التعليم التقليدي والتعليم التقني الذاتي

المهندس هاشم نايل المجالي

كل شيء في الدنيا يتغير، ولا شيء ثابت حيث أن التغير سنّة الحياة وبدون التغير لا توجد الحياة، والتغير هو المستقبل وليس الحاضر فقط والتغير هو العملية التي من خلالها يقتحم المستقبل حياتنا فلا مستقبل بلا تغير، فلا بد من أن نسعى دوماً إلى التغير نحو الأفضل حتى لا نكون ضحايا للتخلف، ومن أجل ذلك لا بد من بناء القدرات خاصة القدرات الكامنة لدى الطلبة من خلال أحداث التغير في نفسهم وفي أسلوب تعليمهم في سعي حثيث بمحاولات مستمرة والاستفادة من تجارب الغير التي نجحت وأثبتت حضورها ومفعولها بقرارات صحيحة وصائبة ولاقت رواجاً عالمياً ودعماً من كافة الجهات.

اضافة اعلان

والتغير هو الأسلوب والأداة التي يمكن أن تستخدمها أي وزارة أو مؤسسة أو شركة لأحداث التطوير نحو الأفضل بإرادة الإنسان.

وهناك دوماً دوافع نحو التغير لتواكب التطورات والتقدم فهي عملية ضرورية تعمل على النقل من وضع تقليدي إلى وضع جديد أكثر حداثة، خاصة إذا كان يواجه مشكلات كثيرة يعاني منها الطلبة أو الأفراد الآخرين ويكسر الروتين ويفعل وينشط الفرد والاستفادة من الطاقات المبدعة ومن التطور التكنولوجي والتقدم العلمي.

يمتاز التعليم بكونه أحد المجالات القادرة على التطوير والتغير المستمر كذلك التكيف لتلبية احتياجات الطلبة وحيث وجود التقنيات العلمية والأساليب الحديثة لذلك، والتي في غالبيتها تخرج عن النمط التقليدي وتمتزج بالمشاركة وتخلق التشوق نحو زيادة المعرفة وبالتالي المتعة فهناك الكثير من المشاريع التعليمية والإقلال من المحاضرات التقليدية، ومن هذه الأساليب الحديثة الفصول الدراسية المقلوبة والتي ينادي بها خبراء التعليم ابتداء من بيل غيتس وايرك مازور عالم الفيزياء والتربوي وغيرهم، حيث يعتبرون ذلك ابتكاراً وإبداعاً تعليمياً وهذا النموذج ينطبق ويعتمد على محاضرات نموذجية يتم مشاهدتها من قبل الطالب كواجب دراسي منزلي تشمل الصف الصغير الى التعليم العالي.

وكان لهذا الأسلوب تأثير كبير على رفع المستوى التعليمي للطلبة واستثمار أوقات فراغهم بما هو مفيد بدلاً من الألعاب الالكترونية أو متابعة مواقع التواصل الاجتماعي وغير ذلك من سلبيات قيمية وأخلاقية وفكرية.

وهو أسلوب جديد لتعزيز التعليم وتسلط الضوء على التحديات التي تواجه بعض الطلبة خاصة في المدارس التي فيها نقص من المعلمين أو تدني مستوى المعلمين وهذا الموقع محمل على الهاتف الخلوي.

فالتعليم المقلوب أسلوب حديث يستخدم التقنية الحديثة والمتوفرة وتزيد من التفاعل والاتصال والتواصل بين الطلبة والمعلمين في بيئة تعليمية تحفز المشاركة، خاصة أن ليس كل المعلمين يعرفون كل شيء كذلك فإن هذا الأسلوب هو تعليم تشاركي بين التعليم المباشر والتعليم الذاتي.

ان اكاديمية خان هي مؤسسة تربوية لا تهدف الى الربح تم انشاؤها في 2006 هدفها الرئيسي تقديم تعليم عالي الجودة لابناء المجتمعات المحلية من خلال موقعها على الانترنت، حيث على الموقع ما يزيد على 3600 محاضرة صغيرة عبر فيديوهات مخزنة على موقع يوتيوب لتدريس مختلف المواد يستثمر وقت الطالب بما هو مفيد له علمياً وعملياً ويغذي ذكاء الطلبة بكل ما هو مفيد باسلوب شرح مبسط وواضح يغذي معرفة الطلبة بحيث توحي للطالب بطريقة او بأخرى وجود من يجلس الى جانبه يشاركه النقاش لحل المشاكل الدراسية بدلاً من السبورة او الحل على اللوح.

اي ان التقنية مبنية على المشاركة والمحادثة التي تعتمد التقنيات الحديثة فوجهه لا يظهر والطالب لا يشاهد الا كتاباته وحلوله ويستطيع الطالب ان يعيد مشاهدة الفيديو حتى يستوعب الشرح والحل لكافة مشاكله بلا خجل.

وكل فيديو يعمل لمدة عشر دقائق كما يتم تقديم مسائل للطلبة متنوعة بناء على مستوى فهم الطالب ومهاراته ليقوم بحلها وهو أسلوب يقوي التعليم ويعطي مجال للمشاركة بين الطلبة لفهم مشترك هذا المشروع يمول من خلال المنظمات الداعمة للتعليم كذلك التبرعات للشركات واهل الخير كذلك من الاعلانات.

وهناك موقع خاص على الانترنت او الفيسبوك لاكاديمية خان بالامكان الاطلاع عليه ومعرفة المزيد عنه ومدى امكانية التعاون معها او احداث اكاديمية على نفس النمط بالتعاون بين كافة الجهات حكومية وقطاع خاص ومنظمات اهلية، وهي لا تتعارض مع أي اساليب تعليمية تقنية مماثلة.