الفوضى المرورية بالكرك تحت المجهر.. هل تنجح الإجراءات الجديدة في إنهائها؟

1722421557060880300
جانب من الفوضى المرورية في مدينة الكرك- (الغد)

الكرك- تعد الفوضى المرورية التي تعيشها مدينة الكرك وغيرها من مراكز المدن والبلدات بالكرك منذ سنوات، من أعقد المشاكل وأصعبها في المدينة، بسبب طبيعتها الجغرافية، وضيق مساحتها وشوارعها، بالإضافة إلى ازدياد أعداد المركبات وحافلات النقل العام، بينما لم تفلح العديد من المحاولات والإجراءات التي قامت بها الأجهزة الرسمية طوال السنوات الماضية لإنهاء هذه الحالة.

اضافة اعلان


لكن المحاولات لم تتوقف، ذلك أن بلدية الكرك، وبالتعاون مع الأجهزة الرسمية المعنية في متصرفية الكرك وإدارة السير وهيئة تنظيم قطاع النقل البري والمعهد المروري، تعمل على إعداد خطة مرورية جديدة لمدينة الكرك، بحيث يتم مراعاة أشكال الاختناقات كافة ومواقعها وأسبابها، وإتاحة الفرصة من جديد لبعض خطوط الحافلات العمومية لدخول مدينة الكرك بعد إغلاقها بوجه الحافلات على مدار السنوات الماضية.


وقام رئيس بلدية الكرك الكبرى ومتصرف قصبة الكرك ومدير السير ومندوبو المعهد المروري ومدير هيئة النقل، بجولة تفقدية لسوق الكرك الرئيسي لبحث إجراء بعض التعديلات التي من شأنها تخفيف وتنظيم الأزمة المرورية في شوارع السوق.


ومما أسهم في تعقيد الحالة، تضييق الشوارع بمدينة الكرك لصالح توسعة أرصفتها ضمن مشروع السياحة الثالث، ناهيك عن الاعتداءات الدائمة والمستمرة من التجار والبسطات والباعة المتجولين على الشوارع والأرصفة.


ووفق مواطنين وتجار، فإن "الفوضى والأزمة المرورية تلحق ضررا بمختلف القطاعات بالمدينة، خصوصا القطاع السياحي، حيث تمنع الأزمات المرورية وضيق الشوارع دخول الحافلات السياحية التي تنقل السياح إلى قلعة الكرك الواقعة في الجهة الجنوبية من المدينة التاريخية، ناهيك عن غياب المتسوقين من المواطنين في أسواق المدينة بسبب الأزمات المرورية التي أدت إلى ركود الأسواق التجارية من الزبائن واتجاههم إلى أسواق أخرى في ضواحي المدينة وبلدات ومدن المرج والقصر والربة والمزار الجنوبي ومؤتة والثنية والمنشية".


من جهتها، تؤكد مصادر في بلدية الكرك، أن نحو 300 محل تجاري قد أغلقت في مدينة الكرك خلال الأعوام العشرة الأخيرة لأسباب مختلفة، من بينها الأزمات المرورية الدائمة التي تسبب هروبا للزبائن.


كما تعاني مدينة الكرك من غياب موقف لمركبات وحافلات النقل العام داخلها، حيث تتواجد العديد من المركبات والحافلات بشكل عشوائي على أطراف المدينة وشوارعها الخارجية، بعد أن كانت داخلها لسنوات طويلة، وذلك قبل إخراجها مع بدء تنفيذ المشروع السياحي الثالث، على أن يتم مع انتهاء تنفيذ المرحلة الأخيرة من مشروع البركة السياحي في الجزء الشرقي من مدينة الكرك، توفير موقف للحافلات العمومية الداخلية والسياحية، الأمر الذي سيؤدي إلى عودة حركة المواطنين والمتسوقين إلى مدينة الكرك.


رئيس بلدية الكرك المهندس محمد المعايطة، يقول "إن الخطة الجديدة لإنهاء الأزمة والاختناقات المرورية بوسط مدينة الكرك، بحثت العمل على إعادة بعض خطوط النقل العام إلى السوق الرئيسي داخل مدينة الكرك، وتعديل مسارات السير في بعض الشوارع، حيث سيتم دراسة الآراء والمقترحات كافة والخروج بقرارات قريبا".


