات ومسارات مهنية متخصصة من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك بهدف الاستثمار بشباب وشابات مختارين بدقة ولديهم القدرة على التأثير الإيجابي وخدمة العملية التنموية أينما كانوا ومن خلال مجتمعاتهم، إذ يسعى البرنامج لأن يكون منصة انطلاق تحولية للشباب الطموح.
ويقول الجراح، إنه كان يملك شركة ألعاب فيديو فيها خمسة موظفين، قبل الدخول في هذا البرنامج، أما اليوم، وبعد تطوير المهارات، وحسن التشبيك والإيمان بقدراته وبمشروعه، بات عدد العاملين في الشركة 15 شخصا، مشيرا إلى التشبيك مع الوزير السابق لوزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي مثنى غرايبة، الذي وجههم لإدارة الشركة بشكل فعال.
ويضيف، أن الشركة أصبحت تابعة لحاضنة "The core"، وهي تابعة لمؤسسة ولي العهد وجامعة الحسين التقنية، ما يجعلها متاحة أكبر للتشبيك مع المهتمين في هذا القطاع وقادرين على استشارة المخصين لتطويرها.
ويذكر الجراح أن برنامج "على خطى الحسين"، عرفهم على مهارات من جامعات عالمية عريقة كجامعة MIT الأميركية، وهي جامعة متخصصة في علوم التكنولوجيا، إضافة إلى جامعة هارفرد.
يشار إلى أن مؤسسة ولي العهد، طورت برنامج "على خطى الحسين"، ليعمل على مسارات عدة هي؛ مرحلة التدريب على المهارات القيادية، والتوجيه والتدريب المعرفي، والتدريب العملي، والتطوع.
و"على خطى الحسين"، هو برنامج وطني متخصص في بناء القيادات الشبابية، تطمح مؤسسة ولي العهد، من خلاله، إلى تخريج نخبة جديدة من الشباب والشابات لترسيخ مدرسة فكرية حديثة في القيادة، كما تعمل المؤسسة، من خلال البرنامج، على دمج الشباب والشابات بالنواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى تعزيز معارفهم وخبراتهم ليكون لهم أثر على المستوى الوطني وعلى دعم مساراتهم المهنية سواء في القطاع العام أو الخاص أو مع مؤسسات المجتمع المدني.
وتمكنت مؤسسة ولي العهد، خلال العام الماضي، من الوصول إلى أكثر من 740 ألف شاب وشابة ضمن محور عملها الجاهزية للعمل والريادة، ولأكثر من مليون وستمائة ألف شاب وشابة ضمن محور القيادة، وما يقارب من 250 ألفا تحت محور المواطنة، كل هذا تحقق كنتيجة للوضوح في رؤية العمل، والانسجام مع الأولويات الوطنية، والتكاملية والتشاركية في العمل مع مختلف الجهات المحلية والدولية، لتحقيق أهداف العمل.