وأشار المعايطة إلى أن "الأوضاع داخل مدينة الكرك، من حيث الأزمة المرورية والإرباك العام، يجب أن تنتهي بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية بالوضع المروري بالكرك، لأنها مسؤولية الجميع لأجل مصلحة المواطنين بالمحافظة".


ولفت إلى أن "البلدية نفذت، خلال الفترة الماضية، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، حملة واسعة النطاق لإزالة جميع الاعتداءات على الأرصفة والشوارع بوسط المدينة التجاري، خصوصا منطقة ميدان الشهيد الذي شهد عملية إعمار حديثة قبل أشهر، حيث قامت كوادر البلدية بإزالة الاعتداءات بواسطة آلياتها وبرفقة كوادر الشرطة، والعمل على إعادة حال الأرصفة والشوارع إلى ما كانت عليه قبل سنوات بلا أي اعتداءات عليها".


وقال المعايطة "إن هذه الحملة مرتبطة أيضا بالإجراءات التي ستنفذها البلدية بالتعاون مع إدارة السير والمتصرفية والمعهد المروري والنقل العام، للانتهاء من حالة فوضى السير والأزمات المستمرة لأبسط الأسباب داخل مدينة الكرك وبسبب ضيق شوارعها".


قبل أشهر، ورغم أن البلدية في محاولة منها لإنهاء حالة الفوضى، قامت بإزالة وتجريف أجزاء واسعة من المشروع السياحي الثالث، خصوصا الأرصفة المجاورة للمسجد العمري التاريخي، وإزالة تمثال صلاح الدين الأيوبي بوسط المدينة، في إطار توسعة المنطقة وبناء مجسم بديل عن التمثال الذي كان قائما لفترة طويلة بوسط المدينة، ويعد جزءا من هويتها التاريخية، إلا أن حالة الفوضى تلك عادت لتتجدد.


لذلك، يرى التاجر بلال السيد "أن الإجراءات التي تنفذها البلدية بالتعاون مع جهات رسمية أخرى معنية بحركة السير والتنقل وسط مدينة الكرك، يجب أن تنفذ وتستمر طوال الوقت ولا تقتصر على فترة معينة فقط وينتهي كل شيء كما هو الحال في المرات السابقة".


وأشار السيد إلى أن "الأزمات المرورية تخلق حالة فوضى عارمة بالمدينة طوال الوقت، خصوصا مع تواجد الحافلات الخصوصية الصغيرة التي تعمل بالأجر بوسط المدينة خلافا للقانون، وهي تتوقف بكل مكان بالشوارع والأرصفة وأمام المحال التجارية وغيرها وتغلق شوارع بأسرها بلا رقابة"، مطالبا في الوقت ذاته بأن "تصبح هذه الإجراءات سياسة رسمية دائمة وغير موسمية".


ومن وجهة نظر المواطن أحمد الحباشنة، فإن "أي إجراءات تنفذها البلدية لإنهاء فوضى المرور الحالية هي مناسبة وتلقى دعم وموافقة المواطنين والتجار وغيرهم، فالإجراءات التي نفذتها البلدية مؤخرا، في مجال تنظيف المدينة من الاعتداءات على الأرصفة، من شأنها إنهاء حالة الفوضى السائدة داخل وسط المدينة، خصوصا الوسط التجاري الذي كان من الصعوبة بمكان على أي مواطن أن يتسوق أو يقوم بالسير بمركبته فيه بسبب حجم الفوضى فيه من بضائع وغيرها من البسطات المختلفة".


وشدد الحباشنة على أن "تلك الإجراءات ستجعل الأمور سهلة على البلدية في إنهاء فوضى المرور الموجودة حاليا، وإخراج كل المركبات المتسببة بالفوضى، وخصوصا الباصات الصغيرة التي تعمل بالأجر".  

 

 

اقرأ أيضا:

"دوار الشهيد" بالكرك.. بؤرة خطرة وحوادث سير شبه يومية